القرني:أمي الحزينة سامحيني هذا العام فلن أستطيع أن أحضر للإفطار معك أول أيام رمضان كما عودتكم كل عام

> تعز «الأيام» عبدالملك الشراعي:

>
المشاركون في اعتصام تعز يحملون ابني فهد القرني (أويس وأنس) أمس
المشاركون في اعتصام تعز يحملون ابني فهد القرني (أويس وأنس) أمس
أقيم بملعب الشهداء الرياضي في محافظة تعز صباح أمس الأربعاء اعتصام جماهيري نظمه أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة تحت شعار:(الحرية للمعتقلين السياسيين.. قطرة ماء نقية مستمرة ولقمة عيش كريمة)، شارك فيه الآلاف من المواطنين الذين رفعوا لافتات مكتوبا عليها: (البطالة تهدد مستقبل أجيالنا)، (لا لقطع المياه والكهرباء)، (تعز إلى متى في الهامش؟!).

بدأ الاعتصام بآي من الذكر الحكيم بعدها ألقى المستشار عبدالعزيز سلطان كلمة النقابات ومنظمات المجتمع المدني (متين) طالب فيها «حل ومعالجة مشكلة أزمة المياه التي أصبحت تؤرق كل أسرة في مدينة تعز، إصلاح شبكة المجاري التي باتت تشكل خطرا على الصحة العامة وتلوث البيئة، إعادة رصف شوارع تعز، توفير الخدمات الصحية المنعدمة في مستشفياتنا الحكومية، إصلاح التعليم، صرف المرحلة الثالثة من قانون الأجور والمرتبات لجميع الموظفين، إطلاق سراح العلاوات السنوية بما في ذلك التسويات، منح بدل الريف للعاملين بالريف، صرف بدل طبيعة العمل لجميع الموجهين، إنصاف المتقاعدين الذين تقاعدوا قبل تنفيذ قانون الأجور ومساواتهم بالذين تقاعدوا بعد تنفيذ القانون، تكريم ورعاية أسر شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر».

وألقت فتحية وابل كلمة المرأة جاء فيها: «بعد مرور 46 عاما من الثورة مازالت القضية مستمرة، ولا شك أن فصول المسرحية هي نفسها، وسوف تتكرر في كل زمان يوجد فيه مستبد وأعوان، وشعب يسكت عن حقه، فماذا نتظر إلا عودة الظلم والفساد والاستبداد يتربع على صدور الشعب».

وأضافت:«إن الذي أنفقه الحزب الحاكم في حرب صعدة كان كفيلا لأن يقدم لأربعة ملايين نسمة شربة ماء نظيفة وراتبا يستطيع الموظف العيش به بكرامة».

وطالبت الحكومة بصرف إكرامية رمضان، متسائلة «هل تقبلون على أنفسكم أن نكون مستضعفين في الأرض، إذن فابشروا بنار جهنم!».

وأعلن عبدالله حسن خالد رئيس اللجنة التنفيذية للقاء المشترك بتعز عن «رفض المشترك المطلق لسياسات النهب المنظم للمال العام والخاص وسياسات التجويع والتجهيل وسياسات الجريمة المنظمة، وكبت الحريات التي تنتهجها في عموم اليمن، وبالذات في هذه المحافظة منذ حرب 1994».

وتطرق رئيس الهيئة التنفيذية للقاء المشترك في تعز في كلمته إلى فرص العمل المقدمة في بلادنا، مشيرا إلى أن «هناك مجاميع من الشباب يهاجرون إلى الدول المجاورة عن طريق التهريب، فيسقط بعضهم قتلى برصاص حرس الحدود، وبعضهم يموت حرقا في مكبات القمامة، ولا يجدون دولة تبحث عنهم، وبالنسبة للحريات فهي الأخرى تتعرض لانتهاكات مستمرة من قبل السلطات، كالملاحقات والإخفاء القسري والاعتقالات والمحاكمات ضد الصحفيين والنشطاء السياسيين، بالذات نشطاء الحراك السلمي والفنانيين كفهد القرني والصحفي عبدالكريم الخيواني وباعوم وعلي الغريب وعلي منصر والعلامة محمد مفتاح وعيدروس الدهبلي ويحيى الشعيبي وغيرهم».

وأكد أن «تردي تلك الخدمات الضرورية للحياة وانتشار وتعاظم المظالم وتفشي الاختلالات الأمنية والفساد المالي والإداري واتساع رقعة الفقر وضيق الهامش الديمقراطي والانهيار الاقتصادي والاجتماعي الوشيك تعد دلائل قوية على أن السلطة لم تعد قادرة على القيام بوظائفها، وقد فقدت مبررات بقائها، ولتأجيل انهيارها الوشيك أصبحت تدير الوضع بالأزمات، فكلما انحلت أزمة صنعت أزمة أخرى كالحروب الصغيرة والكبيرة ونشر الجريمة، وتقسيم المواطنين إلى قبائل وعشائر، وإثارة النزاعات بينها وتغذيها اتباعا لسياسة (فرق تسد)، أيضا دعم العصابات الخارجة عن القانون للاستفادة منها في مضايقة السياسيين وسرقة ممتلكاتهم».

وأضاف:«إن سلطة كهذه أولى أن تسقط أو أن تترك مواقعها وتسلمها لمن هم أجدر وأشرف منها، وإلا فسيكون مصيرها السقوط المدوي أسوة بغيرها من الدكتاتوريات».

وصدر عن الاعتصام بيان تلاه الأخ حسين محمد حسين قيادي في التنظيم الوحدوي الناصري بتعز جاء فيه: «إن السلطة تراهن على قدرتها على تمييع الحقائق وتزييف الوعي، ونحن نراهن على وعيكم وحقكم في المطالبة بحياة كريمة، وقدرتكم على انتزاع حقوقكم بإرادة قوية لا يداخلها الضعف، ولا يسيطر عليها اليأس».

وقال البيان: «إن وراء هدوء وحلم هذا الشعب الصابر غضبه، يجب على السلطة أن تعيه قبل فوات الأوان، لقد فاض الكأس، وبغلت القلوب الحناجر، ووصلت نار الحاجة والجوع إلى كل باب، وكثر المتسولون في الشوارع، بينما السلطة قدماها على ثلج بارد وسيارات فارهة وميزانيات خيالية كافية لإخراج هذا الشعب من محنته، وإنقاذه من رمضاء الوضع الاقتصادي البائس».

وأهاب البيان بالسلطة «أن تأخذ عذابات الناس ومطالبهم بجدية بعيدا عن المكايدات السياسية والخطابات المترهلة»، مطالبا إياها «بالكف عن التضييق على الحريات، وإطلاق المعتقلين السياسيين فورا، وفي مقدمتهم فهد القرني، علي منصر، عبدالكريم الخيواني، علي هيثم الغريب، عيدروس الدهبلي، وغيرهم».

كما طالب السلطة بمحاكمة المعتدين على المعتصمين سلميا في تعز، ومحاكمة كل المعتدين على جماهير النضال السلمي في عدن والضالع ولحج وسائر المحافظات.

وطالب البيان أبناء المحافظة «برفع أصواتهم عالية لا للاستخفاف بأبناء تعز، لا لغلاء الأسعار واللعب بلقمة العيش.. لا لضياع الحقوق.. لا للإهمال وتعثر المشاريع.. لا لجرعات الديزل القاتلة».

واختتم المهرجان بكلمة الفنان المعتقل فهد القرني التي ألقاها بالنيابة عنه البرلماني فؤاد دجانه جاء فيها: «ربي لك الثناء والمجد ولك الحمد وجميل الحب ووقار التعظيم.. أشهد وأنا المسجون ظلما أنك أقدر على السجان، وأشهد وأنا المحكوم زورا أن عدلك يملى للقاضي الظالم حتى إذا أخذه وأربابه من دونك أخذهم أخذ عزيز مقتدر، وأشهد أن محمد رسول الله غريم الجبابرة وخصم الطغاة ونبي الطهارة والعدل ورائد الحرية، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وبعد.. أيها الإخوة والأخوات.. أيها المعتصمون بحبل الله الرافضون الأحرار.. أيها العطشى لماء الحياة.. أيها العطشى لغيث الحقوق، سلام الظامئين للمواطنة والخلاص، سلام عليكم وأنتم غصة العابثين وكابوس المتنفذين، سلام عليكم وأنتم تبرون تعز حين خرجتم اليوم تستقون لها غيث الحقوق.

أيها الأحرار رغم سجني القاسي والظالم ومحاولات عزلي عنكم إلا أن روحي في هذه اللحظة من فرط شوقها إليكم كسرت قيد الإذلال، وغدرت عزلة السجن وحلقت فوق سمائكم وتسبق أقدامكم الحرة إلى ساحة الرفض لتشارككم مهرجان انتزاع الحقوق.. أيها الأوفياء أسمعوا المغرورين زئير أصواتكم الرافضة للعبث والتحقير، فاعتصامكم اليوم لا يستجدي السلطة فضلات عطائها المبتذل، بل ينتزع للمحافظة حقها المسلوب، فالاعتصامات مسيرة النور وهي القانون وهي الحق وهي المدنية، وهي طريق الانفراج المشروع، ووحدها الاعتقالات هي الفوضى والفتن، وهي البلطجة والخروج على القانون، فبورك اعتصاكم وحقا لتعز أن تفخر بكم، فأنتم أعز وأقوى وأوفى أبنائها.. قولوا للفساد المقيت لن نسمع من تعز بعد اليوم استكانة (مرحبا)، فتعز توقفت عن إنتاج مرحبا منذ زمن، لأن سنوات مرحبا لم تمنح تعز حتى قطرة ماء.. ناهيك عن المواطنة المتساوية.

إن تعز ماضية في إنتاج الأحرار والمثقفين والمفكرين، فأهلها من أعز الناس ومشايخها وأعيانها وعلماؤها تشهد لمواقفهم السامية والوطنية والغيورة صحفات التاريخ، ونحن ماضون على هذا الخط.

أيها الإخوة والأخوات شهور وأنا في سجن العبيد، لا جرم لي سوى أنني رفضت أن أكون عبدا من عبيد القصر، سجنوني ظلما وروعوا براءة قلوب أطفالي الصغار، وأفرغوا قلب أمي الحزين، فقط لأنني رفضت قهر الرجال، وسخرت من الفقر، ودعوت شعبي ليقاوم الهم والحزن بالنضال السلمي، لم أحمل سلاحا أو أقطع طريقا.

أيها الإخوة والأخوات.. الفقر سجن والغلاء سجن والجوع سجن والعطش سجن والتهميش سجن، وكل هذه السجون تحيط بكم وتحاصركم، فك الله أسركم وأحسن خلاصكم.

أيها الإخوة والأخوات.. وأنا إذ أشكركم لتضامنكم معي ومع جميع المعتقلين السياسيين أدعوكم لمشاركتي الدعاء عليهم خاصة في شهر الدعاء والقرآن، رمضان الانتصارات، فاجعلوا لي ولإخواني المعتقلين نصيبا من دعائكم، ولا تدعوا لنا بقدر دعائكم على غرمائنا ومن آذانا، هناك الخيواني عبدالكريم والمناضل حسن باعوم ورفاقه، وهناك مفتاح والدهبلي وكل المعتقلين السياسيين جميعهم يفخرون بتضامنكم، فجميعنا اعتقلنا لأجلكم ومن حقنا عليكم أن تستمروا في النضال لأجل ما اعتقلنا لأجله، وإياكم أن تملوا من التضامن معنا لأن الفساد لا يمل من إيذائنا حتى في معتقلاتنا.

أيها الأحرار: نجدد العهد لكم أنني وكل المعتقلين لن ننكسر ولن نستسلم مهما كان حجم الإيذاء لنا، ولن نكف عن عشق النضال، ولن نخذل وفاءكم، فأنا هنا إذ أشكركم وأشكر الإخوة في المشترك على الجهود التي يبذلونها للإفراج عنا، لا أنسى أن أذكركم جميعا أن السلطة قبل اعتقالنا اعتقلت مطالب وحقوق شعبنا، فلا نقبل أن يكون الإفراج عنا قبل الإفراج عن مطالبنا وحقوق شعبنا.. أفرجوا عما نضالنا واعتقلنا لأجله قبل أن تفرجوا عنا.

أيها الإخوة والأخوات.. أيها المعتصمون بحبل الله.. أعتز بتضامنكم الرائع ووفائكم النادر، واسمحوا لي عبر مهرجانكم أن أبعث برسالة لمن يتألمون لأجلي ويدفعون ثمن خياراتي.. لأطفالي الأعزاء أويس وأنس وأمهم الصابرة وأمي الغالية.. فأخبروا أطفالي نيابة عني أني مازلت أحبهم وأشتاق إليهم..

أخبروا أمي الحبيبة أن عليها أن تفخر بي.. اطمئني يا أمي فلن أعتذر أبدا ولن أنحني للطغاة..

أمي الحزينة سامحيني هذا العام فلن أستطيع أن أحضر للإفطار معك أول أيام رمضان كما عودتكم كل عام.

أعرف أنك ستفتقديني عند الإفطار فأرجو أن لاتفعلي ذلك لأجلي.. لا تجعلي أويس وأنس يريان دموعك الغالية، فهما سيحضران إليك في الموعد نيابة عني.. اصبري لأجلي وامنحيني رضاك عني.

وإلى زوجتي الصابرة أبعث سلامي واعتزازي لصبرها الجميل، عزيزتي أعرف كم سيكون رمضان هذا العام قاسيا وأنا بعيد عنكم، فلا تشعري أطفالنا بانكسارك وحزنك، فحين تجتمعون على مائدة الإفطار أنت وأطفالي كل يوم قبل الأذان ادعي على من أبعدني عنكم، واجعلي أطفالي يؤمّنون بعدك، وعلى المائدة اتركي مكاني فارغا وضعي لي ملعقة على المائدة وقولي لهم هذا مكان أبيكم وهذه ملعقته.. خرج لأجلكم وسيعود قريبا، فقد وعدنا بأن يعود، وإذا سألك أويس متى سيعود أبي؟ فقولي له سيعود عند الفجر أو في يوم عيد.

فهد القرني

السجن المركزي بتعز 2008/8/13».

من جهة ثانية وزعت الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز بيانا سياسيا مضادا وصفته بالهام.

وجاء في البيان: «في الوقت الذي أثبتت فيه قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح حرصها الشديد على اتباع منهجية الحوار الموضوعي، والتعاطي به مع جميع مكونات العمل السياسي والحزبي والنقابي، بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك أنفسهم، وتأكيدا على ذلك النهج فقد عقدت قيادات السلطة المحلية بمحافظة تعز برئاسة الأخ محافظ تعز رئيس المجلس المحلي الأخ حمود خالد الصوفي العديد من اللقاءات، كان آخرها ذلك اللقاء الذي عقد في الأسبوع المنصرم في مبنى المحافظة مع قيادات اللقاء المشترك، سادت فيه أجواء تفاهمية، عبروا عن قناعتهم بصواب ما طرحته قيادة المحافظة، وتلك التوجيهات الصادقة لمعالجة قضايا أبناء المحافظة، رغم كل ما طرح إلا أننا فوجئنا بإصرارهم على الدعوة للاعتصام تحت شعارات ومبررات واهية، هم يدركون أنها مجرد مزايدات على قضايا الناس، بهدف تحقيق مصالح سياسية حزبية ضيقة لا صلة لها بتلك الأطروحات الكاذبة، رغم أن قيادة المحافظة، وهي تعمل جاهدة على الإسراع بحل مشكلة نقص التيار الكهربائي وتهيئة البنى الأساسية، ومباشرة الإجراءات التنفيذية وكذلك إنجازات الدراسات العلمية لحلها وتبنيها واعتماد الموازنات لإعادة تأهيل المنشآت الصحية والارتقاء بأدائها إلى مستوى يلبي طموح ومتطلبات أبناء المحافظة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى