«الأيام الرياضي» تدشن فتح الملفات الرياضية (1) الملاعب.. ملاعب كرة القدم التعيسة في اليمن تصطاد اللاعبين وتسقطهم أرضا وإهمال واضح وشأنها أصبح لا يعني أحدا

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
في ملاعبنا صور واضحة من الاهمال لا يهتم بها أحد .. وهذه إحداها
في ملاعبنا صور واضحة من الاهمال لا يهتم بها أحد .. وهذه إحداها
مما لا شك فيه أن ملاعب كرة القدم تعتبر من أهم الحلقات في تطور اللعبة من خلال مساعدة اللاعب في إظهار ما عنده، حيث يجد نفسه مع كرة القدم أكان في التمرين أم المباراة.

ولعل المتابع لهذه اللعبة الشعبية الأولى في العالم على اطلاع بتلك الأهمية التي تعطى للملعب في شتى الدول التي تتزايد إلى أبعد الحدود انطلاقا من الادراك والفهم للقيمة التي تحتلها الملاعب في مسار تطور ورقي مهارات اللاعب وكرة القدم عموما.

ففي تلك البلدان الراقية التي تخطو يوما بعد يوم نحو الأفضل مازال هناك عمل، ومازالت هناك أفكار للتطور والوصول بالعشب وما حوله إلى المستوى والحال الأفضل دون الوقوف عند نقطة الاكتفاء..ولعل ملاعب يورو 2008 آخر الأحداث التي تابعناها مع العالم الحقيقي لكرة القدم خير شاهد.

مقاولات إعادة تأهيل الملاعب فشلت في وقت قصير
مقاولات إعادة تأهيل الملاعب فشلت في وقت قصير
وهنا حيث تلعب كرة القدم بشكل آخر مازال الملعب حلقة تكاد تكون مفقودة، حيث تفتقد كل أنديتنا لملعب خاص بها تستطيع أن تمارس فيه تمارينها ومبارياتها ولو بأبسط المواصفات المساعدة على تحسين المستوى..فملاعب الأندية ما هي إلا مساحات ترابية لا تصلح أبدا للعب كرة القدم، وهو أمر أيضا يسير على خط متواز - وبكل أسف -على ملاعب المباريات الرسمية في كل المحافظات باستثناء ملاعب 22 مايو في عدن والمريسي في صنعاء و22 مايو في إب وهي الملاعب الوحيدة التي تمتلك مواصفات شبه كاملة على اعتبار أنها (ستاد) رياضي.

أما دون ذلك فحدث ولا حرج .. ملاعب غير صالحة وغير مؤهلة لأن تكون عاملا مساعدا على الرقي بواقع كرة القدم القابع في محله دون حراك، حيث هي في حال مفزع ومخيف للاعبين الذين يجدون أنفسهم ضحايا لتلك الوضعية المزرية للملاعب التي تعرضهم للإصابات، وقد تطيح بمستقبلهم الرياضي.

ملعب الشهيد الحبيشي في حال يرثى لها
ملعب الشهيد الحبيشي في حال يرثى لها
فلاعب النادي يتمرن على أرضية صلبة وينتقل نهاية الأسبوع للعب على أرضية أسوأ، وعندما تخدمه الظروف قد يجد نفسه يلعب على عشب أخضر، وهي أمور متناقضة لا يمكن أن تحمل في مضمونها نوعا من التوافق الذي يخدم اللاعب للرقي وتحسين مستواه، وبالتالي تساعد في تطوير وضع كرة القدم بشكل عام..لذلك فإن الملعب يعتبر جزئية هامة في البنية التحتية التي تحتاجها كرة القدم لتصل إلى الحال الأفضل وتحقق القفزات والتطور في كل البلدان الساعية إلى تسجيل حضور في المنافسات الرياضية.

والحديث في ذلك الاتجاه وبواقع المرحلة التي تعيشها البلاد وهي على أعتاب التهيئة لخليجي (20)، فإن ذلك الحديث إنما هو كشف للعورات والواقع المرير الذي لا يمكن أن يتشرف به كل من له علاقة بتلك الملاعب وتنطوي شؤونها باتجاهه،فحال الملاعب وعلى مر سنوات قليلة ماضية بدت وكأن أمرها لا يعني أحدا في ظل الاهمال الواضح تجاه ما تحتاجه .. ليس لتغيير حالها وإنما لمجرد الابقاء على وضعها (الذي يمشي الحال).

تآكل العشب وأهمل تماما حتى وصل إلى التصحر
تآكل العشب وأهمل تماما حتى وصل إلى التصحر
لقد تدهورت ملاعب عدة داخل الوطن وسارت بمرور الأيام في مسار سلبي، وانقلب حالها ووضعها رأساً على عقب من أرضيات يكسوها العشب الطبيعي المزروع حديثاً، وبمقاولات ذات مبالغ كبيرة قد تكفي لبناء ستاد جديد، إلى أرضيات متصحرة بعيدة كل البعد أن تلعب عليها كرة القدم أو حتى سباق الخيول أو حتى الحمير، ولنا في ملاعب الحبيشي بعدن وبارادم في حضرموت والشهداء بأبين أقرب الشواهد على ذلك وليس كلها، لأن هناك ملاعب أخرى كالظرافي بصنعاء والعلفي بالحديدة والشهداء بتعز، الذي استعين بالعشب الصناعي لأرضيته وهو حل إن اعتمد في الملاعب الأخرى سيكون مقبولا، ولكن ليس في إطار التهيئة لخليجي (20)، لأن الأشقاء الخليجيين لن يقبلوا بذلك، فهم معتادون على ملاعب زرعت بالعشب الطبيعي في تمارينهم ومبارياتهم أكان مع النادي أو المنتخب.

السقوط في بارادم كارثة تحل باللاعب
السقوط في بارادم كارثة تحل باللاعب
وعلى ذلك فكيف سيكون الأمر برمته، ونحن نفتقد الملعب الذي يصل إلى مستوى الطموح،ولو إلى الحد المعقول والمقبول في مسابقة دوري الأولى، لأن ملاعب دوري الثانية وما بعدها لا يمكن أن نحلم بتغييرها، فهي في عالم آخر ، والحديث عنها فضيحة وعار على كرة القدم التي ينشد الجميع أن تخطو نحو آفاق التطور، فهي فاقدة لكل ما يفترض أن يكون حاضراً وبأبسط الصور، ومن أراد أن يتأكد فعليه أن يذهب إلى حرض أو حجة وما شابها، إنه وضع مؤسف لاندري لماذا وصلت أموره إلى ذلك المنحنى ، ولماذا أغفل الجميع أهميته إلى الحد البعيد الذي بات يحتاج لثورة عارمة تعيد ولو الشيء القليل لتلك الملاعب التي أصبحت بؤرا للإصابات،بل والأمراض التي تصيب الصدر وما حوله،فهل من استفاقة إن كنا نمارس كرة قدم ونريد أن نطورها كما يفعل الآخرون؟

قبل أكثر من عام أتيحت لي فرصة زيارة منشآت وملاعب نادي الغرافة القطري من خلال تعاون طيب الذكر الأخ فهد الرومي إداري الفئات العمرية بالنادي، وبينما أنا أتجول في تلك الملاعب الخاصة بالفريق الأول والفئات العمرية تذكرت ما نحن عليه، وأيقنت في لحظتها أن كرة القدم التي تلعب عندنا تملك وجه شبه وحيد مع الآخرين من جيراننا ، وهو (حجم الكرة فقط) ، أما دون ذلك ، فلنا عالمنا الخاص، ولهم أجمع عالمهم المتطور.

قد يكون الحديث بالنسبة للكثيرين غير جديد ومعروف، وهو ما أقر به أنا، ولكن هل سيبقى الحال على ما هو عليه؟ لولا أن خليجي (20) زف إلينا لما لفتنا إلى الملاعب وأدركنا قيمتها، وذلك هو فحوى موضوعنا الذي أردنا أن نضعه في مضمون هذه السطور، ألا وهو أهمية الملاعب في تطور كرة القدم ولاعبيها ،وهو ما نحن نفتقدها.

حتى الحكام لم يسلموا من أرضيات الملاعب
حتى الحكام لم يسلموا من أرضيات الملاعب
التفكير الجاد صوب الملاعب التي ستدخل روزنامة عمل التهيئة لخليجي (20) يجب أن يكون أبعد من ذلك، وأن تغدو الملاعب بالشكل الذي ستصبح عليه بإعادة تأهيلها حالة دائمة، وليست مؤقتة، وعلى كل الملاعب في عموم الوطن لتصبح صالحة للاستخدام الآدمي، وبعيداً عن الخوف والانزعاج والسقوط المتكرر لللاعبين الذين يجدون أنفسهم ضحايا لتلك الوضعيات الرديئة للملاعب.

آخر المطاف وقبل عامين تقريباً دار حديث حول أن الملاعب والمنشآت وصيانتها نقلت إلى السلطات المحلية في المحافظات، وهو ما زاد الوضع انتكاساً، وهو قرار لا نعرف على ماذا استند وكيف اتخذ، لأن ذلك لم يظهر شيئا على أرض الواقع لكل الملاعب .. هذا هو حالنا .. لا نعرف لماذا نتخذ بعض القرارات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى