كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> «في البدء كانت الفضيحة.. فقد كانت في الجنة شجرة محرمة.. ولكن الشيطان ضحك على حواء التي ضحكت على آدم.. فأكل الاثنان منها.. وفجأة اكتشفا أنهما عاريان تماما.. فراح الاثنان يتغطيان بأوراق الشجر».

> وفي التاريخ فضائح كثيرة مثل سقوط الاتحاد السوفيتي.. وكيف سقطت الشيوعية بعد سبعين عاما من الممارسات العنيفة.. وتفككت الدول التي كانت مربوطة بالحديد والنار والخوف.. ومن الفضائح الدولية كانت فضيحة وزير الدفاع البريطاني (بروفومو) الذي كان يملك أسرار الحرب والسلاح والمخابرات.. هذا الرجل كان عشيقا لواحدة جميلة.. وهذه العشيقة كانت عشيقة للملحق العسكري الروسي.. فكانت أسرار بريطانيا في جيب الملحق العسكري.. فضيحة ما بعدها فضيحة.. وانكشف ضعف الوزير أمام الجنس.. ومثل (بروفومو) كثيرون مثل فضائح الرئيس (كنيدي) والرئيس (نيكسون) والأمير (تشارلز).

> والفضائح عندنا كثيرة جدا.. سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية وصحية وتعليمية.. وتهريب وقود واستيراد خمور وأدوية وسلع غذائية تالفة غير صالحة للاستعمال الآدمي.. وكأننا حريصون على الفناء والدمار والموت السريع للإنسان.

> وأكثر الصحف الأهلية والمستقلة والحزبية تنشر كل يوم الكثير من هذه الفضائح.. ومن هذه الفضائح ثقافة انتشار الحمامات العامة في عدن.. ولاندري من أين جاءت إلينا هذه الثقافة؟.. ثقافة الحمامات العامة بالقرب من المؤسسات الكبيرة والحدائق العامة والبنوك والمصارف.. فمن الذي يجرؤ مثلا على بناء حمام عام إلى جانب تمثال الملكة (فيكتوريا) في حديقة التواهي؟.. ولمن هذا الحمام؟ ومن هم الذين يرتادون هذا الحمام؟.. وهل خلت الأرض في عدن من أجل بناء مثل هذه الحمامات؟.. ولم يجدوا لها رقعة لبنائها إلا إلى جانب تمثال الملكة (فيكتوريا) في حديقة التواهي.. والبنك الأهلي في عدن.

> وأكبر فضيحة حدثت أيضا في مديرية التواهي ومديرية المعلا.. قطعوا الأشجار الضخمة التي تجاوزت أعمارها أكثر من مائة عام.. سقطت هذه الأشجار الضخمة في حدائق التواهي وأصبحت الأرض عريانة بلا غطاء.. ولا أمل في غطاء.. إلا في توزيع هذه الأرض لغير أهلها.. وقد مضى على الإنسان حين من الدهر كان يشعر بأنه سيد هذه الأرض.. وفجأة وجد نفسه لايملك هذه الأرض بعد أن ضاعت وذهبت إلى غيره.

> ومن المؤكد أننا نعرف أنه لا يجرؤ أي أحد في العالم أن يقطع شجرة.. فكيف فعلنا نحن ذلك؟.. ولماذا قطعنا هذه الأشجار؟.. ولمصلحة من كان قطعها أو اقتلاعها من الأرض؟.. إن العالم كله حريص على الحفاظ على الأشجار والغابات.. يزرع ولا يقلع.. يبني ولا يهدم.. وفي دول العالم وزارات خاصة مهمتها العناية بالشئون الزراعية والحفاظ على الأشجار والغابات.. وتجميل المدن بزراعة الزهور والورود الجميلة.

> في الهند مثلا لا يستطيع أي إنسان أن يقطع شجرة صغيرة ولو اعترضت الطريق إلى بيته.. وفي هذه الحالة يطلب إلى إدارة الزراعة في الولاية ترخيصاً باقتلاع هذه الشجرة الصغيرة لأنها أصبحت عائقاً بينه وبين منزله.. وبناء على هذا الطلب ينزل مسئول من الإدارة ليتأكد من صحة هذا الطلب.. ولا تمنح الإدارة صاحب الطلب الترخيص باقتلاع الشجرة إلا بعد أن يزرع شجرة أخرى.. أي يقلع شجرة ويزرع شجرة.

> اقتلاع الأشجار فضيحة لنا في عدن الحضارة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى