همسة في أذن كل موظف

> بلال غلام حسين:

> أعلم يقيناً بأن مقالي هذا سوف يغضب الكثيرين مني، ولكنهم لو علموا بأنني لم أكتبه إلا حباً فيهم وشفقة عليهم مما وقعوا ويقعون فيه لأعذروني، والمسلم يجب أن يكون مرآة أخيه ولا يمدحه بشيء يعلم هو أنه خطأ، ومن هذا المنطلق أكتب مقالي هذا لأهمس في أذن كل موظف وأكون له ناصحاً أميناً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه». وقال:«اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به».

من خلال هذا الحديث المعبر أطلق العنان لمقالي هذا، ولست أقصد الإساءة بقدر ما أقصد النصحية لإخواني الموظفين والقائمين على مصالح الناس التي بسببها يتم ذل الناس من قبل الموظفين، حتى ضاقت بهم الأرض، وهم طالعون ونازلون سلالم الدوئر الحكومية، والتردد عليها من مكتب إلى مكتب هل يعقل أن يصير هذا في بلد مسلم، والقائمون عليه هم مسلمون، وهم أول ما يفزعون إلى الصلاة عند الأذان وكأنهم أدوا ما عليهم تجاه هؤلاء القطيع من البشر الذين تجاوزت معاملاتهم السنة وما فوق دون الاعتبار لكبير سن أو غيره.. كم وكم من مشاهد تراها في تلك الدوائر الحكومية من ذل وهوان والتلذذ بتعذيب البشر بسبب المعاملات البشعة، وإن فتحت فمك سوف يتحول الأمر إلى أمر شخصي وتصبح معاملتك في خبر كان.

اعلم أخي الموظف بأن كل ما تعمله وتذل به البشر سوف ينقلب عليك، ولا تنسَ أن لك أباً وأماً وأقارب سوف يعانون نفس ما يعانيه الناس بسببك أنت، أسألك أخي الحبيب سؤالاً.. هل تتلذذ بإذلال البشر من خلال مماطلتك لهم وترى في ذلك أنه يرفع من قدرك؟ ماذا سيصيبك لو حصل وتم تأخير راتبك أو أنه قُطع ؟؟ كيف ستحس لو أن أمك العجوز أو والدك أهين من قبل أحد الموظفين في إحدى الدوائر الحكومية، بالله عليك كيف ستشعر بسبب ذلك؟؟ لو كان جوابك بأن ذلك سوف يثير غضبك!!! إذاً لماذا تعامل أنت امرأة عجوزاًً أو رجلاً مسناً أو أخاً مسكيناً لك هذه المعاملة المذلة؟؟؟ لا إجابة لأن هذا الشيء يجري في دمك وتعودت عليه، أقسم لك أخي الحبيب بأنني أكتب هذا وأنا زعلان عليك وليس منك!!! لأنك غافل عن ما تعمله وأخذتك النشوة وأنت لا تعلم إلى أين ستأخذك، كثر الظلم، كثر أخذ القرارات الخطأ على مصالح الناس دون وازع ديني أو أخلاقي.

كم رأيت من أناس يدعون على الموظفين، كم من أم أو أب عجوز أخبرني بأنه يدعو على هؤلاء في جوف الليل، اسأل نفسك أخي الموظف لماذا تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك من الأمراض أو قلة البركة في رزقك رغم المال الكثير الذي تكسبه من المعاملات؟؟ إنها دعوات الناس عليك وعلى أمثالك بسبب ظلمك لهم، أقسم بالله العظيم بأن أحد الذين حصل عليهم الظلم من قبل أحد الموظفين يدعو عليه رمضان وفي جوف الليل وفي ذلك الوقت الدعوة ليس بينها وبين الله أي حجاب وخاصة أنها جاءت من شخص مظلوم، أين أخلاقك أين شهامتك كرجل وأنت تظلم الناس، ألا تستحي من الله ومن نفسك؟؟ ثم إن هذا المال الحرام الذي تدخله على أهل بيتك ألا تعتقد أنه سوف يصيبهم بسوء؟؟ والله أستحي من نفسي عندما يسألني الأجانب لماذا أخلاقكم هكذا؟؟ والله لا أعلم كيف أرد عليهم، لأن الغالبية العظمى هم من هذا الصنف البشري، أين المواظبة على الأوقات، الحضور المبكر والانصراف بالوقت المحدد له، ولكن لا.. كيف والقات من يشتريه لي؟؟؟ أهم شيء وقت القات و(طز) بالمواطنين فليأتوا غداً الدنيا ما طارت، عادي إذا جاءوه مبكرين، أي منطق هذا في التعامل مع البشر؟!

أخي العزيز اعلم بأن هذا الكرسي الذي تظن أنت بأنك خالد فيه، سوف يذهب عنك، لأنه لو دام لغيرك ما وصل إليك، واعلم بأنك محاسب أمام الله سبحانه وتعالى عن كل شيء عملته وكسبته في حياتك، وأن كل هؤلاء من هم حولك والذين تحسبهم يحبون لك الخير لن تجدهم من حولك، ولن ترى غير الحقد والكراهية لك في قلوب الناس. أخي العزيز اسمع مني هذه الكلمات، وأنا لك ناصح أمين يحب لك الخير ولا يملك لك سوى النصيحة التي بسببها قد تنقذ نفسك قبل فوات الأوان، وهناك الكثير من العبر في حياتنا لأناس وقعوا فيما أنت فيه الآن، ولكنهم أفاقوا بعد فوات الأوان.

Bilal [email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى