«الأيام».. ويستمر المسير

> صلاح أبو لحيم:

> خمسون عاماً أو خمسون شمعة مضيئة هي العمر المديد الطويل لـ «الأيام» المنبر الحر وصوت الشعب وكل المنادين بالحرية والعدل والمساواة، بالكلمة الصادقة والنقد البناء المضاهي للفساد والإفساد، ومحاربته ووأد ظلامه، وزرع ضوء الحق والإصلاح عوضاً عنه.

خمسون سنة وضاءة من عمر أكبر وأعظم منبر إعلامي حر وضع أساسات لبناته المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ محمد علي باشراحيل، الذي جد وكد وصبر وصابر ليصل صوت «الأيام» ورسالتها السامية المبنية على مقارعة كل صنوف الظلم والاضطهاد حتى في أشد وأقسى المراحل والتقلبات السياسية التي مرت بها البلاد.. ولقد ظل يصارع كي يبقى ضوء «الأيام» أقوى من ظلام القهر والطغيان السائد آنذاك.

ولوضوح نهجها فقد تعرضت للإغلاق القسري سنوات طويلة مضت حتى عاودت الصدور من جديد بإشراف ورعاية الناشرين هشام وتمام باشراحيل اللذين هما بمواصلة المسير واستمرار ضوء «الأيام» مشعاً على النهج نفسه الذي وضعه وسار عليه - المغفور له بإذن الله - والدهما محمد علي باشراحيل، وبالفعل سارا على ذلك النهج ولا يزال المسير مستمراً بقيادتهما وثلة كبيرة من الكتاب والمراسلين يساندهم كل الأحرار من أبناء الوطن المحاربين لكل صور ورموز الفساد وعتاولته في البلاد، وهو ما جعل الصحيفة وناشريها وكتابها ومراسليها وحتى الباعة المتجولين بـ «الأيام» في أحياء وأزقة الوطن عرضة للانتهاكات والتهديدات والسجون، وهو ما لم تتعرض له أية صحيفة أو صحفيين في ربوع (الوطن)، وهذا يدل على صواب وسلامة نهج «الأيام» وعطاء هذه المطبوعة الهائل فيما تقدمه من معرفة وتوجيه وكشف لعرى الفساد، وكذلك لإضافتها مبادئ رئيسية في فن الصحافة وبناء صرح الصحافة اليمنية، وذلك لاختراقها كل الصعاب الدقيقة التي واجهتها ولا تزال تواجهها، بالإضافة إلى العقبات الكبيرة التي وضعت ولاتزال توضع في طريقها، ولعل إقصاءها وتوقيفها القسري لسنوات طويلة ومن ثم عودتها للإصدار على أن تبقى وهي في أحلك الظروف وإعادة البناء كمنفد للرأي الحر السديد ثبت منه رسالتها النابعة من تكوينها الوطني مهما جير عليها من مدع للوطنية أو متاجر باسمها.. وستظل «الأيام» صامدة مدافعة عن مبادئها ورسالتها الإعلامية السامية مستلهمة قوتها من كل أبناء الوطن الخيرين، وكل أولئك المظلومين والمقهورين والمغتصبة حقوقهم، وستظل تكشف عرى المفسدين الناهبين للأرض والثروات، وستبقى «الأيام» شامخة شموخ جبلي صيرة وشمسان، ولن تنحني هامات ناشريها وصحفييها وكتابها ومراسليها وحتى الباعة المتجولين بـ «الأيام» عند كل صباح ندي من صباحات عدن المشرقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى