ساركوزي يدعو الجنود الفرنسيين في كابول الى "النهوض مجددا"

> كابول «الأيام» فيليب الفروا :

>
دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صباح أمس الأربعاء في كابول، الجنود الفرنسيين الى "النهوض مجددا" لمواصلة عملهم في مكافحة الارهاب بعد مقتل عشرة من رفاقهم اثر هجوم لطالبان كان الاعنف ضد القوات الدولية في افغانستان.

وتوجه ساركوزي يرافقه وزيرا الخارجية برنار كوشنير والدفاع ايرفيه موران الى معسكر ويرهاوس، مقر القيادة الاقليمية للقوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي في كابول.

وقال ساركوزي في كلمة في المعسكر الذي يقع في ضواحي كابول امام العسكريين الفرنسيين المجتمعين ان "افضل طريقة للوفاء لرفاقكم هي مواصلة العمل والنهوض مجددا والعمل كمهنيين".

واضاف "اردت ان اقول لكم ان العمل الذي تقومون به هنا لا غنى عنه (...) لماذا نحن موجودون هنا؟ لان جزءا من حرية العالم يصنع هنا وهنا نخوض المعركة ضد الارهاب".

وبعد استعراض وحدة من القوة الفرنسية المنتشرة في افغانستان، وقف الرئيس والوزيران الفرنسيون امام نعوش الجنود في مذبح صغير اقيم على عجل في المعسكر.

وتحدث ساركوزي مع عسكريين من فوج المظليين الثامن التابع لسلاح مدفعية البحرية الذين رووا له تفاصيل المكمن الذي تعرض له الجنود الفرنسيون والمعارك ضد طالبان في وادي اوزبين في منطقة ساروبي على بعد خمسين كيلومترا شرق كابول.

وكان حوالى مئة متمرد اسلامي كمنوا لوحدة استطلاع سيرا واطلقوا عليها النار بكثافة ما تسبب بمقتل تسعة جنود فرنسيين.

وتدخلت على الاثر قوة للتدخل السريع بدعم جوي كثيف لانقاذ القوة من المكمن.

وقتل جندي فرنسي عاشر في المنطقة أمس الأول لدى انقلاب آليته المدرعة.

لكن بعض الجنود "اصيبوا" بالضربات الجوية التي شنها الحلف الاطلسي وبرصاص الجنود الافغان الذين سعوا الى مساعدتهم في النجاة من المكمن، وذلك بحسب شهادات لجنود جرحى جمعتها صحيفة "لوموند" وشككت في الرواية الرسمية.

وانتقد هؤلاء رد الفعل البطيء من جانب القيادة والنقص في الذخائر ومشاكل جدية في التنسيق، مؤكدين انهم كانوا على وشك الموت اثناء المواجهات التي استمرت ساعات طويلة.

وفي بروكسل حيث المقر العام لحلف شمال الاطلسي، اوضح الحلف انه سيدرس المعلومات التي نشرتها الصحيفة الفرنسية، "من دون ان يكون قادرا على تأكيدها او نفيها".

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية براين ويتمان ان البنتاغون "لا يملك معلومات" عن اطلاق نيران صديقة خلال المكمن الذي قتل فيه الجنود الفرنسيون في افغانستان.

وهو الهجوم الاعنف الذي يتعرض له الجيش الفرنسي منذ الاعتداء على مبنى دراكار في بيروت عام 1983 الذي اوقع 58 قتيلا.

ويترجم هذا المكمن الاستراتيجية الجديدة لطالبان القائمة على محاصرة كابول، بعدما كان مقاتلوها متحصنين في معاقلهم في جنوب افغانستان وشرقها.

وتوجه ساركوزي الى مستشفى المعسكر بعد ذلك حيث زار عشرة من الجنود الجرحى ال21.

وبعد محادثات مع الجنرال ميشال ستولستينر القائد الفرنسي للقوات الدولية في منطقة كابول، التقى الرئيس الفرنسي نظيره الافغاني حميد كرزاي الذي قدم اليه "تعازيه".

واكد كرزاي ان "فرنسا صديقة وفية وداعم مهم لافغانستان، ونحن مصدومون بعمق".

ثم غادر الرئيس الفرنسي كابول عائدا الى فرنسا فيما تولت طائرة طبية مساء نقل 11 من الجرحى الفرنسيين ال21 على ان تصل جثث الجنود العشرة مساء.

وينتشر نحو ثلاثة الاف جندي فرنسي في افغانستان في اطار القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن (ايساف),وقبل خسائر الاثنين، قتل 13 جنديا فرنسيا في افغانستان منذ 2002 في حوادث او عمليات او اعتداءات. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى