السجين الزميل عبدالكريم الخيواني يكتب من خلف القضبان مهنئا بالعيد الخمسين لتأسيس «الأيام»:بأيدي عشاق الحرية سيعبر الوطن إلى الحرية وإلى غد أفضل وإن كانت أرواحنا جسر العبور

> عبدالكريم الخيواني:

> الأستاذ القدير/ هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة «الأيام» الغراء.. يسرني بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس صحيفة «الأيام» أن أهنئكم ومن خلالكم للأخ تمام وكافة الزملاء والكتاب والعاملين والقراء.

إن هذه الذكرى غالية لدى الوسط الصحفي اليمني لإنها لعنوان صحفي ناجح ومتميز عرف عنه الالتزام بالانحياز لقضايا الحقوق والحريات، وسعى بجد نحو التطور المهني والموضوعي، وهو ما جعله عرضة للاستهداف الرسمي والقمع.

إن النجاح الذي وصلت إليه صحيفة «الأيام» ما هو إلا تجسيد للالتزام بمبادئ والدكم المؤسس محمد علي باشراحيل رحمه الله، وإصراركم على مواصلة المسيرة.

الزملاء.. في السنوات الأخيرة ضاقت صدور المسئولين فضاقت مساحة الحرية، ولكن علينا أن نعي أن الصحافة هي أهم ما يمتلكه شعبنا اليمني من وسائل التغيير وهذا الأمر جعل الصحافة والصحفيين في مواجهة مباشرة مع قوى الفساد والظلم والقمع، والإنهاكات والاختلالات، ويبقى دائما الوطن أكبر وأوسع من صدور الحكام. ومن المؤسف أن تستخدم السلطة في هذه المواجهة كل وسائل القمع والتهديد ولاتوفر حتى ساحة القضاء لتصفية الحسابات السياسية، وأن يتحول القضاء إلى هراوة رسمية للنيل من أصحاب الرأي والصحفيين والناشطين الحقوقيين، بل وأصحاب الضمائر الحية، ليصل حد اعتبار تحوير وتزوير الأحكام إنجازا يستحق الدفاع عنه، وفي المقابل يستحق من ينتقد تلفيق التهم، وتحوير الأحكام العقاب والتهديد بالمحاكمة بتهمة الإساءة للقضاء واستقلاله المزعوم. وهذه النبرة التي توافرت لدى السلطة القضائية ضد (الثوري) والزميل العزيز فتحي أبو النصر لم تتوفر ضد الأكوع (المسئول) الذي اتهم أعلى سلطة قضائية بتلقي الرشوة من (التجار) حد صحيفة الصحوة (1128).

لعل المقام هنا لا يتسع.. لكن لأن الحال بالحال يذكر فـ«الأيام» أيضا ممن يدفعون ثمنا أمام القضاء، إلى جانب الزملاء فائق حسان، ونبيل سبيع في صحيفة (الشارع) والغريب، والعسل، والقمع وبن مخاشن في المحرر، والعزيز فهد القرني وأنا اللذان حوكمنا بتهم ملفقة وأضافوا لنا فقرات (لحقة) بعد الحكم في فضيحة لم تكلف مسئولا ما الاستقالة كما يحدث في بلدان حتى غير متقدمة، بل لم تكلف أحدا الصمت أو السعي للتغطية أو المعالجة ولكن للأسف انبرى البعض لتبريرها والدفاع عنها كنمجز قضائي تأكيدا. إننا في وقت عزّ فيه الضمير واحترام العقل وأخشى أن أقول عز فيه الحياء.

ستبقى «الأيام» قصة نجاح وكفاح.. وسنستلهم من تجربتها وإصراركم العزم والدافع، للمضي قدما نحو غد أفضل، نحو التغيير والإصلاحات الشاملة والمواطنة المتساوية، والمدنية، والديمقراطية، والقيم الجميلة التي طالما مثلتها عدن وكانت منارة إشعاعها في المنطقة عموما، وبأيدي عشاق الحرية والحالمين سننفض غبار الاستبداد والفساد، وسيعبر الوطن إلى الحرية وإلى غد أفضل حتى وإن كانت أرواحنا جسر العبور، لأن أحلامنا أكبر من هراوة الظلم والاستبداد.. مبروك لـ «الأيام».. مبروك لكم .. مبروك لنا جميعا ولا عدمنا عنادكم وإصراركم.. ولكم التحية جميعا وشكرا.

السجن المركزي - صنعاء 9/8/2008م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى