> جحاف «الأيام» غازي أحمد النقيب:

وبعد مراسم الدفن شهد ميدان السرير مهرجانا حاشدا، حضرته جموع غفيرة، ألقى فيه عبدالحكيم عبدالله عبيد الحريري عم الطفل الشهيد عن أسرة الشهيد كلمة، توجه فيها بالشكر والتقدير والاحترام لأبناء جحاف الأوفياء وأبناء الجنوب الحاضرين من مختلف المحافظات الجنوبية، الذين وقفوا وقفة رجل واحد مع مصابهم الجلل بإقامة المخيم والمتابعة للقضية، وقال: «إن ابننا الشهيد سقط غدرا برصاص الأمن، فالنظام لايفرق بالقتل، حتى الأطفال الأبرياء غدروا بهم، إن التفافكم معنا ووقوفكم قد أذهب عنا الحزن والألم، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على مقدار الإحساس والشعور المشترك والهم والألم والأنين الذي أصاب أحدا من أبنائنا وإخواننا في الجنوب، ضجت له القلوب من كل محافظات الجنوب، والشكر والتقدير والاحترام للقائمين على صحيفة «الأيام» التي وقفت معنا في محنتنا، وأخص بالذكر الناشرين هشام وتمام باشراحيل، فنحن لاننسى هذا الموقف الجبار، كما نتقدم بكل إكبار لسجناء الرأي والقضية ونترحم لشهدائنا الأبرار».
كما ألقى عبدالله مهدي سعيد عن هيئة الحراك الجنوبي بمديرية جحاف كلمة قال فيها: «مديرية جحاف تودع ابنها الشهيد عبدالحكيم، درة الجنوب كلها، وإننا في هذا اليوم، وفي هذا الجو الجنائزي الذي تشارك فيه جموع غفيرة من أبناء شعبنا في الجنوب، من كل حدب وصوب، نقول إنه لايعني أن قضية الشهيد قد انتهت، فالقضية قائمة إلى أن يتم إصدار حكم تنفيذي بالقصاص، فدمك الطاهر لن يذهب هدرا، بدون عقاب للقتلة والمجرمين الذين قتلوا بدم بارد، فالسؤال الذي نطرحه هنا، ما ذنب هذا الطفل؟ وما ذنب شهداء الجنوب الذين سبقوه بالشهادة من أبناء المحافظات الجنوبية؟ وهل وجدنا تجاوبا من قبل السلطة؟ فهم يشجعون المجرمين على ارتكاب جرائمهم ضد أبناء الجنوب، فتارة يقولون إننا نحن الجنوبيين نثير الأحقاد والكراهية والعودة للقبلية والمناطقية، وتارة أخرى يقولون نحن عملاء وانفصاليون، نحن غير ذلك فهم الذين يقومون بكل ذلك، مرة أخرى نشكر تضامنكم ومساندتكم وحضوركم ومشاركتهم لنا في جحاف الصمود والرفض».
ثم ألقى د.عبده المعطري رئيس جمعية المتقاعدين في الضالع كلمة قائلا: «نحيي جماهير الجنوب بهذا الحشد الجماهيري الكبير في تشييع درة الجنوب عبدالحكيم الحريري، شهيد الطفولة، شهيد في طريق تضحيات أبناء الجنوب الأبطال، ولا تراجع عن قضيتنا حتى يتم الاعتراف بها، ونؤكد بأن رص الصفوف والثبات بالمنطق هو ما تميزت به قيادة الحراك السلمي لأبناء الجنوب، لأنهم أصحاب قضية، ولايمكن أن نقبل بأي حوار أو انتخابات أو تعديلات، فقبل الاعتراف بقضيتنا تبدأ بإطلاق سراح المعتقلين، ورفع النقاط العسكرية، وعدم ملاحقة قادة النضال السلمي.. إننا نجدد مطالبنا للمرة الألف، فنحن نطالب بالحرية، بالثروة، بالأرض بحقوقنا عبر طرق سلمية، ونعلن التضامن مع جميع المعتقلين ومع د.محمد علي السقاف وجميع الأبطال في الجنوب».
ثم ألقى الناشط السياسي شلال علي شائع كلمة التصالح والتسامح بمحافظة الضالع قائلا: «في هذا اليوم المجيد وأنتم تشيعون جثمان شهيد آخر من أبناء الجنوب نؤكد أن نيل المطالب ليس بالتمني، ولكن بالتلاحم والارتصاص وعدم التفرق، فالمناضلون الذين يقبعون في سجون السلطة لن يثنيهم أبدا عن المشوار الذي بدأوه». ثم ألقت الناشطة السياسية زهرة صالح عبدالله كلمتها قائلا: «باسمي وباسم النساء نتقدم بالتعازي الحارة لأسرة شهيد الطفولة، ابن الجنوب الحر، فهذا اليوم هو يوم عرس للشهيد، فنقول للسلطة بدلا أن تحاكمي المعتقلين السياسيين أمام المحاكم، عليك أن تقومي بمحاكمة القتلة والفاسدين الذين نهبوا الأرض والثروة، وجعلوا الوطن يتمزق بسبب أطماعهم الرديئة، وأنه لابد على السلطة أن تعترف بالقضية الجنوبية، بدلا من تجاهلها أسوة بقضية صعدة، أبناء الجنوب قد عبروا عن حقهم المنهوب، وكان رد فعل السلطة هو منع المسيرات السلمية وملاحقة النشطاء وسجن قادة الحراك والقتل العمد ونشر المظاهر العسكرية لتخويف الناس».

وقد صدر في ختام المهرجان بيان أدان جرائم الإرهاب والقمع والقتل، التي كان آخرها قتل شهيد الطفولة والبراءة عبدالحكيم الحريري، وطالب السلطة الالتزام بتعهداتها يوم 7/7.
وأكد البيان التضامن الكامل مع رموز الحراك السلمي، وفي مقدمتهم رمز الجنوب الحر باعوم ورفاقه الأبطال المعتقلون.
وفي ختام البيان أعلن عن التضامن مع أسرة الشهيد عبدالحكيم والشيخ محمد عبدالله الفقيه ومحمد محسن الأزرقي وكذا ما تعرض له نشوان المعكر والمحامي د.محمد علي السقاف، كما توجه بالشكر والتقدير لصحيفة «الأيام» ومحريرها وناشريها، والتأكيد على التضامن ضد معها.
حضر اللقاء المحامي محمد مسعد العقلة وعدد من الشخصيات الاجتماعية الأخرى.