إلى مدير الأمن العام

> عبدالرحمن خبارة:

> نحن لانستفيد كثيرا من ثورة الاتصالات، خاصة ما تقدمه القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية، وبالذات ما تابعته باهتمام القناة التلفزيونية الفرنسية الخامسة التي تقدم أفلاما مترجمة إلى العربية.

> هناك مسلسل له أكثر من ثلاثة أشهر، يقدم عملا دراميا ممتازا يوميا، خاصا بالأعمال الإجرامية، السرقة، السطو، الاغتيالات، المخدرات.. فهناك شرطة خاصة بالأعمال الليلية.

> ومع المكتب أو المكاتب الخاصة للشرطة الليلية لمتابعة الإجرام باختلاف صنوفه هناك مدعٍ عام ونيابة عامة وتحويل القضايا بسرعة فائقة للقضاء.

> طبعا هناك الشدة والحزم لمواجهة المجرمين والقتلة وأعمال البغي، غير أن الأمور تسير بطريقة موضوعية بعيدا عن ممارسة الشرطة في التمادي بالعنف، وهناك أعمال إنسانية بهدف التربية، لأن العنف الزائد يؤدي إلى الفساد والشراسة والرهاب، بل وحتى إلى الجنون، ولايؤدي إلى استخلاص نتائج أو اعترافات من قبل المجرمين.

> إنها مدرسة متكاملة، لاتخص عملية الإجرام والسرقة والقتل والسطو فقط، وإنما تمتد لمعرفة شخصيات عناصر الشرطة المصابين بالذهان والأمراض العصبية والهلوسة والجنون، مقابل البحث عن الحقيقة والاعترافات بطريقة علمية وموضوعية، وكثيرا ما تنهار هذه العناصر المجرمة، وتقدم المعلومات بسهولة ويسر، كما تؤدي أعمال العنف من قبل الشرطة إلى الاستقالة أو الإقالة.

> قلت: إن الأمور بمثابة مرآة كاملة لحياة المجرمين وأهلهم الذين لايقومون بالتربية السوية لأولادهم، ويدفعونهم بـ(الدلع) والمال إلى استخدام شر الأعمال في الرذيلة وأعمال الإجرام، ودفهم إلى التمادي في استخدام المخدرات وغيرها من أعمال الرذيلة.

> ويسقط أبناء وزراء وقيادات عسكرية ومدنية رفيعة، ولاتتدخل الدولة أو الحكومة في أعمال الشرطة، ومع أعمال الشدة التي تؤدي إلى اعترافات يسقطون، وتقودهم المحاكم إلى السجن لسنوات عدة.

> وهناك جانب إنساني في التعامل مع العاملين في الشرطة، فلهم مشاكلهم المادية وظروفهم الاقتصادية والمالية الصعبة، غير أن ذلك يتم لا من خلال دعمهم المالي المؤقت وإنما بالبحث عن أعمال إضافية لتحسين ظروفهم الاقتصادية.

> وهناك معاملة خاصة مع الأحداث وصغار السن، حيث تتم عملية التربية والتأديب بإلزام أهلهم بالصحوة والاهتمام الجاد بأبنائهم قبل أن يصلوا إلى حالة اليأس والقنوط بل حتى الانتحار.

> إذا كانت الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي استفادت شرطتها من تجارب الآخرين، فما أحوج الأمن في بلادنا إلى التعلم من هذه المدرسة الحضارية المتقدمة..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى