قناة «الجزيرة» تتساءل حول إعلان الرئيس صالح انتهاء الحرب ما إذا كان هدنة أم اتفاقا؟

> «الأيام» استماع:

>
من اليمين يحيى الحوثي و عبدالباري طاهر و د.فارس السقاف
من اليمين يحيى الحوثي و عبدالباري طاهر و د.فارس السقاف
كرست قناة «الجزيرة» الفضائية برنامجها الأخباري (ما وراء الخبر) مساء أمس حول إعلان الرئيس علي عبدالله صالح انتهاء الحرب في صعدة.. حيث استضافت كلا من الأخوة: د. فارس السقاف، رئيس مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية والنائب البرلماني يحيى الحوثي وعبدالباري طاهر، كاتب ومحلل سياسي.. وفيما يلي تنشر «الأيام» ما دار من حوار في البرنامج:

> الجزيرة: د. فارس السقاف لو بدأنا معك في محاولة لفهم طريقة اعلام المعارك التي تابعناها على لسان الرئيس اليمني لماذا أتت بعد ثلاثة أيام على انتهاء المعارك ولماذا هذا الغموض الذي يكتنفها؟

- د. فارس السقاف: في الحقيقة نحن شهدنا بعض التحركات قبل اعلان توقف الحرب وهي تحركات وساطة من شخصيات مقربة من عبدالملك الحوثي وربما حصل تواصل واتفاق على إيقاف الحرب لأن هناك متغيرات على مستوى الواقع حصل تقدم للجيش في عدد من المواقع وتضررت قوات الحوثي التي انتشرت وألحقت أيضا أضرار كثيرة بالمنطقة ووصلت الحالة الإنسانية إلى حالة متردية وضغط معها مشايخ المنطقة في بني حشيش وحرف سفيان وصعدة على الحوثيين على التوصل لوقف وإنهاء الحرب حقنا للدماء كما قال الرئيس صالح، والرئيس صالح يؤكد دائما أنه لا يريد الحرب وهو رجل سلام ورجل تسامح وعرف عهده بهذه السمة وكاد ينعقد الإجماع على هذه السمة في شخصية الرئيس صالح هو لايريد الحرب وإنما الحرب هي من مجموعة متمردة على النظام والقانون لاندري حتى الآن ما هو هدفها، وما هي غايتها، ولكن صمودها هذه الفترة الطويلة وتجدد القتال والتسليح الحاصل يدل على أن هناك أجندة خارجية وتصفية الحسابات على الساحة اليمنية وعلى حساب الدم اليمني، إلى الآن لاندري ما هدف الحوثيين من هذه الحرب العبثية.

طاهر:لا يمكن القضاء على الحرب بصعدة او الاحتجاجات في الجنوب بالحرب او الاعتقال

د.السقاف:الرئيس صالح رجل سلام وتسامح وعُرف عهده بهذه السمة

الحوثي:ضمان عدم العودة إلى الحرب أن يعود الناس للحوار

> الجزيرة: هل فعلا حدثت تسوية. فهمنا من الدكتور فارس أنها كانت وساطة قبلية. على أي أساس تمت هذه التسوية؟

- د.فارس السقاف: على أساس إيقاف إطلاق النار والعمليات العسكرية، وفتح الطرقات، وهذا ما حصل الآن، فتحت الطرقات في حرف سفيان وفي صعدة، والآن هناك لجان من الحكومة لتقدير الأضرار وإعادة بناء ما دمرته الحرب، ما عدا ذلك أن ينزل الحوثيون من مواقعهم ويسلموها، ربما عودة إلى نفس البنود التي التزمت بها الدولة في مواجهة الحوثيين، وفشلت مع الوساطة القطرية.

> الجزيرة: الآن، لنرى وجهة النظر الأخرى.. سيد يحيى الحوثي، كيف تنظرون إلى هذه الوساطة، وكيف تشرحونها لنا من وجهة نظركم، وهل ستثبت هذه المرة؟

- يحيى الحوثي: في الحقيقة هذه الوساطة موقف جيد، وموقف الرئيس في الحقيقة فاجأنا، لأنه قبل أن يعلن وقف الحرب كان يحشد الشعب ويحشد القبائل، والحمدلله هي خطوة جيدة، ونحن نؤيد هذه الخطوة، ونتمنى أن يصمد الرئيس على موقفه هذا من إنهاء الحرب، وأن يبادر الناس إلى إعادة اللجنة الرئاسية بحضور الإخوة القطريين وفروعها، ويطلق سراح المعتقلين ويتبـادل الناس الأسرى ويعم السلام البلاد.

> الجزيرة: لم نفهم حتى الآن، هل لك أن تقول لنا بشكل واضح وصريح تم الاتفاق على أي أساس، هل وقعتم اتفاقا، هل الوساطة القبلية حسمت الأمور، هل هي هدنة، أم هذه الجولات من المعارك حسمت إلى غير رجعة؟

- يحيى الحوثي: لا بالنسبة لمسألة الحسم العسكري هذا أمر بعيد جدا جدا، ونحن دائما إستراتيجيتنا هي الدفاع عن النفس، فعندما يهاجم إخواننا في مناطقهم يضطرون إلى الدفاع عن أنفسهم، وتحدثنا كثيرا بأن هذا الأسلوب، أسلوب الحرب والسحق والمحق، لايجدي معنا على الإطلاق، المجدي هو العقل والحديث والتفاهم، وقد أعاد إخواننا بعد اتفاق الدوحة الأول محافظة صعدة كلها إلى السلطة عن طريق السلك الدبلوماسي وعن طريق التفاهم، والآن حصل تفاهم بين الرئيس وأخي عبدالملك واتصالات، والرئيس فعلا أرسل بعض المشايخ (الأخ فارس مناع والأخ ضيف الله رسام والأخ دوغشان المعادي والشيخ علي جرشة) وتواصلوا مع الأخ عبدالملك، واتفقوا على وقف الحرب، يعني هدنة لوقف الحرب، وهذا شيء جيد جدا وخطوة مهمة.

> الجزيرة: إذن أنت تصفها بالهدنة وليس بالاتفاق؟

- هو اتفاق على وقف الحرب، ونحن نحدد أن تتوقف الحرب على أساس أن يتوجه الناس إلى الحوار والتفاهم، وتنفيذ اتفاقية الدوحة، وإنهاء المشكلة بصورة نهائية وحقيقية.

> الجزيرة: سيد عبدالباري طاهر هناك وجهتا نظر، الأولى د.فارس قال إن ما قامت به الحكومة كان دفاعا عن النفس والأمن، وهي لم ترد الحرب، والرئيس علي عبدالله صالح لم يرد الحرب ولا مرة، السيد يحيى الحوثي يقول أيضا إن ما قام به الحوثيون هو دفاع عن النفس، كيف نشرح للمشاهد العربي الذي يتابعنا الآن أن يكون طرفان هدفهما الدفاع عن النفس قد خاضا خمس جولات بمعارك من هذا النوع؟

- عبدالباري طاهر: بغض النظر عن الأسباب والمبررات والدوافع، الحرب كارثة بالنسبة لليمنيين، كارثة بكل المعاني، هذه الحرب أتت على الأخضر واليابس، وقضت على الحرث والنسل، دمرت بلدا بكاملها، قرى دمرت، قتل أطفال ونساء وشيوخ، مزارع أهلكت، فبقطع النظر عن البادئ وعن المسببات والدوافع لابد أن نفكر الآن في المبدأ العظيم لإيقاف الحرب، وسواء كان إيقاف الحرب اتفاقا أم هدنة أم أي معنى فهو شيء عظيم، ولكن تبقى الاحتمالات الخطرة قائمة ما لم يتحول هذا الإعلان إلى حوار شامل، اليمن كلها بحاجة إلى حوار شامل، صعدة أكثر مناطق اليمن احتياجا إلى الهدنة والأمن والسلام والاستقرار، ثم إن اليمن بلد فقير محدود الإمكانيات ومحدود الموارد، بلد بحاجة إلى المياه ولقمة الخبز، يدخل في حرب وأخرى بين إخوة وبدون أعداء، إخوة في الدين وإخوة في اللغة وإخوة في كل شيء، هذه الحرب بالنسبة لليمن هي دمار على اليمن ككيان وكشعب وكمجتمع، وهذه الحرب هي تعبير عن فشلنا كيمنيين في إيجاد لغة للتحاور فيما بيننا، لو سادت لغة الحوار ولغة التفاهم والجنوح إلى الأمن والسلام ومعالجة مشاكل البلد ما وصلنا إلى الحرب، وهذه الحرب يجب أن ننظر إليها كامتداد لحروب سابقة، بالأخص حرب 94م في الجنوب التي لديها الآن امتدادات في احتجاجات ديمقراطية وسلمية، لايمكن القضاء على الحرب في صعدة أو التمرد بالحرب، ولايمكن القضاء على الاحتجاجات السلمية في الجنوب بالحرب أو بالاعتقال أو بالتعسف، لابد أن يعي النظام أنه لابد أن ينزل على إرادة الناس، ويجنح إلى السلم وإلى الحوار وإلى التفاهم مع ألوان الطيف اليمني، خاصة مع صعدة.

> الجزيرة: د.فارس إذن هناك تسوية جرت والاتفاق كان على وقف الحرب، ويبدو أنه أجل الحديث في الأمور الخلافية الأخرى، برأيك ما هي فرص التوصل إلى اتفاق ينهي بصورة نهائية أي تمرد؟

- د.فارس السقاف: أخت جمانة، لايمكن مساواة الطرفين (الدولة والحوثيين) في مسألة الدفاع عن النفس، الدفاع عن النفس الدولة دولة وهناك مجموعة متمردة، وهذا الكلام لم يعد مجديا الآن، لكن صمود هذه الاتفاقية سواء أكانت هدنة أم غيرها فالرئيس صرح بأنه لن تعود الحرب ثانية أبدا، وهذا تأكيد من دولة لديها إرادة حقيقية جادة في عدم عودة واستئناف الحرب، والناس الذين تضرروا سواء من الحوثيين الذين حققت الدولة تمددا في مناطقهم أو مواقعهم وأيضا الناس أم من مشايخ القبائل في تلك المناطق التي تضررت، فهي حالة إنسانية مزرية، هذه كلها تستنهض الكل أن يكونوا يقظين لعدم عودة الحرب، ومنع أية دواعٍ وأسباب لها، ولكن لابد من تثبيت هذا الاتفاق بصورة نهائية وبوجود ضمانات بعدم عودة الحرب من جديد.

> الجزيرة: السيد يحيى ما الذي يضمن عدم العودة إلى المعارك من جديد؟

- يحيى الحوثي: الذي يضمن عدم العودة إلى الحرب هو أن تصمد هذه الهدنة، وأن يعود الناس إلى الحوار، وأن يحلوا مشاكلهم بالتفاهم، وأن يعترف النظام بحقوق الناس، جميع الحقوق السياسية والاقتصادية والحريات العامة، بعيدا عن أية اعتبارات أخرى أو شعور بهيمنة.

> الجزيرة: هل كانت هذه هي المشكلة الوحيدة، موضوع مطالب اقتصادية وحياتية هناك، البعض تحدث عن أيادٍ خارجية عن أطراف إقليمية أو دولية هي التي دعمت التمرد وحركته؟

- يحيى الحوثي: لا ليست هي الأسباب الوحيدة، يا أختي، بالنسبة للدعم الإقليمي والدولي فهذا قد نفيناه أكثر من مرة، ونتمنى لو أن هناك من يدعمنا حتى نواجه الظلم، وواجب على المسلمين أن يدعموا إخوانهم المسلمين، والله سبحانة وتعالى يقول في القرآن الكريم «وإن طائفتان اقتتلا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي بغت حتى تفيء إلى أمر الله» بدلا من الحشد واستخدام الأجندة المذهبية وتغيير إستراتيجيات الحوار، وإعطاء الحقوق والاعتراف بحقوق المواطنين أمر لا بد منه، ويجب تنفيذه، فهناك دستور وهناك قانون وهناك شرع سماوي فوق الجميع، يجب أن يخضع الجميع لشرع الله سبحانه وتعالى، وأن يخضعوا لما وقعوا عليها من اتفاقيات.

> الجزيرة: إذن تطالبون بالمساوة، وأن يكون جميع اليمنيين متساوين أمام الدولة، أم أنكم تطالبون بامتيازات خاصة؟

- يحيى الحوثي: نطالب الدولة بأن تكون في مستوى الدولة، بمعنى أن تكون هناك دولة مؤسسات ودولة نظام، وتتعامل مع الناس على أنهم بشر وعلى أنهم شعب، لاتتعامل بالعنجهية والتكبر وتسحق هؤلاء وترفع هؤلاء وتنزل هؤلاء وهكذا كفرعون!.

> الجزيرة: السيد عبالباري هل ترى أملا في أن تتحول الهدنة إلى اتفاق فعلي يطوي صفحة المعارك إلى الأبد؟

- عبدالباري طاهر: طبعا كلنا نتمنى أن تنتهي الحرب، لأن هذه الحرب كارثة على الشعب اليمني كله والأمة العربية والإسلامية أيضا، ولكن الأمور لاتقف عند حدود النوايا ورغبات الناس، ينبغي على الدولة أن تنزل على إرادة الناس، وينبغي عليها أن تحتكم إلى شعبها فعلا، وتلجأ إلى الحوار وإلى السلم وإلى الديمقراطية، وتتحاور مع الشعب، فهناك فعلا مناطق مغبونه وعزلت.

> الجزيرة: ولكن ما جرى ألا تضعه في هذه الخانة، ألم يقم الرئيس اليمني بالتحاور مع الحوثيين، وهو ما أدى إلى هذه الهدنة؟

- عبدالباري طاهر: لايكفي القول، لابد على الرئيس أن يحول هذا القول إلى فعل، ولابد أن يفتح حوارا شاملا في المجتمع اليمني ككل بألوان طيفه المجتمعي والسياسي، وينزل على إرادة الناس، الآن لاينبغي أن نتحدث عن هذه الحرب، عن قوي ومنتصر وضعيف مهزوم، هذه الحرب دمرت الجميع وألحقت العجز بالجميع حتى نحن المواطنين اليمنيين الذين لا دخل لنا بالحرب نحس بالعجز ونحس بالضيم، لأن قتل الأخ لأخيه في صعدة أو في الجوف أو في حرف سفيان أو في بني حشيش أو في الجنوب كارثة علينا جميعا، وبلدنا بحاجة إلى الأمن والاستقرار، وبحاجة إلى فتح حوار شامل ومشاركة الناس مشاركة فعلية في مسئولية الدولة وفي الوصول إلى الدولة، هذا البلد إذا قطع فيه حبل التواصل وحبل الحوار والاحتكام إلى العقل والمنطق فليس أمام اليمنيين إلا الحرب، وذاكرة هذا البلد ذاكرة حرب عبر التاريخ، على مدى زمني طويل اليمني يحارب أخاه اليمني، فلابد أن تتغير الصيغة ويعود الناس إلى صيغة مختلفة جدا عن ما عرفناه في الماضي، عن منطق القبيلة ومنطق العسكرة ومنطق التجييش، لأن هذا لايخدم البلاد ولايخدم العباد، البلاد الآن بحاجة إلى العودة إلى حوار سلمي ديمقراطي يشمل ألوان الطيف المجتمعي والسياسي، ويصل به الناس إلى قواسم مشتركة تخدم اليمن.

> الجزيرة: د.سقاف ما فرص تحقيق ذلك، الدعوة إلى حوار للحكومة مع ألوان الطيف السياسي ومختلف أطياف الشعب اليمني، هل ستلقى آذانا صاغية؟

- د.فارس السقاف: أعتقد أن الشعب استقبل إعلان الرئيس لوقف الحرب وانتهاء العمليات العسكرية بارتياح بالغ، وهم يعرفون ويدركون أن الرئيس صالح هو من منع كثيرا من الحروب ووقى الشعب اليمني الكثير منها، وشهد عهده أكبر فترة استقرار سياسي ومدني داخل البلاد، ولكن المطالبة بالحقوق لن تأتي بالتمرد العسكري ورفع السلاح في وجه الدولة، هناك دستور وقانون ولابد أن نلجأ إلى القنوات السلمية وبالطرق السلمية، وهو ما قاله وأكده الرئيس صالح، حتى الاعتصامات في الجنوب التي يتحدث عنها الأخ الأستاذ عبدالباري طاهر، فهناك حوار وهناك قنوات حوار ومعالجة للمشكلة، ليس هناك من حاجز أو حائل بين أن تتحاور الدولة مع جميع فئات الشعب، حتى الآن المشترك يدخل في حوار مع المؤتمر الشعبي العام، ويقدم التنازلات تلو التنازلات حتى تستقيم البلاد على جميع أطياف العمل السياسي، ولاينفرد بالحكم والقرارات المصيرية التي يعلق عليها استقرار وسلم البلد، لابد أن ندعو الآن إلى السلم والتنمية التي دعا إليها الرئيس صالح، وننتبه إلى التنمية، ونعوض ما فاتنا من الزمن في هذه الحروب والمماحكات.

> الجزيرة: سيد يحيى الحوثي، الملفت إلى من يتابع هذه الحلقة أنكم تتحدثون نفس الخطاب، تطالبون بالتنمية وتساوي المواطنين أمام النظام والدستور.. فأين المشكلة إذن؟

- يحيى الحوثي: المشكلة العدوان، عندما يأتون ليقتلوا الناس في بيوتهم ويدمرون بيوت الناس على رؤوسهم ورؤوس الأطفال والنساء، المشكلة أن السلطة تشن حربا على المواطنين!.

> الجزيرة: السؤال الأهم، ماذا عن المستقبل إذا كانت رؤيتكم ومطالبكم واحدة؟

- يحيى الحوثي: أهم شيء الآن الحديث عن المستقبل، الآن نريد ألا تكون حرب، نريد سلاما، نريد تنفيذ اتفاقية الدوحة، نريد أن يكون هناك حوار، نريد أن يكون هناك تفاهم في كل ما من شأنه أن يثير الخلاف بين الناس نريد من الدولة ان تتعامل مع الناس جميعا تعامل دولة وشعب لاتعامل طائفة وفئة، وعلى هذا الأساس سيتم التعامل وسيسود الأمن والسلام، أما تغيير الإستراتيجيات يوم نحارب ويوم لن نحارب فهذا شيء ليس جيدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى