جراح الأمة العربية

> «الأيام» ماجد محسن فريد /الحمراء - لحج

> لا شك أن الأمة العربية مازالت تعاني الكثير والكثير من الجروح والمشاكل والأزمات التي تهدد مستقبلها وتعيق تطورها، وتفقدها هيبتها، وتجعلها مجرد مطمع للأشرار الحاسدين.

ولكن الجرح الأعظم الذي أصاب الأمة العربية بالشلل، وقام بتكبيل يديها، وأمسك على فيها وأفقدها هيبتها.. إنه جرح الشعب الفلسطيني.

نعم إنه جرح الشعب الفلسطيني، فها هو اليوم يصرخ ويستغيث ويتألم من تلك الجروح التي أصابته، وجعلته مجرد طعم للعدو الإسرائيلي. فمازال ذلك الشعب المظلوم والمحروم يوجه صرخات من الألم والقهر لأمته العربية، التي عرفت بالشجاعة ووصفت بخير الأمم كما قال عنها ربها: «كنتم خير أمة أخرجت للناس»، ووصفت كذلك لأمرها بالمعرف ونهيها عن المنكر، فانطلقت الشعوب تسعى لتلبية تلك الصرخات ولمعالجة تلك الجروح، ولكن ما لبثت أن باءت بالفشل ولم تستطع إلا تقديم القليل، وذلك بسبب العدو الظالم المسيطر على أراضيها ومقدساتها ومعابرها.

فها هي اليوم معابر غزة وغيرها تغلق وتمنع من التواصل مع العالم العربي، وتمنع من تلقى المساعدات. وها هم أبناؤها اليوم يموتون قهرا وذلا، بعد أن رأوا عجز أمتهم العربية عن رفع الحصار عنهم وتقديم يد العون لهم، والناظر والدارس اليوم لهذه القضية يجد فيها ما يعيقها ويمنعها من تحقيق ذلك الحلم الذي لطالما انتظرته.

ومن هذه الأسباب أن الأمة العربية لم تزل أمة واحدة كما وصفها ربها بذلك قائلا: «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، فهي اليوم ليست بأمة واحدة، ولكن أمم متعددة وأحزاب متفرقة وجماعات متحاسدة.

والشاهد على ذلك ما يحصل اليوم في فلسطين نفسها من معارك طاحنة بين حركة حماس وفتح الفلسطينية.

لقد أصبحوا أحد أكبر المعوقات التي تقف أمام تحقيق الحلم المنشود.. فبدلا من أن تناقش الأمة العربية القضية الفلسطينية، أصبحت تناقش قضية فتح وحماس.

فليراجع إخواننا في فلسطين أنفسهم، وليقفوا وقفة واحدة أمام العدو الإسرائيلي، والنصر آت إن شاء الله.

ولنراجع أنفسنا كعرب ومسلمين، ونمد يد العون لهم، ولنهتم بقضيتهم، ولنعش جميعا فلسطينيين، ويبقى الأمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى