الصين تدعو لوضع المخاوف العربية والافريقية في الاعتبار

> بكين «الأيام» كريس باكلي :

> طالب المبعوث الصيني الى دارفور القوى العالمية بوضع المخاوف الافريقية والعربية في الاعتبار فيما يتعلق بتوجيه تهمة الابادة الجماعية الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير وحذر من ان هذه العملية القضائية قد تقوض جهود السلام.

وقال ليو جوي جين المبعوث الصيني الى اقليم دارفور في غرب السودان أمس الجمعة ان طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية القاء القبض على البشير يمكن ان يهدد نشر قوات حفظ السلام في الاقليم الذي تعصف به الصراعات وآمال استئناف المفاوضات السياسية في دارفور.

وصرح بأن هذه الخطوات القضائية يجب الا تضر بالجهود الاخرى.

وأضاف "الامم المتحدة تستخدم هذه الاجراءات المتباينة ويجب ان تضمن أولوياتها. استخدام اجراء ما يجب الا يقوض الاجراءات الاخرى. لا ترسلوا اشارات خاطئة او تلك التي شيع حالة من الفوضى."

وكانت تصريحات المبعوث الصيني أول تعليق علني مسهب على توجيه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو يوم الاثنين تهم الابادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب وجرائم انسانية في دارفور للبشير.

وهي أيضا أوضح اشارة على ان الصين قد تؤيد قرارا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بتعليق قضية المحكمة الجنائية الدولية.

غير ان سفير الصين لدى الامم المتحدة جوانجيا وانج قال للصحفيين في نيويورك ان تعليق امر الاعتقال الصادر من المحكمة الجنائية الدولية لن يكون كافيا. ويمكن للمجلس ان يفعل ذلك لفترة قابلة للتمديد مدتها 12 شهرا.

وقال انه من الافضل ان يلتقي الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية بمجلس الامن وهم الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بمورينو اوكامبو " ويحذرونه من العواقب السلبية" لمتابعة امر اعتقال البشير.

وقال وانج مرددا تعليقات سبق ان ادلى بها الامين العام للامم المتحدة بان جي مون "انهم (المحكمة) عليهم ان يدرسوا العواقب المحتملة لاي اجراء."

وتركز الاهتمام على قضية السودان في الوقت الذي تستعد فيه بكين لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية في أغسطس آب ومن المتوقع ان تسلط الاضواء على كيفية تعاملها مع هذه القضية وعلى مبيعات السلاح الصينية للسودان والاستثمارات الصينية في قطاع النفط.

واتهم مورينو اوكامبو البشير بادارة حملة للابادة الجماعية أودت بحياة 35 ألفا بالاضافة الى "الموت البطيء" لما لا يقل عن 100 ألف آخرين وتشريد 2.5 مليون.

وحذرت الصين وحكومات أخرى من ان توجيه الاتهام للبشير قد يعقد الموقف في دارفور وهو اقليم تقطنه اعراق عدة وخاضت فيه ميليشيات موالية للحكومة معارك مع متمردين حملوا السلاح ضد حكومة الخرطوم قبل خمس سنوات.

وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان هذه القضية تعطي دفعة للعدالة ويمكن ان تجبر السودان على اقرار السلام في دارفور.

وطلب السودان من روسيا والصين وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي المساعدة على استصدار قرار من مجلس الامن بتعليق اجراءات المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير عاما.

وقال دبلوماسيون في نيويورك انه من المتوقع ان تدعو جامعة الدول العربية ومجلس السلام والامن في الاتحاد الافريقي مجلس الامن لتعطيل اي اجراء تتخذه المحكمة الجنائية الدولية.

ولم يقل المبعوث الصيني ما اذا كانت بلاده سترعى قرار التعليق في المنظمة الدولية لكنه قال انه على القوى الكبرى ان تصغي للدول الافريقية والعربية.

وقال "علينا ان نرى ما سيقرره الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية من خطط ثم نستخدم قناة مجلس الامن التابع للامم المتحدة والقنوات الاخرى المناسبة لضمان الا يؤثر تطور الموقف على حسم قضية دارفور."

وحرصت بكين على اظهار نفسها كقوة مساعدة في دارفور وأقنعت الرئيس السوداني في هدوء بقبول نشر قوة حفظ سلام مشتركة من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة تولت مسؤولية حفظ السلام من قوة منفردة للاتحاد الافريقي في دارفور في يناير كانون الثاني.

وقال ليو "بالنسبة للصين تواجه الان عملية النشر (لقوات حفظ السلام) مخاطر جمة."

لكن الصين تبيع السلاح للسودان وهي مستثمر كبير في قطاع النفط هناك ويقول منتقدون ان مصالحها الخاصة دفعتها لحماية حكومة البشير من الضغوط الدولية بشأن دارفور.

وقال اسحق شابيرو من (تحالف انقذوا دارفور) الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له ويؤيد محاكمة البشير "الصين تبدو أكثر حرصا على حماية البشير من مراجعة وتعديل دعمها الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي لنظام متهم الان بالابادة الجماعية."

ويرد المبعوث الصيني قائلا ان المنتقدين الغربيين ووسائل الاعلام لديهم وجهات نظر "مشوشة" عن علاقات بلاده الطبيعية مع الخرطوم بما في ذلك مبيعات السلاح المحكومة. وطالب بالا تصبح الدورة الاولمبية في بكين في اغسطس اب المقبل هدفا للاحتجاجات في دارفور.

وقل ليو "الالعاب الاولمبية ليست المسرح المناسب لحل كل مشاكل العالم بما فيها دارفور." ولم يذكر ما اذا كان الرئيس السوداني سيحضر الدورة.

وأرسلت الصين هذا الاسبوع 172 فردا من سلاح المهندسين الى دارفور لتكتمل بذلك قوة حفظ السلام التي وعدت بها وقوامها 315 فردا.

وتحاول القوة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة بسط سيطرتها على دارفور وقتل ثمانية من قواتها في هجمات خلال اسبوع ولها الان في السودان 9500 جندي فقط من أصل القوة التي من المفترض ان يبلغ قوامها 26000. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى