الكابتن علي حسن آدن قائد فريقي ناديي الحسيني والأهلي لـ «الأيام الرياضي»:الحسيني أول فريق يمني لعب على المستوى الخارجي ودعاله أفضل مهاجم وقدت النادي الأهلي بعد الدمج ولعبت مع المنتخبات الوطنية

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

> ربما لم يسمع الكثيرون من لاعبي كرة قدم اليوم عن لاعب كبير ونجم إسمه علي حسن آدن، والمؤكد أنهم لم يشاهدوه يصول ويجول كلاعب في صفوف فريق الحسيني، حيث لعب منذ بداية الستينيات وحتى منتصف السبعينيات، والحديث مع هذا الكابتن لا يمل منه أحد، فالرجل يمتلك عقلاً كروياً يجبرك على الإنصات إلى ما يقوله بكثير من الارتياح.

«الأيام الرياضي» أجرت حواراً شاملاً مع الكابتن علي حسن آدن، نبشنا فيه ذكريات الزمن الجميل وتحدثنا عن الحاضر، وتنبأنا بالمستقبل فيما يخص الكرة اليمنية..فإلى حصيلة اللقاء:

حاوره/جميل عبد الوهاب

< قلنا للكابتن علي حسن آدن .. متى بدأت اللعب.. ومن أين كانت البداية؟

- بدايتي كانت مع فريق النجم الآسيوي في عام 1962م والطريف في الموضوع أنني كنت حارساً لمرمى هذا الفريق، وفي إحدى المباريات غاب عن الفريق أحد المهاجمين الأساسيين، فلعبت بدلاً عنه كمهاجم فيما حل في حراسة المرمى الحارس الاحتياطي، وعندما برزت كمهاجم في هذه المباراة واصلت اللعب في هذا المركز، وقد لعبت لفريق النجم الآسيوي من 1962م وحتى 1964م، انتقلت بعدها للعب في صفوف فريق نادي الحسيني ولعبت فور انتقالي إليه كمهاجم أساسي، في وقت كان فريق الحسيني يشهد مرحلة تجديد شاملة في صفوفه، إذ تم الاستغناء عن جميع اللاعبين الكبار الذين قل عطاؤهم، وأصبح الفريق الممتاز جميع لاعبيه أعمارهم ما بين 18-16سنة فقط، وقد قام بعملية التجديد هذه المدرب السوداني مبارك فضل الله، الذي كان يعمل مدرساً وكان فريق الحسيني هو الفريق الوحيد الذي مارس التدريب المنتظم على يد مدرب متفرغ لهذه المهمة، لأنه في ذلك الوقت كانت الأندية يقوم بتدريبها إما أحد اللاعبين ، أو أحد الإداريين، وقد تزامن انتقالي حينها إلى الحسيني من النجم الآسيوي مع انتقال المهاجم أبوبكر عوض إلى نادي الأحرار، فلعبت مباشرة كمهاجم إلى جانب سعيد دعاله، علماً بأننا كنا جميعاً لاعبين موهوبين بالفطرة ورغم صغر سننا إلا أننا كنا (ندوخ) بالفرق الأخرى.

< كما أتذكر بأن الحسيني لعب مباريات خارجية ممكن توضح لنا هذا الجانب؟

- فعلاً فريق نادي الحسيني كان أول فريق يمني يلعب في الخارج، وكان ذلك قبل الاستقلال وبالتحديد في عام 1966م، حيث لعبنا في جيبوتي ضد إحدى الفرق وفزنا 9/صفر، وسجلت أنا منها 3 أهداف، كما لعبنا في أسمرا، ولكنني أصبت في الدقائق الأولى ولم أتمكن من مواصلة اللعب.

< هل لعبكم خارج البلد يعني أن المال كان متوفراً لديكم.. وكيف كنتم تحصلون عليه؟

- لا تستغرب..الحسيني كان عشاقه كثيرين، بل وكانوا يذوبون عشقاً فيه، فكانوا يدعمون النادي مالياً وبسخاء، وفي مقدمتهم الشخصية المعروفة الأخ طه محمد حمود، ومحمد مصلح جرادة الأب الروحي للنادي، وعبدالقادر جرجرة، ومحمد عباس، وأحمد عمر خان، والحاج أبوبكر، وحامد بركات، وغيرهم من الشخصيات المحبة للنادي الذين لا تسعفني ذاكرتي بذكرهم كلهم، فليعذرونني.

< في منتصف السبعينات بدأت النجوم التي ظهرت في فترة المدرب السوداني الأستاذ مبارك فضل الله تتلاشى .. ما هي الأسباب وهل ظهرت نجوم غيرها؟

- هناك مثال يقول يا أخ جميل (دوام الحال من المحال)، وهذا المثل ينطبق تماماً على كرة القدم، فقد استجدت حينها ظروف مختلفة لهؤلاء النجوم، فمنهم من أصيب، ومنهم من غادر البلد، ومنهم من هبط مستواه وأصبح عبئاً على الفريق إلخ...فلم يبق من اللاعبين الكبار إلا أنا والمرحوم عبدالله علي صادق وحسين رباطي..ثم انتقل إلى نادينا من نادي الأحرار اللاعب وديع عبدالعزيز ثابت، وكذلك اللاعب عصام زيد، فعملنا على تطعيم الفريق باللاعبين الشباب أمثال: قائد محمد بن محمد، عتيق علي محمد، شكيب مقبل، حميد علي هاشم، عبدالله حديقي، أنيس درويش وغيرهم من الذين ثبتوا أقدامهم بسرعة في الفريق وأصبحوا نجوماً ولهذا ظل الحسيني قوياً دائماً.

< كابتن علي حسن حدثنا عن مشاركاتك مع المنتخبات الوطنية؟

- شاركت ولعبت مع المنتخبات الوطنية على مستوى الداخل والخارج ومشاركاتي كانت على النحو الآتي: في الدورة العربية قبل الاستقلال عام 1965م في القاهرة، ولعبت بعد الاستقلال مع المنتخب ضد المنتخب الصيني في الصين وسجلت هدفاً، كما شاركت ضد المنتخب التنزاني في تنزانيا وسجلت أيضاً هدفاً، كما لعبت ضد المنتخب العراقي في عدن وفزنا عليه 1/2، ولعبت ضد فريق قدم إلى عدن من الاتحاد السوفيتيي ، كما لعبت في عدن ضد المنتخب الصومالي أيام عز الكرة الصومالية..وكانت كل تلك المشاركات مع نهاية الستينات وبداية السبعينات.

< ولكنك لم تذكر مشاركتك مع الفريق الوطني ضد فريق الاسماعيلي في عدن؟

- عفواً أخ جميل ففريق الاسماعيلي المصري عندما زارنا في عدن في عام 1969م لم يلعب ضد المنتخب بل لعب ضد فريق شباب التواهي وقامت إدارة النادي بتطعيم فريقها بثلاثة لاعبين كنت أنا أحدهم..بالإضافة إلى النجمين عزام خليفة وعوضين.

< كابتن علي..المعروف أن (أبو الكباتن) علي محسن مريسي درب فريقكم الحسيني فترة قصيرة ثم انتقل لتدريب فريق نادي الهلال بالشيخ عثمان..فما السبب؟

- نقطة الخلاف مع المرحوم أبو الكباتن علي محسن مريسي هي أنه ظل لفترة يدرب فريق الحسيني ثم أراد أن يدرب فريق الهلال وفريق الحسيني في آن واحد، فقلنا كلاعبين وإدارة لا يصح أن يقوم مدرب بتدريب فريقين في وقت واحد، وتركنا الخيار لعلي محسن مريسي الذي اختار تدريب الهلال .

< عند دمج ناديي الحسيني والشباب الرياضي تحت إسم (الأهلي) والذي تم دمجه بعد ذلك مع الأحرار تحت إسم (التلال) ماذا قدم علي حسن للأهلي؟

- الحقيقة أنني لم ألعب كثيراً في الأهلي والذي أصبح بعد الدمج فريقاً مرصعاً بالنجوم، ولكنني أعتز كثيراً بأنني خلال الفترة القصيرة التي قضيتها في الأهلي كنت قائدا للفريق، كما كنت قبل ذلك قائداً لفريق نادي الحسيني.

< ما الهدف الذي سجلته وتعتز به كثيراً؟

- هناك أهداف كثيرة أعتز بتسجيلها، ولكن هدفي في مرمى نادي الشبيبة المتحدة الواي والذي كان يحرس مرماه السيد محمود بوجود المدافع الصلب أحمد صالح قيراط أعتز به كثيراً، فقد استلمت كرة معكوسة (أوفر) فلعبتها مزدوجة (دبل كيك) فارتطمت بالقائم الأيمن ودخلت المرمى.

- معظم أهدافك كانت من خارج خط الـ 18، ومن منتصف الملعب، وكنا نمزح حينها معك في النادي ونقول لك يابوعلوة هل قدميك عاديتين أم حديديتين.. فما تعقيبك على ذلك؟

- امتلاكي لقدمين قويتين جعلني أسجل من خارج خط الـ 18وأحياناً من منتصف الملعب ، فلا أملك إلا أن أقول أن هذه (هبة من الله سبحانه وتعالى).

< أفضل مهاجم ارتحت للعب بجانبه سواء في الحسيني أم في المنتخب؟

- هو سعيد دعاله من دون أي جدل أو نقاش، فنحن كنا منسجمين ومتفاهمين وكل منا يعرف طريقة لعب الآخر..وكنا نشكل معاً ثنائياً خطيراً يسبب الرعب لمدافعي الفرق الأخرى..ثم الكابتن المرحوم عبدالله خوباني بعد انتقاله من الجزيرة إلى الحسيني.

< ماذا ينقص كرتنا لكي تتطور وتصل على الأقل إلى مستوى الدول المجاورة؟

- الإجابة على هذا السؤال طويلة ومتشعبة وتحتاج مني إلى عمل دراسة متكاملة، ولكنني سأختصر وأقول:المال ثم المال فهو أصبح عصب الحياة ومن ضمنها الرياضة، فدول الجوار سخرت أموالاً طائلة لكي تتطور لعبة كرة القدم فيها.. وخذ على سبيل المثال سلطنة عمان ، فقد أعلنت قبل سنوات قليلة عن عام خصصته للرياضة، فأوقفت كافة المشاركات الخارجية، ووفرت كافة المستلزمات للأندية أولاً، لأنها الأساس لبناء منتخبات وطنية قوية، وفعلاً تطورت كرة قدم عمان..لذا أنا أناشد كافة الجهات المسؤولة في بلادنا بالاهتمام بالأندية أولاً وأخيراً، وأن لا تجعل الأندية ينقصها أي شيء، وبعدها يأتي الحديث عن فرق وطنية تشرف الوطن خارجياً، وما زلت مصراً على أن الأندية هي الأساس أولاً وأخيراً، لأن لاعبي المنتخبات لا يأتون من «كوكب المريخ»، بل يأتون من الأندية الأهلية.

< طلبنا في الختام من الكابتن علي حسن آدن الإجابة عن سؤال لم نطرحه عليه.. فقال:السؤال الذي كنت أود أن تطرحه عليَّ أخ جميل هو رأيي في «الأيام الرياضي»..وردي هو أولاً أنا أشكر إتاحتك لي هذه الفرصة للحديث مع القراء الرياضيين الكرام..وأقول بصدق وليس مجاملة أن «الأيام الرياضي» أصبحت صحيفة رياضية شهيرة ورائجة يقرأها الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى