عقيل بن ربيعة المشرف العام لسقيفة الشبامي الإلكترونية لـ «الأيام»:مهمتنا توثيق التراث.. والزبير وبلفقيه مثيران للخلاف

> «الأيام» مختار مقطري :

> ليس شاعرا ولا فنانا، ولكنه مهتم بالشعر والموسيقى والغناء وتوثيق التراث في تنوعاته المختلفة، وقد دفعة هذا الاهتمام لإنشاء موقع إلكتروني في العام 2001 باسم (سقيفة الشبامي) نسبة لمسقط رأسه مدينة شبام الرائعة في حضرموت، وصار للموقع اليوم نحو 15000 مشترك يناقشون قضايا حيوية متعلقة بالشعر والغناء والتراث اليمني شعرا وفنا وحرفا وعمارة وصناعات ومواقع أثرية، وهو بهذا الجهد الكبير المبذول على حساب وقتة ومهامه الخاصة والشخصية الأخرى جدير بلقب فنان.

«الأيام» أجرت مع الأخ عقيل صالح عثمان بن ربيعة المؤسس والمشرف العام لـ(سقيفة الشبامي الإلكترونية) هذا الحوار.

> من هو عقيل صالح عثمان بن ربيعة؟

- أنا من مواليد عام 1963 في مدينة شبام حضرموت، درست المرحلة الابتدائية في مدينة شبام ومدينة سيئون والمتوسطة في سيئون أيضا والثانوية في المكلا، ودرست عاما واحد فقط في كلية الهندسة في جامعة عدن، ثم جاءت فرصة للسفر وبسبب ظروف عائلية خاصة غادرت إلى المملكة العربية السعودية، ومازلت أعيش فيها إلى اليوم.

> لست شاعرا ولا فنانا.. فكيف جاءتك فكرة إنشاء موقع (سقيفة الشبامي) على شبكة الإنترنت؟

- صحيح.. لست شاعرا ولا فنانا، ولكنني مهتم بالتوثيق في هذا المجال المهم في حياتنا، أي الشعر والفن، وقد أنشأت الموقع في النصف الأول من العام 2001، وكان الهدف توثيق التراث والشعر أيضا، ولدينا صفحات ثابتة خاصة بالشعر والغناء وخاصة بالفنانين مثل جوهرة الطرب (بدوي الزبير). وبعد نجاح الموقع- والحمدلله- واختيار برنامج (كليب) في فضائية أبوظبي موقع (سقيفة الشبامي) ضمن أفضل ثمانية مواقع عربية عام 2001، جاءتني اتصالات كثيرة تطلب مني تطوير الموقع وجعله خدمة مدفوعة، فعملنا على ذلك ونجحنا. وكان أساس الموقع أولا الشعر بكل بحوره وتنوعاته، والفن وتوثيقه، عبر إنشاء ملفات صوتية لمختلف الفنانين اليمنيين، وفي جانب التراث نعمل على توثيق الحرف الشعبية والعمارة اليمنية وكل ما هو قديم في حضرموت واليمن بشكل عام. وهكذا اشتهرت (سقيفة الشبامي) بهذه المجالات كبوتقة لتجميع كل ما له علاقة بالشعر والفن والتراث. وأنا كمؤسس للموقع ومشرف عام له أنطلق من حبي للتوثيق، وأهدف للإسهام في توثيق وحفظ الشعر والفن والتراث اليمني- والأعمار بيد الله- وهذا الفنان اليوم عايش لكنه بكرة يرحمه الله، وقد تندر كثير من الأغاني إن لم نعمل جميعا على توثيقها وجعلها بمتناول اليد في كل مكان في العالم.

> هل هناك سقائف فرعية تندرج تحت (سقيفة الشبامي)؟

- السقيفة عبارة عن منتدى إلكتروني باسم (سقيفة الشبامي) وفيها أولا السقيفة العامة تندرج فيها مواضيع عدة عامة لايمكن تصنفيها باسم محدد، وهناك سقيفة الأخبار السياسية وسقيفة الأدب والفن وتتضمن (عذب القوافي) و(عذب النغم والفن)، ويتضمن سقيفة خاصة لجوهرة الطرب والفن (بدوي الزبير) لكل أغانيه وتوثيقاته مثل (الدان) والأغاني القديمة والحديثة والأغاني العدنية واللحجية وأغاني الفنانين اليمنيين، ولدينا سقيفة مستحدثة بعنوان: (مواهب وأعلام الفن اليمني) لكل أطياف الفن اليمني من عدن ولحج وصنعاء وحضرموت وإب وأبين.. إلخ من كل مكان في اليمن، بمعنى أن بدوي الزبير هو الفنان اليمني الوحيد الذي له في موقعنا سقيفة خاصة.

> لماذا بدوي الزبير تحديدا؟

- المثل يقول (فاقد الشيء لايعطيه) ونحن من شبام أصلا وبدوي الزبير فنان يمني كبير أعطى وقدم الكثير للفن اليمني، ولم يعط له للأسف حتى عشر ما قدمه، ولم يوثق له إلا القليل في القنوات الفضائية واليمنية تحديدا، ولم يوثق في كتيبات، لذلك وجدنا من واجبنا التوثيق لمعظم ما قدمه هذا الفنان الكبير مع اعتزازنا بكل فنان يمني.

> هل يشمل التوثيق السيرة الذاتية للفنان وكل ما قدمه من أغاني؟

- تستطيع أن تجد في السقيفة أشهر أغاني معظم الفنانين اليمنيين مثل: (أحمد بن أحمد قاسم، والمرشدي، ومحمد سعد عبدالله، وعوض أحمد) وغيرهم، ونحن فاتحون المجال لكل مهتم ولكل من له أغنية قديمة أو جديدة لأي فنان يمنية شرط أن يتعاون معنا لتوثيقها، فالتوثيق للفن والتراث مهمة وواجب على الجميع، ونحتاج لكل الجهود، ولدينا أيضا السيرة الذاتية لعدد من الفنانين ولقاءات وحوارات أجريت مع عدد غير قليل من الفنانين وننوي إجراء مقابلات مع فنانين كثيرين من مختلف المحافظات.

> ألا تخشون أن تتيح السقيفة للبعض فرصة السطو على أغاني بعض الفنانين؟

- هذه المشكلة لايعاني منها اليمنيون فقط، بل هي مشكلة على مستوى الوطن العربي وتحديدا في الخليج، ومهمتنا في السقيفة التوثيق وإرجاع الحق لأهله، وحصلت نقاشات مع كثير من الجهات ذات الاختصاص من الكويت والإمارات وقطر والبحرين، مع شخصيات تشارك في النقاش من خلال السقيفة، وهو نقاش جاد حول العديد من الأصوات، والسقيفة منبر لكل فنان يمني سلبت حقوقه، ولايستطيع الدفاع عن حقوقه، من خلال التوثيق لجميع أعماله.

> يتبارى العديد من الشعراء عبر السقيفة.. هل مستوى ما تقدمه من شعر يدعو للاطمئنان على تطور شعر الدان والشعر الشعبي؟

- تزخر (سقيفة الشبامي) بالعديد من الشعراء، عندنا الشاعر القدير عبدالقادر فدعق، وهو شاعر جيد ومتميز، وعندنا عبدالله الجعيدي وسالم باذيب، وهو شاعر غنائي قدير، وعندنا طالب باتيس النعماني وليعذرني من لم اذكر اسمه، فأنا أخاف- فعلا- أن أنسى أسماء، ولكن لن أنسى الشاعر المعروف بن عدول العطاس وحامد البار وهو شاعر متميز، وعندنا جمال العطاس وهو شاعر قدير، وحسن البار، وإلى جانب هؤلاء لدينا الكثير من هواة الشعر وغيرهم الذين لهم صولات وجولات في الشعر وبدون أي تدخل إداري من قبلنا.

> يزخر منتدى (سقيفة الشبامي) بالعديد من الأساتذة كتابا ومؤرخين، بعضهم باسمه الصريح وآخرون بأسماء مستعارة أو رمزية؟

- كما قلت.. نجد أن هناك متخصصين في التراث مثل الأستاذ أبو عوض الشبامي والأستاذ محمد والأستاذ مسرور والأستاذ جمال العطاس والأستاذ رياض باشراحيل والأستاذة القديرة فائزة النهدي وغيرهم من الأسماء البارزة في مجال التراث والشعر والفن والفكر.

> حدثنا عن الهيئة الإدارية للسقيفة؟

- أنا المشرف العام، وهناك ثلاثة نواب للمشرف العام وهم عبدالقادر فدعق والكاتب سالم علي الجرو والشاعر محمد عمر باذيب، وكل سقيفة لها مشرف أو اثنان لإدارتها، ولدينا السقيفة الإدارية التي يجتمع فيها أعضاء الهيئة الإدارية لمناقشة أية مشاكل، طبعا كل عمل لايخلو من هموم أو مشاكل، ونحاول أن نحلها قدر المستطاع.

> كيف تدار المناقشات الحادة في الأدب والفن عبر الموقع؟

- نرفض أن يتحول النقاش إلى سب وشتم وخلافات شخصية، ونؤيد المناقشات الجادة في الفكر والأدب والفن التي تثري الموضوع، أي موضوع للنقاش، لذلك نرحب بالنقاشات الجادة والحادة لأنها تستفز الشخص لتقديم كل ما لديه من معلومات في التراث والشعر والأدب والاجتماع، فالنقاش المستفز يشبه رمي الثمار الناضجة بحجر رغم اعتراض البعض على هذا المثال الذي أدرجته في مقال لي حول هذا الموضوع.

> لديكم 15000 مشترك.. هل معظمهم حضارم؟

- أبدا.. معظمهم غير حضارم.. فلدينا كثيرون من السعودية ودول عربية أخرى وأندونيسيا وغيرها، خصوصا أننا عملنا على ربط إذاعتي سيئون والمكلا بالعالم كله من موقع السقيفة الإلكتروني، ونستعد لربط بقية الإذاعات اليمنية من خلال الربط الإذاعي الذي عملناه لإذاعتي سيئون والمكلا، عملنا على مد جسور التواصل بين المهاجرين القدامى والمغتربين في الوطن، وقد وصلت رسائل شكر كثيرة من إندونيسيا على الربط الإذاعي الذي أعاد لهم الشعور بالانتماء للوطن.

> من أبرز الفنانين الذين يثيرون حولهم الخلاف؟

- أولهم بدوي الزبير، فالبعض يتساءل من منحه لقب (جوهرة الطرب).. الفنان الكبير محمد مرشد ناجي عندما سئل عن كيفية تقييم الفنان.. قال: «هاتوا سيارة وخذوا كل الفنانين إلى الشحر، وهنا سيتم تقييم الفنانين الحقيقيين».. وبدوي الزبير في قلب الشحر النابض، ولايوجد فيها من لايحبه، ناهيك عن أن شبام مسقط رأسه، لذلك نحن في السقيفة على اقتناع تام بأن بدوي الزبير هو (جوهرة الطرب) رغم اعتراض الكثيرين، الفنان الثاني هو أبوبكر سالم بلفقيه الذي كانت حوله خلافات كثيرة نشرت في «الأيام»، ونشرت في السقيفة في وقت سابق، والأخ رياض باشراحيل نشر مقالا في «الأيام» ونشره في السقيفة، وعندنا ملفات حديثة حول هذا الموضوع، وكلها تثير الخلاف حول قصائد للمحضار نشرت في ديوان بلفقيه (شاعر قبل الطرب)، ولكن هذا ليس حديثنا الآن.

> كيف استطيع أن أحرجك؟

- (يضحك).. لاتستطيع أن تحرج الشبامي.

> ما المتاعب والفوائد التي تجنيها من السقيفة؟

- المتاعب كثيرة لكنها لذيذة في سبيل تقديم خدمة وطنية.. تأتيني أحيانا مكالمات في أوقات متأخرة، خلافات بين الأعضاء والإدارة، وأعمل على حلها بسعادة كبيرة، واعتزاز كبير.. أما الإيجابيات فقد يظن البعض أن السقيفة تحقق أرباحا مالية، مرة عملنا إعلانا لإحدى شركات الحقوق العالمية مقابل مردود مالي بالدولار، ثم اتضح أن لهذه الحركة أهداف تنصيرية فأوقفنا الإعلان، باختصار نحن لدينا مبدأ أنه إذا كانت المادة ستكون على حساب المبدأ فلا وألف لا.

> مادامت السقيفة تمارس نشاطا إبداعيا فلن تستطيع الهرب من السياسة.

- السقيفة منتدى أدبي وفني، لكن السياسة تجري في دماء اليمنيين في كل مكان، ولكننا لاننجر لها، فمنتدانا حر ولايعمل لحساب أية جهة، ومنتدانا ثقافي وسياسي أيضا، ولكننا لانمثل أية طائفة أو حزب سياسي، بل نمثل كافة أطياف الوطن اليمني، ونعمل لحساب الوطن كله، ونحن مع ما فيه مصلحة للوطن اليمني كافة، وضد كل الفساد والمفسدين في الوطن.

> كيف يمكن وصول ما تحويه سقيفة الشبامي من تراث وشعر وفن للمهتم الأوروبي والأجنبي عموما؟

- سؤال رائع كأنك تقرأ أفكاري الآن.. فأنا تراودني فكرة من فترة بأن نترجم موقع (الشبامي) للغة الإنجليزية مبدئيا ولاحقا إلى عدة لغات أخرى.

> أستاذي.. أشكرك جدا

- وأنا أشكرك وأشكر صحيفة «الأيام» الغراء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى