في ندوة الفعاليات السياسية المنعقدة في كرش حول تقييم الحراك السلمي

> «الأيام» أنيس منصور:

> عقدت الفعاليات السياسية بمديرية كرش محافظة لحج ندوة وحلقة نقاش لتقييم الحراك السياسي السلمي بالجنوب واستضافة عدد من قادة الفعاليات السياسية وأحزاب المشترك وأساتذة الجامعات والمثقفين والسياسيين من مديريات الحوطة وتبن وطور الباحة والمسيمير ومن عدن. ولأهمية الندوة تنقل «الأيام» تفاصيلها:

> عماد أحمد غانم، سكرتير أول اشتراكي كرش تحدث في بداية الندوة عن أهمية عقد اللقاءات التقييمية للحراك موضحا أن بدايات الحراك كانت «بمطالب حقوقية تمثلت بمشاريع خدمية وترقيات وإعادة المسرحين المتقاعدين العسكريين والمدنيين وحقوق التربويين ولم تستطع السلطة معالجة هذه المطالب سوى بعض الحلول الترقيعية، وهو مازاد الاحتقان وألهب الناس في الجنوب وتحولت ألى مطالب سياسية بحتة واعتبار المطلب الحقوقي جزءا من المطالب السياسية لأن أبناء الجنوب سلموا دولة بكل مؤسساتها وثرواتها ونهبت الأرض وسلبت الإرادة.

ووجد أبناء الجنوب أنفسهم ضحايا حرب 94م المشئومة. من هنا تكون الحراك السياسي السلمي وتوسع إلى نطاق المدن والمديريات والقرى بالجنوب وتحقيق نجاحات للمطالبة بالاعتراف بالقضية الجنوبية وما عمليات القمع والقتل والاعتقالات والانتشار الأمني إلا دليل على نجاح فعاليات الحراك».

د. وهيب: سيظل الحراك السياسي قويا لأن المعاناة والظلم هي التي صنعته

غانم: القتل والقمع والاعتقالات والمحاكمات دليل نجاح الحراك السلمي

> أحمد علي غالب القيدي رئيس أحزاب اللقاء المشترك في كرش قدم مداخلة بسيطة أوضح فيها «أن وعي المواطنين بالنضال السلمي وكسر حاجز الخوف توَّلد منذ الانتخابات الرئاسية والخطابات والمهرجانات الانتخابية والتحدي في المنافسة على كرسي الرئاسة. وأصبح اليوم من لديه مشكلة أو قضية في مؤسسات الدولة يلجأ للاعتصام السلمي، وعرفنا أن النضال السلمي وسيلة ناجحة للتعبير عن أي حق أو استحقاق، مع ذلك فالنضال سلمي بطيء وبحاجة إلى صبر ومثابرة وثبات وعزيمة لأنه أزعج النظام واهتزت الدولة منه وهناك مؤامرات لتحويل وجر النضال السلمي إلى مربع العنف والفوضى المرفوضة كي يتم الإجهاض عليه بسهولة. وهناك أشياء لابد من مراعاتها في الحراك السلمي هي أن تكون الأهداف واضحة مرسومة، وتوحيد المطالب والخطاب السياسي والإعلامي في كل الفعاليات السلمية كي يتوافق خطاب جميع فعاليات الحراك في جميع المديريات والمحافظات».

> صادق عبيد مقبل من منظمات المجتمع المدني تطرق إلى «الحكمة الإلهية التي جعلت الإنسان مصدر التكليف، وفطرة الإنسان التي جبلت على رفض الباطل بكل محتوياته وحب الحق». وذكر أن «أبناء الجنوب دخلوا الوحدة السلمية عام 90م وقدموا البحر وما فيه من ثروات وشريط ساحلي وحقول النفط، لكنها دمرت في 94م، والمشكلة اليوم ليست بين السلطة وأحزاب المعارضة لكنها بين فئة الظالمين المتنفذين والمظلومين لأن الفساد ليس ظاهرة، لكنه أصبح مؤسسة». وأضاف صادق:«من إيجابيات الحراك السياسي السلمي أنه قلل الصراعات الداخلية والمنازعات وجعل الجميع يصطفون تحت مبدأ مطالبة النظام بالاعتراف بالقضية الجنوبية»، داعيا إلى «إشراك جميع القطاعات والشرائح التي مازالت صامتة».

> د.محسن وهيب أستاذ جامعي يمثل ملتقى التصالح التسامح بلحج قدم مداخلة مطولة تلخصت بالتأكيد على «أن المنخرطين بالحراك السلمي بالجنوب يقاومون الإرث التاريخي. والحراك وجد ليستمر ولن يتوقف. أفرزته عوامل تاريخية فلا تستطيع أي قوة أن تزيل وتوقف عجلة الحراك لأنه مقيد بسلاسل الحرية ومبادئ الديمقراطية والدستور، التي كفلت التعبير عن الحق بطرق سلمية.

والمشاهد حاليا أن الحراك محظور من قبل السلطة والأمن المركزي بتوجيهات مجلس الدفاع الوطني منذ أبريل الماضي، وهدف الحراك هو إعادة دور الوحدة اليمنية السلمية بعد الانقلاب عليها، والحقيقة الحراك السلمي لم يرفع شعار الانفصال إنما هناك مدسوسون من السلطة رفعوا بعض الشعارات المتطرفة لقمع وإفشال الحراك السلمي الجنوبي، لأن من اهم المطالب المواطنة المتساوية ومحاسبة الفاسدين». وقال:«سيظل الحراك السلمي قويا لأن المعاناه والظلم هي التي صنعته»، محذرا من «الاختراقات الأمنية لشق وإضعاف الفعاليات السلمية وتغيير مسارها».

> بجاش ثابت هواش السكرتير الثاني للاشتراكي بلحج، ناشط سياسي استعرض بعض المسائل التي يستوجب مراعاتها قائلا: «لقد أصبح الحراك السلمي إنجازا عظيما بكل المقاييس وهناك مسائل مهمة لوضع ضمانات استمرار ديمومته وهي العمل على وثيقة عمل تكون محل إحاطة وإجماع لكل القوى والفعاليات في الحراك وتحديد وسائل وأهداف وتحقيق عمل مؤسسي وتوحيد الخطاب والرؤى وفق قاعدة بيانات ووضع آلية بجمع تبرعات مالية بين أوساط الفعاليات بالتكافل الاجتماعي وتقديمها لحالات الاعتقالات والإصابات حتى لا تستغل السلطة هذا الموضوع وتكيفه حسب ما يوافق هواها».

ودعا بجاش إلى «عدم استفزاز أبناء المحافظات الشمالية ببعض الخطابات والألفاظ لأنهم مظلومون مثلنا لكن علينا دعوتهم إلى انتزاع حقوقهم بالنضال السلمي وإقناعهم أننا لسنا ضدهم كمواطنين إنما نحن ضد سياسة النظام القائمة على الإقصاء والإلغاء والحرمان والاعتقالات».

> العميد ناشر محمد علي، رئيس هيئة الفعاليات السياسية في كرش، تناول في سرد تفصيلي المنعطفات والمراحل التي «جعلت أبناء الجنوب غرباء في وطنهم بفعل السلطة وفرض وحدة الضم والإلحاق والقضاء على الهوية الجنوبية والعوامل التي صنعت الحراك السلمي».

وتطرق إلى «وحدة الحراك والحفاظ عليه وكيفية تجاوز الصعوبات التي يقوم بها النظام، باستخدام العقل والمنطق واستشعار أن القضية الجنوبية ليست قضية شخص أو جماعة أو حزب، إنما قضية شعب قدم دولة كاملة من أجل الوحدة وأصبح على قارعة الطريق».

وأضح أن «الحراك لن يتوقف، ولابد من التوعية وعدم الانهزام، لأن غضب السلطة هو من باب الخوف على المصالح الذاتية، ولابد من التضحيات، ولايمكن أن ننزه أي عمل من الأخطاء، ولكن علينا تصحيح وتقويم الأخطاء لاستمرار الحراك».

> د.عبدالقادر ثابت قاسم، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي في عدن قال: «تحية خاصة لهذه المساحة من محافظة لحج ومديريات ردفان وكرش والصبيحة المشهود لهم تاريخيا، والذين ضربوا أروع البطولات السلمية والنضالية. لقد أتى الحراك السياسي الجنوبي بعد صبر طويل، بعد قهر وشعور بالألم، وحاولت السلطة إجهاضه بشراء الذمم وإيجاد الفتن وأساليب القمع للقضاء على الحراك في الجنوب، لكن كل ذلك لم يجد أمام الإصرار والثبات والاستمرار من يوم لآخر».

وأشار إلى أن «ما تفعله السلطة اليوم من قتل وقمع واعتقالات ومحاكمات عززت من وحدتنا وخدمتنا كثيرا من حيث لاتشعر، ما يهمنا هو ضرورة تطوير وارتقاء الحراك بمثل هذه الندوات والاعتصامات وحلقات النقاش، وهناك تفاؤل كبير جدا بقطف ثمار الحراك مصدره الواقع وكل المحافظات الجنوبية المصممة على استمرار الفعاليات».

وتضمنت الندوة مناقشات مستفيضة وساخنة وتبادل وجهات النظر من قبل العميد علي حسن زكي، عضو محلي تنسيق المتقاعدين في لحج، صالح جلش رئيس فرع التجمع الوحدوي اليمني، د.مفتاح علي أحمد، محمد السقاف، صالح مهدي من حزب العدالة والتنمية والتربوي عريدان صداح.

إضافة إلى التعقيبات والتوصيات التي خرجت بها الندوة لتقييم الحراك السياسي السلمي، وتجاوز بعض الإخفاقات والأخطاء والقصور، جميعها تصب في مصب الارتقاء بالحراك إلى الأفضل، ودعوة جميع الفعاليات السياسية إلى تقييم الحراك مستوى المديريات والمحافظات الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى