عدن كانت وكانت.. طيب وبعدين!

> محمد عمر باجنيد:

> إن لم تكن مع عدن فأنت ضدها.. وإذا لم تحب عدن فأنت لم تجرب العشق والهوى وإن حفظت عن ظهر قلب غزليات ابن أبي ربيعة عمر ونزار قباني ثم أرسلت أبياتا من قصائد أحدهما بالبريد الإليكتروني أو عبر الهاتف الخلوي إلى هيفاء وإليسا ونانسي وهن اللائي حللن بتأثير موآمرة خطيرة قادتها بيوت التجميل الغربية عن طريق الإنزال الجوي من الفضائيات العربية- حللن- مكان هند وليلى العامرية وبلقيس العراقية في الخيالات العربية.

وإن لم تر عيناك جبل شمسان فأنت لاتعرف الجبال وإن أجبت دعوة حسين المحضار إلى زيارة (ضبضب) في الشحر.

وكان (أهل أول) أي القدامى من الناس يصفون عدن أنها نصف لندن (HALF LONDON) ويصنفون ميناءها بأنه ثاني أو ثالث موانئ العالم، وكانت في عدن وليس في غيرها من المدن العربية، كما يرددون فروعا لمعظم الشركات العالمية بل كانت الأنظمة الإدارية في عدن هي الأحدث مقارنة بغيرها من دول الجوار.. طبعا (كل ذلك من زمان)!! كما أن الخدمات الصحية كانت متطورة وكانوا يمتدحون مستشفى الملكة أروى كثيرا، وبفضلها لم يكن أحد من أبناء عدن يحتاج لـ (مرمطة) عند باب مسئول أو منحة من رجال أعمال للسفر إلى الخارج من أجل العلاج.. أما التعليم فإنهم يستدلون على متانته بأن معظم خريجي ثانوية مدارس عدن في ذلك الوقت يتحدثون اللغة الإنجليزية أحسن من الأمريكان.

مدينة مثل عدن تفتح عينيها على باب المندب وتسند ظهرها إلى جبل شمسان، وتقلب خديها ذات اليمين على شاطئ الغدير وذات الشمال على ساحل أبين من الضرورة أن تكون واحدة من المدن العالمية المضيئة بنور المال والعلم والفنون، ولكن كيف يمكن أن يتحقق مثل ذلك ومشروع حيوي مثل مشروع إدارة موانئ دبي لميناء عدن عانى وتعذر بزوغه إلى الأضواء زمنا غير قليل بحجة أن الهدف الخفي لشركة موانئ دبي العالمية الاستحواذ على الموانئ الإقليمية لجعلها مجرد نقاط ارتكاز ملاحية توجه الخطوط الملاحية الكبرى تجاه ميناء جبل علي، أو أن قيمة العقد الموقع مع الحكومة اليمنية غير عادل في الوقت الذي تدير شركة موانئ دبي قرابة الـ 45 ميناءً باقتدار على مستوى العالم، وتتفاوض حاليا لإدارة ميناء استرالي بصفقة تفوق الـ 245 مليون دولار أمريكي.

وبفضل الكفاءة الإدارية العالية لموانئ دبي فإن دولة الإمارات تحتل المرتبة الـ 27 في قائمة أكبر 50 دولة مستوردة في العالم (حسب التقرير الإحصائي السنوي لمنظمة التجارة العالمية للعام 2007)، ولم يظهر التقرير اسم دولة عربية سوى الإمارات والسعودية، والأخيرة نالت المرتبة 37 متخلفة عن الإمارات بعشرة مراكز.

عاشت موانئ المنطقة ازدهارا لافتا للأنظار، فيما كان ميناء عدن الشهير يعيش حالة عجز مالي جعلته ينتظر تعزيزات مالية وصلت إلى 900 ألف دولار أمريكي من ميناء المكلا الأقل شهرة وعراقة، كما حدث في العام 2005، لذلك فإنه لايكفي استحضار عدن التاريخية كمكانة وقيمة.. ووصفها بـ (جنة الدنيا) في وقت تعيش المدينة وضعا اقتصاديا غير سار، ميناء معطل ومطار حزين.

شركة موانئ دبي بإمكاناتها وخبراتها قادرة أن تمنح ميناء عدن المكانة اللائقة به اقتصاديا، وعند ذلك سنتفوق على (أهل أول) في المفاخرة بالقول إن عدن لم تكن متطورة في الماضي ومزدهرة، لكنها في الحاضر أيضا معطاءة، وفي المستقبل نور الجزيرة وزهرة الموانئ العالمية بدلا من أن نسمع بأن عدن كانت.. وكانت، ونرد عليهم.. طيب وبعدين!.

عدن تحتاج إلى من يعمل فيها ويعمل من أجلها وكانت عدن متطورة حينما كان كل من فيها يعمل من أجل أن تكون عدن تلك التي سمعنا عنها ونامت حينما ادعى كل بها الهيام، ولكن بالكلام والكلام.. فطاب للفقر والتخلف فيها المقام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى