انتبه أمامك حفريات...!!

> «الأيام» لطفي يسلم بن عويد:

> الطرقات عصب الحياة وشريانها، فهي همزة الوصل بين جميع المحافظات والمديريات والقرى وغيرها, وتسهل عملية نقل البضائع بين المدن، وإن مشاريع الطرق جبارة, وتعتبر نظرة مستقبلية عظيمة وأساس من أسس التنمية.

ولقد قامت شركات مختلفة بأعمال تستحق كل الشكر والتقدير على إنجازها طرقات بمئات الكيلومترات تربط بين عدة محافظات أنجزتها بمواصفات عالمية وبجودة عالية بشهادة الجميع.. لكن حديثي اليوم عن طرق داخلية في مدينة تاريخية، ألا وهي مدينة عدن(ثغر اليمن الباسم)، مدينة لها في قلبي كل الحب ولأهلها كل التقدير والاحترام.

إن طرق عدن الداخلية تكاد تكون متهالكة ومنتهية، فعندما تسارع الحكومة لتجديد الطرق وسفلتتها وإعادة تأهيلها نلاحظ بعد الانتهاء منها عدم التوازن والانسجام مع الإسفلت الأصلي بارتفاع أو انخفاض، ونرى العجب عندما نلاحظ الإسفلت في أماكن الفرملة وقرب الجولات والمنعطفات ينكمش ويرسم عليه شكل إطارات السيارات وكأنه طريق رملي، وإن كنت راكبا في سيارة تشعر كأنك في مركب بحري تتقاذفه الأمواج يمنة ويسرة في يوم عاصف، وعند انتباهك تجد أمامك الحقيقة المرة، وهي أن خيالك طاف بك في أمواج بحر هائج وأنت على خط إسفلتي وسط مدينة عريقة لاتستحق الإهمال.

لكم يطمح الجميع لأن يروا مدنهم جميلة ونظيفة، وشوارعها معبدة وأنيقة، لكن هذا لن يكون ما دامت روح التخطيط ضائعة، والتحسب للمستقبل منعدم، والحفريات شبه يومية دون وضع احتياطات حفر مسبق أو أنابيب تحت الاسفلت تحسبا لأي طارئ، وهذا الشيء في عدن خاصة واليمن عامة لايدرج ضمن ايدولوجيات التخطيط ابدا، بل يترك حسب الحاجة إليه سواء لتمرير كيبلات كهربائية أو تلفونية أو مواسير صرف صحي أو غيرها، وعند الحاجة لمثل هذه الأشياء نجد أن اللوحة تظهر بعنوان ولون جديد (انتبه أمامك حفريات)!!

لكم سئمنا من هذه اللوحة ومن ظهورها وقد يكون ظهورها أحيانا مفيدا، ولكن ظهورها في عدن خاصة، ما هو إلا للتورية وإخفاء العيوب سواء عيوب منفذي المشاريع أو عيوب الجودة والمواصفات التي أنجزبها هذا المشروع أو عيوب الاستعجال في تجهيز هذه الطرق للتزامن مع أعياد الثورة أو الوفود أو المجاملات التي تعطي فرصة للمقاولين بالتحايل على المواصفات بحجة العجلة، وكذلك للمهندسين بعدم مراقبة الجودة، وهذا كله يخفي بشكل أو بآخر عيوب التخطيط.

وإنني من هذا الصرح الشامخ «الأيام» أتساءل هل ياترى سنخطط ولو مرة فعلية واحدة لمستقبل عدن واليمن عامة؟ فهل من مجيب؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى