«الأيام» وطن في صحيفة

> علي باسعيدة:

> أن تشهد مرور خمسين عاماً على ميلاد صحيفة رائدة كـ«الأيام» ، فذلك شرف وحدث تاريخي يضيف إليك الكثير ويمنحك الفخر والسعادة ، لأن حلول مناسبة كهذه يعطيك الشعور بالراحة، لأن «الأيام» أكبر من صحيفة إنها وطن في صحيفة تمنحك أشياء ومميزات لا تجدها إلا في «الأيام» الصحيفة التي أسس مداميكها عميدها الراحل محمد علي باشراحيل طيب الله ثراه وسار على نهجه ودربه أبناؤه المخلصون أساتذتنا الأجلاء هشام وتمام حينما أكملوا المسيرة وحملوا راية التنوير ونصرة المظلومين من أبيهم الراحل بكل همة وإخلاص ومعهم كل المخلصين من أبناء هذا الوطن أكانوا محررين أو مراسلين أو قراء لـ«الأيام» الذين يترقبونها كل صباح . «الأيام» بعيدها الخمسين تمثل أكثر من ذكرى تمثل خمسين عاماً من النضال لإعلاء شأن الوطن .. وخمسين عاماً في نصرة المظلومين والانتصار لقضايا المقهورين .. خمسين عاماً من نصرة الخبر والمعلومة والاستطلاع بقالب مهني وشجاعة نادرة.. خمسين عاماً من الحب والوفاء بينها وبين قرائها الذي هم بالملايين .

حقيقة لا أملك من الكلمات ما أقولها في حضرة «الأيام» وعيدها الخمسين لعدم وفائي لها غير أنني لا أقدر أن أفوت فرصة كهذه حتى أبوح بحبي لها ومكانتها في قلبي التي تزداد يوماً عن آخر منذ أن كنت قارئاً لها ومازالت أو مساهما متواضعا أو مراسلاً لكي أرد لها جميلها ومعروفها حينما سمحت لي بالكتابة فيها .

البعض مما لايعرف معنى الكتابة في «الأيام» نصحوني بخبث بالابتعاد عنها لأنهم يرونها بمنظارهم الخاص، الذي للأسف بات هما تكابده «الأيام» والمشتغلون بها غير أنها لا تأبه بهم، ونحن كذلك لكونها تؤدي رسالة نبيلة لن تثنيها أساليب المتطفلين وأصحاب النظارة السوداء .

«الأيام» يا هؤلاء هي بمثابة الشجرة الوارفة التي يستظل تحتها الجميع من صعدة إلى المهرة ومن حضرموت إلى تعز ومن جدة إلى أبوظبي وأي شجرة إنها الشجرة التي تسع كل أبناء الوطن سلطة ومعارضة، أحزاباً وتنظيمات ومنظمات وجمعيات لاتمنع رأياً ولا تسد ضوءاً إنها واضحة مشرقة متسامحة فاتحة ذراعيها للجميع لتمنحك إحساساً وشعوراً يصل إلى الراحة ويطفئ لهيب الإحساس بالغربة والقهر في الوطن بل إنه يشعل شمعة أمل بأن القادم سيكون أفضل إن شاء الله .

لا تستغربوا أعزائي هذه الشعبية الطاغية وسر الحب الجارف والإدمان على قراءة حروفها وكلماتها، لأنها اختطت خطاً واحداً لا اعوجاج فيه هو الوقوف تجاه عتاولة الفساد .. الوقوف أمام مافيا الأراضي.. الوقوف أمام قضايا الوطن .. الوقوف أمام من لا يريد التغيير نحو الأفضل.. الوقوف أمام من يدعون أنهم وحدويون، ويتهمون الآخرين بالانفصالية.. الوقوف أمام كل ظالم ومتنفذ يريد إذلال مواطن أو يسلب حقه أكان أرضاً أو فكراً أو.. أو..!

طوبى لـ«الأيام» في ذكراها الخمسين ومليون تحية للعاملين بها وألف مليون وردة لروادها وقرائها .. وعلى الجميع أن يفهموا أن «الأيام» أصبحت منا وإلينا، إنها الوطن الذي نلجأ إليه .. إنها النسمة الباردة التي نبحث عنها .. إنها الحرية التي تجعل حبر أقلامنا يسيل فوق صفحاتها النيرة التي تضيء لنا طريق الحق بطرق وأساليب حضارية لتقف بشموخ أمام كبريات الصحف الرائدة في العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى