ليس غريبا

> جلال عبده محسن:

> خمسون عاما من التألق والتميز مضت منذ التأسيس لصحيفة «الأيام» الرائدة والعريقة في 7 أغسطس 1958.. تطالعنا مع إشراقة كل صباح وهي تتفجر جمالا ورونقا من خلال شكلها وإطارها الجمالي والمميز الذي لا يقل أهمية عن مضمونها الذي يعتمد على التحليل والتحقيق من خلال جمع المعلومات ومواكبة الحدث ورصده، والمعتمدة على الخبرة الشخصية لعميدها ومن بعده الناشران الأستاذان هشام وتمام باشراحيل وأبناؤهما وأسرة «الأيام» الغراء كافة، وبطاقاتها الإبداعية من كتاب ومحررين ومراسلين وفنيين وإداريين، دأبت خلالها أن يكون سلاحها الفعال هو وضوح الرؤية وسلامة التفكير.. كل تلك العوامل ساعدتها في تألقها يوما عن يوم، وجعلتها مثار إعجاب مختلف شرائح المجتمع في تميزها بنقل الأخبار والأحداث الساخنة في حينها واستمرارها في متابعتها حتى النهاية، وهذا ما يلمسه المواطن الذي يترقب صدورها منذ الصباح الباكر بكل شغف ولهفة، الذي من حقه أن يحصل على نصيب كاف من الأنباء والأفكار عن كل الأحداث والقضايا التي تدور من حوله في الساحة المحلية والخارجية كخدمة ثقافية يستطيع من خلالها أن يشارك إيجابيا في التفاعل معها في صنع حاضره وضمان مستقبله، في ظل ثورة المعلومات وعصر الديمقراطية والشفافية.. ولأنها كذلك كان من الطبيعي أن يثير ذلك حفيظة البعض من حين لآخر بالاستياء والحقد عليها ممن لا تروق لهم سماع الحقيقة وجعلها تدفع الثمن كلما تطلب ذلك كما قال عميدها (رحمه الله):

«إن لكل شيء ثمنا.. وثمن الحرية في القول والعمل هو البذل والفداء والتضحية، والذين يفضلون الموت في معركة الحياة بدلا من الموت على سرر مفروشة بفروش وثيرة هم الخالدون في تاريخ شعوبهم».

وليس غريبا الحقد عليها ولا يفاجئنا ما تتعرض له صحيفة «الأيام» وناشراها ومحرروها وبعض كتابها من مضايقات بين الحين والآخر، ومن حملات الإرباكات المختلفة لعرقلة سير عملها الذي يندرج ضمن حساب فاتورة الثمن الذي تدفعه وستظل تدفعه طالما أنها اختارت طريق الوصول إلى الحقيقة، وهو بلا شك طـريق شـائك وصعـب، لكنها مـع ذلك تبقـى متماسكـة مع حقيقتها ومع كل محبيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى