(الوزان).. بدوي الجزيرة في الميزان

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

> الكابتن أبوبكر الوزان، أحد رموز العصر الذهبي للكرة اليمنية العدنية، بدأ مشواره مع فريق الجزيرة (سابقاً) شمسان (حالياً) في مدينة المعلا بعدن.. وعرفه الجميع باسم (بدوي الجزيرة).. ذلك لأنه بدأ في مركز الجناح الأيمن.

واشتهر الكابتن أبوبكر الوزان واتسعت شهرته عندما سجل هدفين في أول مباراة له مع فريق نادي الجزيرة ضد فريق نادي الأحرار، وكان حارس مرمى الأحرار في تلك المباراة هو الكابتن نديم حزام، الذي كان عملاقاً يسد الطريق أمام المهاجمين ويمنعهم من الوصول إلى الثلاث خشبات معذرة (كانت الأجوال زمان مكونة من ثلاث خشبات أما الآن فإنها من الألمنيوم).

وأصل (الوزان) بدوي الجزيرة تألقه في مركز الهجوم إلى جانب عمالقة الجزيرة (زمان).. مثل المرحوم الكابتن عبدالله خوباني (رحمه الله) والكابتن رفيق عوض وصالح ميوني والمرحوم جامع ذبالة (رحمه الله) محمد عبدالرب وعبدالجبار عوض وعوض بن عوض وأحمد محسن ومعتوق خوباني ومحمد عبده (الدوش) وحسن عكارة وأحمد عوض يافعي ومحمد أحمد الصبيحي وأحمد فضل ومحمد ناجي وتوفيق وزكي أحمد قائد وبوتان وقاسم هادي ومحمد إسماعيل وأنيس خوباني.

ولأن موهبة الكابتن أبوبكر الوزان كانت كبيرة وقدراته عظيمة، فقد استطاع اللعب في معظم المراكز، حيث تحول من مركز الهجوم كجناح أيمن إلى خط الظهر، ليلعب ويثبت قدراته الكبيرة في مركز الظهير الأيمن، كما كان الكابتن أبوبكر الوزان من اللاعبين الذين يمتلكون صفات عدة فهو مهاجم خطير، وهو أيضاً مدافع قوي، ويمتلك السرعة الفائقة التي تجعله في الهجوم سريع التخلص من المدافعين، وتجعله أيضاً الأسرع في قطع الكرات على المهاجمين، ورغم رشاقته وخفة انطلاقته، إلا أنه كان رصيناً ومتزناً ومفتاحاً للهجمات أمام خط هجوم فريقه.

البعض كان يعتقد أن (الوزان) عنيفاً ويعتمد على الخشونة في معالجة واستخراج الكرة من بين أقدام هجوم الخصم.. إلا أن هذه الادعاء سقط عندما كانوا يرون سلامة احتكاكه مع اللاعب الخصم دون تعرضه لقرارات الحكام ضد الألعاب التي تخرج عن قاعدة اللعب النظيف، ويذكر عشاق الكرة أيام زمان (عندما كانت تسمى كرة الزمن الذهبي) ومحبي نادي الجزيرة أن أجمل تعليق نشر في صحيفة «الأيام» كذا وصحيفة «فتاة الجزيرة» حينها حول مباراة أقيمت ضد فريق شباب التواهي العملاق، حينما قال كاتب التعليق :«إن لاعبي فريق الجزيرة في تلك المباراة كانوا يعزفون «سيمفونية» جميلة وبديعة وأن الوزان كان يعمل مارشات عسكري».. والقصد من ذلك كان أن الفريق بكل عناصر كانوا يتناقلون الكرة بسلاسة وبحركات إبداعية جميلة من الدفاع إلى الهجوم، وعندما كانت تصل الكرة إلى الكابتن أبوبكر الوزان كان يضغط عليها بقوة «يرتبها بقوة» ويفرد صدره ويرفع رأسه يتحدى، وكأنه يقول «هل من مبارز؟».

صحيح أن الكابتن أبوبكر كان من المدافعين الأقوياء، إلا أنه كان من الذين لايحبذون بقاء الكرة في أقدام هجوم الخصم.. فيتعاملون بجدية زايدة، حتى لا يكون هناك تساهل أو إهمال وفتور أمام هجوم الخصم.. وهذا ما جعل «الوزان» أقل اللاعبين تعرضاً لقرارات الحكام.. حتى أنك لاتراه عندما يدخل زميل له في خط دفاع الجزيرة في مشاكسة مع هجوم الخصم، فقد كان يثق أن زميله سيؤدي الواجب زيادة.. ولكنه كان يشتط و«يحنق»عندما يتعرض أحد أفراد خط هجوم الجزيرة لخشونة دفاع الخصم، فكان أول من يصل إلى مواقع الخطأ الذي يصدر عن دفاع الخصم ضد مهاجم فريقه.. «الوزان» كان أكثر لاعبي الجزيرة غيرة وحباً وتعصباً لفريقه.

وكان يمثل حجر الزاوية في الانتصارات الكثيرة والشهيرة جداً، وذات يوم عندما استقدمت شركة (Three Five) سجاير ثلاث خمسات لاعب تشلسي الشهير (بوبي تامبلنج) من بريطانيا، والذي لعب مع الحسيني ضد الجزيرة كان فريق الجزيرة بجميع عناصره ويستعدون لطلوع السيارة التي ستقلهم إلى ملعب البلدية «سابقاً» الحبيشي ـ رحمه الله ـ حالياً.. جاء الخبر بأن الكابتن «ود الزبير» لاعب الموردة السوداني سيلعب هو الآخر مع الحسيني لوصوله من السودان صباح يوم المباراة، فعلق الكابتن أبوبكر الوزان حينها بطريقته المعروفة والظريفة:«قبلنا بالنصراني.. جابوا لنا كمان سوداني».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى