الماوري والميتمي وسويفت وكلام مرَّ مر الكرام

> نجيب محمد يابلي:

> إذا كان هناك «صائد الجواسيس» SPIES HUNTER فإن منير الماوري هو «صائد الفضائح» SCANDALS HUNTER وأثبت ذلك أكثر من مرة، وليس أقلها فضيحة المولدات النووية والصفقة المشبوهة.

الزميل الماوري يتألق دوما في تفجير قنابل تحدث دويا هائلا، ويتفنن في اندهاشاته وتساؤلاته، ويقيني أن الرجل يعطي إشارات من منطلق وطني.

برزت أحداث ومستجدات خلال السنوات الأربع الماضية، وتفجرت الأوضاع شمالا وجنوبا، وما دعاني للتأشير إلى هذه النتائج هي المقدمات التي وردت في الموضوع الذي كتبه الزميل منير الماوري من واشنطن الموسوم (الذين لم يستوعبوا الدرس) ونشرته مجلة «الاستثمار» في العدد(3) الصادر في سبتمبر 2004، حيث أفاد في المقدمة بأنه كان في حرم جامعة جورج تاون للاستماع في إحدى قاعاتها إلى محاضرة عامة ألقاها الدكتور محمد الميتمي (مدير عام اتحاد الغرف اليمنية حاليا) عن الأوضاع الاقتصادية في اليمن.

لفت انتباه الماوري أن أحد الحضور من الأمريكيين كان يتابع المحاضرة بإنصات واهتمام كبيرين، فتوجه إليه بعد المحاضرة وسأله سؤالا مباشرا عما يعلمه في اقتصاد اليمن وهو أمريكي مقيم في واشنطن. توقع الماوري- بحسب إفادته- أن يعلل الرجل ذلك بأنه دبلوماسي مرشح للسفر إلى اليمن أو باحث مهتم بشؤون المنطقة، إلا أنه فوجئ بأنه السيد تشارلي سويفت، الذي كان يتولى آنذاك الدفاع عن المتهم رقم واحد من بين المعتقلين في قاعدة جوانتانامو (سالم أحمد حمدان)، السائق الشخصي لأسامة بن لادن.

أفاد المحامي سويفت بأن محور دفاعه في قضية موكله تتركز على إثبات انهيار الاقتصاد اليمني، وتضرر فئات كبيرة من اليمنيين بسبب ارتفاع نسبة البطالة، وهيمنة قلة قليلة من السكان على ثروات البلاد، وهيمنتهم أيضا على الفرص الاستثمارية الصغيرة والكبيرة أو إحباطهم لها.

توصل المحامي الأمريكي إلى قناعة عميقة أن موكله سائق أسامة بن لادن لم يهاجر إلى أفغانستان ويلتحق بتنظيم القاعدة إلا لأسباب اقتصادية ولضيق الحال في اليمن، وهذه القناعة هي التي يحاول إيصالها إلى المحكمة العسكرية في جوانتانامو.

قدم الزميل الماوري النصح لليمنيين، مواطنين ومسئولين، بتوخي الدقة والصدقية في التعامل مع الأمريكيين وألا يقحموا أنفسهم في تزوير أسمائهم وتغيير التواريخ، وهناك من يدخل باسم أخيه أو باسم أخته، وتطرق إلى ما ينبغي للمسئولين وأصحاب الوجاهات تحاشيه في رحلاتهم إلى الولايات المتحدة، لأن بعضهم أهين في المطارات الأمريكية، وتعرضوا للتأديب، وأن عليهم الاحتفاظ بأموالهم في الداخل واستثمارها، لأن الأموال المتجهة للخارج أصبحت موضوعة تحت الرقابة الدولية المشددة، وأعاد الماوري إلى الأذهان قضية ابن مسئول يمني كبير قادم للدراسة، ومبالغ كبيرة تدخل حسابه وأخرى تسحب، ولم تجد السلطات أي سبب لاعتقاله سوى إيوائه خادمتين بشكل غير مشروع عن طريق مساعدة موظف دبلوماسي يمني، ونتج عنها أن ذلك الدبلوماسي خسر وظيفته. إنها أجراس، فلمن تقرع الأجراس؟. لقد قرعها هيمنجواي بالأمس البعيد وقرعها الماوري بالأمس القريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى