> «الأيام» عبداللاه الضباعي:

البارحة شاهدت أبا نواس

دون أن يضع عمامته بالراس

هارون يتساءل وابو نواس

كلمات كالمشرط وحدّ الماس

تدوي في المجلس دوي لجراس

صرخ بأعلى صوت بالحراس

نهض إثر ذلك أبو نواس

وقال لحظهْ يا شديد الباس

ألا ترى مولاي حال الناس

المسلم أصبح حابس الأنفاس

القدس في قبضة قذر وانجاس

وتحالفت عدة لغات واجناس

وعاد غازي الأمس من تكساس

قال الخليفة ماهي تكساس؟

أسماء غريبهْ يا أبا نواس

منذ متى توجد على القرطاس

جوب بأمريكا تقع تكساس

مضت قروناً أربعهْ وأخماس

قال الخليفهْ يا صداع الراس

وفي مرارهْ قالها لاباس

أضحت وليدهْ من يشل الكاس

العلم شيّد قصر ماله ساس

النسل أعلن حالة الإفلاس

الذات فرّقهم إلى أسداس

بالعلم كنا الوهج والنبراس

علم الفلك والطب ذا الحساس

أو الرياضيات والمقياس

نحن اخترعنا الصفر أبا نواس

من صفرنا تم انطلاق الناس

وأجيالنا في صفرها تحتاس

عند الخليفة ضمن جُلّاسه

ولا الخليفة تاج في راسه

يرد في كلمات حسّاسه

قطّع حشا هارون بامواسه

راس الخليفهْ دق ناقوسه

لبوا النداء بالحال حرّاسه

ثابت وقف في كامل أحواسه

في وضع آخر مثلكم باسه

نُكس لواء الإسلام وأقواسه

والأجنبي كاتم على انفاسه

يدنّسون القدس أنجاسه

ضد الوطن من كافة أجناسه

ترابنا باقدامه انداسه

وأشياء تذكر غير ملموسه

هارون ليست ضمن قاموسه

كم عمرها دوّن بقرطاسه

دولهْ عظيمهْ بل وفجّاسه

من عمرها الخامس مضى اخماسه

لطّم بيداته على راسه

تاجي ذهب لغير لبّاسه

وابنها يسود في كاسه

والجهل هدّم برج من ساسه

عن نهجه اتخلى وناموسه

كلاً وله طبلهْ ومرواسه

وديننا الإسلام نبراسه

كنا أساتذته لدرّاسه

مسلم وضع نهجه ومقياسه

والفلسفهْ كنا لها الساسه

والغرب أضحى رقم باخلاصه

بالصفر ظلّت صفر محتاسه