حديث الأربعاء .. الصين.. عملاق مذهل!

> «الأيام الريــاضـي» نعمان الحكيم :

> الكبار دائما ما يكونون كبارا، طال الزمان أم قصر، وهذا التميز ليس محتكرا على مجال من المجالات فقط، بل يكون في معظمها إن لم يكن في كل المجالات.. لأن البناء السليم يأتي بمستقبل أفضل ونتاج أشمل، وهكذا تكون اللوحة في خلود لايضاهيها أي خلود مصطنع أم مهلهل البناء ومخلخل الأساس.. وتلكم هي المسألة!.

> لقد تجلى وتفرد القائمون على (أولمبياد الصين الشعبية).. تجلوا وكبروا فعلا، وهذه هي العظمة، لأن الكبار لاينتجون إلا ماهو أكبر وأضخم وأروع.. وليس هناك أي اعتبار لمشكلات مالية أو بشرية، لأن التوجه لاتحده حدود، ولاتعرقله (الأنا) أو الأثرة، أو(زعطان أو معطان) وغير ذلك من المعرقلات المثبطة لأي عمل فني رياضي شبابي جميل، بجمال ليس له نظير.

> كلنا- تقريبا- سكان العالم شاهدنا مراسم افتتاح الأولمبياد واستمتعنا بما قدم فيه من فقرات وبرامج شملت علو هذه الحضارة وشموخها، وكانت تلك الأعمال قد أضافت الشيء الكثير للصين تاريخا وإنسانا وقدمته على أنه فعلا عملاق العصر الذي سوف يتسيد العالم عن حق وحقيق.. وكم كان لافتة وخلابة وآسرة للعقل تلك الأداءات المنسقة المرتبة الكاملة كمال عطاء الإنسان الذي هو من كمال الله جل وعلا، ورأينا القدرات المذهلة لشعب بسيط في شكله كبيرة في عقله وفعله، ولشد ما يقف الإنسان مذهولا معجبا ويصفق بحرارة وكأنه في خيال لايصحو منه إلا عند الانتقال من فقرة إلى فقرة أخرى ، وكل ما أتت هذه تفوقت على تلك، وذلك هو النجاح والتألق!.

> إن إنفاق (43) مليارا من الدولارات لهذا الحدث الذي أصح علميا فعلا.. يدل على عظمة هذا البلد وتفوقه تكنولوجيا وصناعيا.. أو ليس ذلك ترجمة لما قاله نابليون بونابرت في زمن ماض «دع الصين نائمة.. فإذا استيقظت فسيندم العالم»!.

> نعم لقد أتى العالم إليها مهرولا في 2008/8/8 في هذه المتوالية الرقمية المهمة.. مؤكدا صدق المقولة قبل أن يندم.. وشاهد زعماؤه تلك التفردات العالمية من أول فقرة إلى آخر فقرة.. ما يؤكد أن السيادة القادمة لن تكون إلا لهولاء الكبار فعلا.

> هكذا يكون الكبار، وهكذا يصنع التاريخ في لوحات وحلقات خالدة وناصعة وقوية التماسك والأثر والتأثير.. نعم هكذا يكون الشغل وإلا فلا كانت النوايا التي تأكل الأخضر واليابس قبل حدوث أية بارقة نجاح!.

> مبارك للصين رئيسا وشعبا كل هذا التلألؤ والبريق.. وعسى أن نكون نحن العرب قد استفدنا من هكذا إبداع، مصداقا لقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم): «اطلبوا العلم ولو في الصين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى