حتى القبر.. باسم المرأة

> «الأيام» علي عبدالله الصبيحي:

> ذكر النائب الأمريكي السابق (بوبكس هايز) قصة سيدة من (ربوكن) ذهبت إلى إدارة المدافن العامة قائلة: «إنني لا أستطيع أن أجد قبر زوجي مع أنه مدفون هنا». فسألها المدير: «ما اسمه؟». فقالت له: «توماس جاكسون».

فرجع الرجل إلى سجلاته ثم قال: «سيدتي.. ليس لدينا اسم توماس جاكسون، ولكن لدينا إليزابيت جاكسون فقط». فأجابت السيدة: «نعم هذا هو قبر زوجي.. فإن كل شيء كان يتم باسمي أنا».

ويدلنا هذا على السلطان المتزايد للمرأة الأمريكية في دنيا الأعمال والسياسة، ولا غرابة بالنسبة لنا كمجتمع شرقي، لأن الغرب جعلوا من المرأة فوق حجمها الذي خلقت له، أما نحن فقد منَّ الله علينا بنعمة الإسلام والمنهج الرباني السوي الذي حدد لكلٍ مكانته.. للرجل وللمرأة، ولم ينتقص من قدر أحد، سوى أنه جعل الأفضلية للرجل مع الحفاظ على مكانة المرأة، فجعل الرجال قوامين على النساء.. وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين.

ولكن عندما يأتي علينا زمان يلهث فيه أناس من بني جلدتنا خلف ثقافة الغرب ليقوموا بدور المقلد الذي أضاع دينه وعاداته وتقاليده ليستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، عندها تكون قد فسدت حياتنا، ولا خلاف أن المرأة مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، وأنها نصف المجتمع، ولكنها ليست كله.

وقد صعق كثير من شبابنا الخريجين، وعلى مدى عامين، عام مضى وعام نحن فيه، عندما تحصلت المرأة على الوظيفة بنسبة 95%، وبالذات في التربية، وعندما أفاق الشباب من وهل الصدمة تساءلوا: أيعقل هذا؟! كيف؟! هل انتهى دورنا في الحياة؟ وهل من الممكن أن تذهب المرأة إلى أماكن متفرقة، ومناطق نائية لتقوم بمهنة التدريس، واعتبروا تلك قسمة ضيزى، إلا أنهم قالوا لابد أن هناك لبسا في الموضوع، لاسيما أن وزير الخدمة المدنية رجل عرفناه، وعرفنا ثقافته وحكمته وإنصافه في مقادير الأمور، وسعدنا كثيرا عندما تولى وزارة الخدمة المدنية، لكن سرعان ما يعود التساؤل: لماذا لم يكن حتى النصف للذكور والنصف للإناث؟! ولماذا لم يجعلوا المفاضلة خاصة لأبناء المناطق النائية والمترامية الأطراف في عدن مثل (البريقة)؟، مع العلم أن الأخ الوزير عندما كان محافظا لعدن بارك وأيد هذه المفاضلة، وإلى أين ستقودنا المقادير؟!، إلا أن بصيص أمل يلوح لهم من بعيد نحو المستقبل بأنه لهم.. وسرعان ما يغشى هذا الأمل كابوس واقع الحال الذي حجب المستقبل المشرق، فالوظائف للإناث وليس للذكور إلا بعدد الأصابع، ومن هنا من هذه الصحيفة النافذة المطلة على النور يناشدون الوزير بإنصافهم، ووضع البلسم الشافي للجرح العميق الذي ظل ينزف حتى جفت الدماء، ويبقى السؤال هل يحصلون على نصيبهم المفقود أم أن الأمر حسم؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى