المقاطرة .. بين الصمت الرسمي والرفض الشعبي !! (2-1)

> «الأيام» محمد العزعزي:

>
مديرية المقاطرة بلحج وعرة التضاريس وتنقسم إلى شرق وغرب القلعة، وأبناؤها ذوو بأس وحاسة تحريرية خلاقة .. تاريخهم مرتبط بشموخ القلعة وقسوة الطبيعة ..تاريخ نضالي طويل بكبرياء الحاضر وأمل المستقبل ..الكتابة عن هؤلاء مقرونة بالتحية والإجلال لمناضلين لايعرف اليأس طريقاً إلى قلوبهم .

إذا أدلفت إليها فأنت في حضرة الموت وسط الجبال الشماء فيتلاشى الحلم في زمن الصمت الذي يأخذ مداه وتتسع دوائر الحزن لانتظار الموت الحزين، ومن أنين الفقراء والمحرومين ومنحدرات الطرقات وسكون المقابر وشنق النخيل في الأودية العميقة يحظى الزمن ويرافقه الإنسان ممهوراً بالعيون الحزينة التي تداعب أحلام الضياح والأطلال في وطن المنفى .. الأرض مخضبة بعرق العمال ودموع الفلاحات تصافح الأنجم النشوى عندما تدنو فتهمس في آذانهم ..أرضكم عصية اسقوها دماً ودموعاً وحافظوا عليها بأحداق العيون واعزفوا ألحان البقاء وأزيلوا المخاطر والمخافر ..احفظوا التاريخ ورتلوا «ربنا لاتباعد بين أسفارنا» .. وتبقي المقاطرة مشرعة بدافع الحرية ومقاومة للظلم والاستبداد .. تنشد واقعاً أفضل في حياة مفعمة بالأمل .. ترفض الذل والتسلط في قرى سابحات فوق السحاب برجال هاماتهم عالية من سماء الله حتى القبور .

القرى ومعانيها :

تنتشر القرى من بطون الأودية حتى السفوح العالية وتفتقر لأدنى مقومات الحياة وتطرز المباني بألوان الصخر في تناغم يدل على عظمة سكانها وقراهم وقهرهم للطبيعة، وأهم القرى :

الغربية: الهجمة من الإبل أولها أربعون فزيادة. المصاعد : مجاز في مصاعد الشرف والعلو. الفقرة : من فقر أنف البعير. الكبيبة: عزل وتلفف الرجل في ثوب (الصحاح). المعسوق : التشديد على الغرماء (التهذيب). الشعوب : قطع شعبة من الشجرة (أساس البلاغة). المنزل : البلدة (لسان العرب). الصير : ما يمر وما يحلو .

الرحيبة : أسرع الأرض نباتا وتكون نهاية الوادي (التاج). العيرة : أنثى الحمار (الصحاح) والعير واد . حمرة : لون صدأ الحديد . النواب الأعلى والسفلى: الحوادث (التاج). المصعد : مرتفع عال كثير الحجارة (المحكم). العاوة : رأس الناقة ومنزلة في القمر (العين). بركان : الشجر الحمضي (المحكم). اللكمة : عرض الجبل (البلاغة). الشعبية: أرض مرتفعة كثيرة النباتات (المحكم). العقاور : مرعى القوم (أساس البلاغة) .

القرى الشرقية : نجد البرد : ما ارتفع من الأرض (الصحاح). الشما : الجبل المرتفع (المحيط). جعيدة : القصيرة وجعدة كنية الذنب (أساس البلاغة). بديع: جديد. الوجد: الحب الشديد (البلاغة). المهين : الحقير وقلة المال (التهذيب) .

العبر : سحنة العين (التاج). المحطة: موضع. الفقير : إصابة النواقب (البلاغة). الأسنوم : جمع سنام ورأس الشجرة (العين). المرجومة : رميت بثالثة الأثافي (البلاغة). المدغامة: سواد الخطم وإدغام الحرف (البلاغة). المسيجد : تصغير مسجد وتعني نتوء الجبهة. المصنعة: مكان الصناعة في البادية والحضر. المحدادة : مكان صناعة الحديد. العزمقة : فأس وشق الأرض. حيد البنت : جانب الجبل وتعني الكهف (أساس البلاغة). محيجش، المحرقة، الحمرة السهللة، عكاد: وتعني السمين. الزعيمة: الأسياد وزعماء الحوار (البلاغة). البعيمة: اسم صنم (المحيط). زقيحة : الصوت. القبع: تواري واختفاء. الزعازع: زعزعة وعدم الاستقرار. الحريبة: مال وفيد الحرب (لسان العرب). الحرس: الدهر والحراسة (البلاغة). النهيرة: صغار. المدجرة : الحيرة وحبوب الدجر (العين). النكب : مرتفع من الأرض تهب عليها الرياح (البلاغة). الموسن : صب الماء. الدربين: بابان واسعان. عكاد: ناقة سمينة ومؤخرة اللسان. الحنيشة: نسبة إلى الصحابي الجليل أبو قرصافة المتوفى في الشام (تاج العروس) .

السكان :

قال الشيخ جميل سلطان سيف عضو المجلس المحلي عبر اتصال هاتفي:«تبلغ مساحة المقاطرة بين 1600 كم مربع إلى 2000 كم مربع تقريباً وعدد سكان المديرية 84000 نسمة أما عدد السكان في المقاطرة الشرقية والغربية والأكاحلة فيبلغ بين 57 ألفا إلى 64 ألف نسمة تقريباً وتعتبر هذه الأرض ذات تضاريس وعرة طاردة للسكان، ومعظمهم مهاجرون في الداخل والخارج».

القلعة :

كتلة صخرية ضخمة مرتفعة ومحصنة من كل الجهات وعرفت تاريخياً باسم :(قلعة سودان) واشتهر رجالها بالحنكة والبطولة والإباء ورفض الظلم والجبروت وألوان الاستبداد والطغيان، سطرت هذه القلعة أروع البطولات في الصمود، فقاومت الأتراك والإمامة. اليوم تتعرض للإهمال المتعمد وتحتاج إلى رعاية واهتمام والحفاظ على سطحها من خطر السيول التي جرفت التربة والأراضي الزراعية وتعرضت إلى الدمار فترة سيطرة العسكر في سبعينات القرن الماضي وبات لزاماً بناء المدرجات وصيانة الأرض وترشيد الرعي والاحتطاب الجائرين .

تتكون القلعة من قلعتين متجاورتين يفصل بينهما أخدود صغير ومساحتها كبيرة (مد البصر) كما يوجد عليها مسجد أثري بناه الشيخ عمر الطيار مازال قائماً، وبها سد لحجز مياه الأمطار، ومقبرة، وكل المعالم الأثرية تحتاج إلى ترميم وصيانة، كما يوجد بها أرض زراعية واسعة كانت تنتج أنواع الحبوب الغذائية والبطاط والبلسن وتزرع شتاءً القمح والشعير، وتوجد أشجار طبيعية كالقرض والعسق والتين الرومي والبرشوم الشوكي وأنواع الصباريات والحشائش القصيرة التي تستغل في الرعي ويستفيد الرعاة من المباني المهجورة على سطحها وأما طريقها الوحيدة المبنية على شكل درج فمعرضة للهدم، ومبنى الحراسة آيل للسقوط وتتعرض جوانبها شرقاً وغرباً لانهيار الصخور الضخمة التي تدمر الأرض والأشجار ويصاب الإنسان بخسائر فادحة سنوياً .

التضاريس :

قال الأستاذ فؤاد حزام علي :«إن معظم أراضي المقاطرة تمثل سلاسل جبلية عالية تحيط بها وتفصل قلعة المقاطرة الأراضي : شرق وغرب وهي عالية ذات سطح منبسط بسلسة شمالاً حتى قلعة الصلو، وتعتبر جبال المقاطرة جزءا من المرتفعات الغربية اليمنية وتتميز الجبال بالانتظام وبينها أخاديد عميقة انكسارية ذات ترب زراعية وإكام وتلال مرتفعة وعملت عوامل التعرية على تشكيل ظاهرات السطح، والأودية تتجه جنوباً وتصب في طور الباحة».

المناخ والنبات :

قال عضو محلي المقاطرة وهيب عبدالله نعمان :«تعتدل الحرارة صيفاً في المرتفعات وترتفع في بطون الأودية، والأمطار موسمية صيفية، وهي تشكل سيولا عارمة وتذهب هباء إلى المضاربة والعارة وتصل إلى خليج عدن ولايستفاد منها لانعدام السدود والحواجز المائية التي تحتاجها العزل والقرى المتعددة، أما الترب فطينية في جوانب الأودية ورملية مختلطة في السفوح وعند أقدام المرتفعات، وهي ترب منهكة تحتاج صيانة وإعادة تأهيل للمدرجات الزراعية، والأمطار الغزيرة تكون سيولاً عارمة وتغذي المياه السطحية .

وتنمو الأشجار والشجيرات والحشائش القصيرة على السفوح وبطون الأودية ويزدهر الغطاء النباتي صيفاً وأهم الأشجار العسق والقرض والطلح والعلب والطنب والخدش والسقم والأثل وأنواع الصباريات والحشائش الفصلية».

المياه :

قال عيسى محمد سيف (جامعي عاطل): «تعتمد المقاطرة على الأمطار وتعتمد عليها الأرض الزراعية وتظهر الجداول والعيون ويعاني السكان عموماً قلة المياه الصالحة للشرب ويعتمدون على مصادرها المكشوفة في المرتفعات الخطرة ويجلبونه بأنابيب بلاستيكية والبعض يعتمد على البرك والسقايات فترات الجفاف وتفتقر معظم القرى إلى شبكات مياه الشرب، وإن وجدت مشاريع هنا وهناك فهي متعثرة ويزداد الوضع المائي سوءا في الشتاء ويصل سعر صفيحة الماء إلى 40 ريالاً في شرق المقاطرة». وقال المواطن عبدالحكيم عبدالله علي :«تكرمت الدولة ببناء خزان ماء في قرية المنزل وبعد الانتهاء من إنشائه ظهرت عليه أخطاء التسريب، أما في عزلة نجد البرد فيعتمد السكان على آبار سطحية معرضة للجفاف وتنقل المياه على رؤوس النساء وعلى ظهور الحمير برحلة عذاب يومية مرهقة، أما الآبار الارتوازية فتغذي بعض القرى المحدودة وماتزال غالبيتها بدون شبكة واستنكر المستفيدون ارتفاع سعر وحدة الماء إلى 300 ريال قابلة للزيادة على الرغم أن المشروع تكفلت به منظمات دولية وحتى اليوم لاتوجد حسابات شفافة».

الكهرباء:

قال الأستاذ بشير سعيد قائد :«ماتزال قرى غرب المقاطرة محرومة من الكهرباء، فالأعمدة قائمة والشبكة ممدودة والتيار غائب ما عدا الدهمشة والهويشة القريبتين من شرجب بالشمايتين و%98 من العزل محرومة من هذه النعمة النيرة»،

وأضاف :«وصلت الكهرباء قبل عامين إلى قرى مقاطرة الشرق وتمت على مرحلتين الأولى إلى عزلة الأشبوط والروقان ونجد البرد، والمرحلة الثانية وصلت بعض قرى البعيمة وسوق الربوع ولكثرة الانقطاع وتردد التيار أتلفت الأجهزة المنزلية ومؤسف مرور التيار فوق القرى وحرمانها من الطاقة كمنازل قرى النهيرة وزقيحة والمعنية والعبر والحدا، وتقدم الأهالي بالشكر والعرفان إلى عبدالعزيز سلطان طاهر والنائب البرلماني عبدالله محمد صالح، لمتابعتهما بإيصال التيار إلى القرى المستفيدة، كما ناشدوا وزير الكهرباء إمداد القرى المحرومة بالطاقة الكهربائية ليتمكنوا من دخول الألفية الثالثة، حتى لاتبقى المقاطرة في ظلام حالك».

الزراعة :

قال حسين طه حسان : «تعرضت الأراضي في السنوات الأخيرة إلى الجفاف لندرة المياه ويعتمد السكان على الزراعة وتربية الحيوان، وتزرع أصناف الحبوب الغذائية كالغرب والدخن صيفاً. وهي لاتكفي احتياج السكان ويسد العجز بشراء القمح المستورد من الأسواق وترتفع الأسعار لوعورة الطرق وارتفاع أجور النقل ويعتمد البعض على زراعة القات في السفوح العالية وانقرضت زراعة البن وأهملت أشجار النخيل التي تكاد تنقرض كغيرها من أشجار الرمان والحمضيات والجوافة والمنجا، وإلى جانب الزراعة تربى الأبقار والأغنام والدواجن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى