«الأيام» ورحلة الخمسين عاما

> عامر علي سلام :

> عندما تحتفل «الأيام» بمرور خمسين عاما منذ صدور عددها الأول في 7 أغسطس 1958م في يوبيلها الذهبي .. كانت «الأيام» تحمل هم الكلمة.. وهم الوطن بعد تحقيق وحدته، فكانت ومازالت الرئة التي يتنفس من خلالها الحرف المكلوم.

وبسطاء الناس من كل حدب وصوب.. ومن مختلف المشارب، نهج المهنة في «الأيام» ارتسم على صحفاتها.. في رحلة مهنة المتاعب!! وإذا كان الزميل الأستاذ هشام باشراحيل، رئيس التحرير في افتتاحية عددها (5475) كلمة اليوم (العيد الذهبي) قد تناول رحلة التأسيس لعميدها الأول المؤسس محمد علي باشراحيل -طيب الله ثراه- وكيف تحمل معاناة صناعة الحرف وطباعته.. ورسم نهج روحها الصحفي، الذي لم نعرفه إلا من خلال (من أقوال عميد «الأيام») في زاويته اليومية- ليحكي لنا قصة «الأيام» في الأمس.. لقد عادت إلينا «الأيام» بعد توقفها منذ عام 1967م حتى 7 نوفمبر 1990م، فعادت الروح النائمة في عدن إلى نبضها الخالد.. فتوهج الحرف ثانية في عقول كل كتابها اليوم..، وظلت «الأيام» المدرسة الأولى في صناعة الرأي العام، لأنها تحمل هم الرأي العام!!.

وإذا كانت «الأيام» اليوم تتعرض لأي هجمة فإنها لا تتعرض لذلك إلا لأنها كبيرة وعظيمة في نفوس قرائها!! وعندما تتعرض صحيفة بحجم «الأيام» - انتشارا في الوطن- فإن الوطن بالمثل يتعرض لمثلها!! هكذا هو الحال- ونحن نرى زملاء الحرف وكتابها يتعرض منهم للاعتقال والسجن والمحاكمة- بدعوى الحراك السياسي- وتقمع آراؤهم ونفوسهم في السجون، ليحاكم النظام نفسه ويعرض حقوقه للمساءلة، على مبدأ حرية الرأي والرآي الآخر!! والمادة (19) من حقوق الإنسان (تلغى) من وثائق المنظومة الدولية لحقوق الإنسان في اليمن!!

«الأيام» اليوم- تقول (لوجه الله) دعوني- «دعونا نؤدي رسالتنا المهنية وكفوا عن الأذى وعرقلة خطانا، لأننا نعمل في ضوء النهار، ومنه نجاهر بالحرف والكلمة لخدمة الناس وقضاياهم».

وأكرر هنا: ارفعوا أيديكم عن «الأيام» لأننا عندما نتهم «الأيام» فإننا ننسى أننا نتهم نفوسنا وعقولنا وحرياتنا وكرامتنا بأبشع التهم، وهو الظلم !!

نعم «الأيام» صحيفة تأتينا كل صباح مع ضوء النهار.. يشتريها البسطاء وينتشر بها الباعة المتجولون في تقاطع الطرقات حتى غدت (لقمة عيش) لأولئك الباعة المتجولين، وهي أيضا (لقمة عيش) ورغيف الحرف الذي تطبع في (تنور) الوطن.. ويوزع في رحلة البحث عن الحقيقة، ونصرة المظلومين والمقهورين!! حتى يصبح عونا لذوي القرار في معرفة حقيقة ما يجري، ويتم معالجته.. وكثيرة هي القضايا التي طرحت في «الأيام» وتم معالجتها من قبل كثير من المسئولين، وهذا (وسام) تحتفل به «الأيام» على صدرها بأنها كانت السباقة لحل كثير من قضايا الوطن.

وفي الأخير فإننا نؤكد بأن «الأيام» مدرسة موقف.. وصحيفة وطن!!، وهي الرئة التي مازالت باقية لنا في عدن!! ونتمنى من العلي القدير أن يجعلها دائما لنا.. نبض حرف.. ووهج حقيقة.. في ضوء النهار المنشود!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى