خليجي 20..فين الفريق؟!

> «الأيام الرياضي» أحمد محسن أحمد:

> هكذا صاح الكابتن سعيد دعاله بصوته الذي لا يكاد يسمع..«فين الفريق؟!»لأنه فني، ولأنه لا يفهم غير شغله ومجاله لم تجذبه الحوارات الساخنة هنا وهناك حول الترتيبات الجارية لـ(خليجي 20!).. لم يستطع ولن يستطيع أي فني مع الكابتن سعيد دعاله فهم المعنى لرفع وتيرة الاهتمام لمسائل الإيواء ولا مشكلة الكهرباء ولا المياه ولا حتى المرور الذي هو الآخر أعطاه اتحادنا الموقر لأهم فصل في تقريره..صحيح أن مشكلة المشاكل في رياضة بلادنا أنهم يستكثرون على (أصحاب الكار) والمهنة والفاهمين لشغلهم ليعطوهم فقط الثقة، وبعدين سيرون النتائج.

الكل يهتم بأمور (خليجي 20) حسب ماينظر إليه من نتيجة (أغلبها ذاتية)، فالإيواء الذي أصبح مشكلة المشاكل طغى في درجة الاهتمام على كل جانب من جوانب الاستعدادات لخليجي 20.. وعلينا أن نلاحظ من هم الذين يهتمون بهذا الجانب لنعرف كيف يوجه البعض هذا الحدث العظيم للذاتيات!..

أعجبني أحد الرجال من أصحاب الكلمة الصادقة عندما قال:«لماذا كل هذا الاهتمام بقضية الإيواء؟ هل وجدنا نحن عندما شاركنا كضيوف على (الخليجيات السابقات) شيء من الاهتمام بإيوائنا أم أننا كنا (ندبر) حالنا..وهذا الحال طبعا قد لا ينطبق على حالنا، ونحن نعرف أنه من شيمنا إكرام الضيوف!!.

برضه سمعت أحد المسئولين الكبار يقول إنه سمع أحد الدول التي نظمت (خليجي...) توعدت سابقتها (بالمعاملة بالمثل)..وهذا الأمر لايمكن لنا الإقرار به، ومن طبائعنا أننا نقسم القرص الروتي (الزغموطي..الممعوط) بيننا وبين ضيفنا..ما علينا نحن ولله الحمد كرماء بطبعنا..ولكن هل لا توجد مهمة وقضية وجزء من الترتيبات لخليجي 20 أكبر من الإيواء لنشغل أنفسنا بها.. حتى الخطط هذه الأيام ومشاريعها لانسمع إلا بمشروع فندق خمسة نجوم أو وحدات سكنية احتياطية لاحتمال زيادة الأعداد الوافدة والمتوقعة لخليجي 20..مع الاهتمام بالفنادق المحلية والطرق الكفيلة لجعلها مناسبة لاستقبال الضيوف..كل هذا الجهد العظيم والأعظم يسخر للإيواء وكأن (خليجي 20) هو زيارة ومجاملة ضيافية وتشريفات..لكن أن نجد واحدا قال:«أين الفريق؟!»كما قالها الكابتن سعيد دعالة فلا وألف لا!!..

فعلا فين الفريق الذي سيشرفنا في هذا المحفل الهام وهو (خليجي 20)!.. أم أننا نريد لفريقنا وسمعتنا الرياضية والكروية ما كان عليه الحال في المسابقات المماثلة في السابق، حين كان فريقنا (ملطشة) لكل الفرق، بل إنني سمعت من كان يتندر على فريقنا الذي تحول إلى (بورصة) الزيادة والنقصان في الأهداف التي تدخل شباكنا، ومن خلال مجموعة الأهداف يتحدد موقع الفرق المنافسة على المقدمة، وربما البطولة كلها!!..

كلنا حريصون على أن يكون استعدادنا لـ(خليجي 20) بالمستوى المشرف، من حيث الإيواء والخدمات المختلفة، وكما يسميها الآخرون تجهيز بنية تحتية تفي بالغرض ولاتخلق البنية التحتية الحالية أي مشاكل أو سوء استقبال وتشريف للضيوف والحدث العظيم (خليجي 20)، لكن نحن فقط نطمع من الجهات المسئولة على (خليجي 20)- وهي ما شاء الله تبارك الله عديدة ولاتحصى- أي كما قلنا في الموضوع السابق تعددت الجهات المسئولة على (خليجي 20) ونسينا واحدا لم نذكره رغم أهميته في المسئولية والقيادة، فهناك إضافة إلى ما قلناه في السابق أن (كثرة الطباخين تفسد المرق، لأن اللحم غال) فتعدد الجهات المسئولة على (خليجي 20) جعل الأمر يشبه إلى حد بعيد (مشروع بابا لا تسرع) الشهير، وهو المحطة الكهروحرارية (في بداية عملها وليس الآن)، ففي بداية عمل مشروع المحطة الكهروحرارية تاه المشروع لتعدد الجهات المسئولة عليه، فالكهرباء مسئولة، والتخطيط مسئول عليه، والإنشاءات هي الأخرى صاحبة المبنى، والمياه هم أيضا أصحاب قسم التحلية فيه..تقريبا عدد الجهات المسئولة عن مشروع (بابا لا تسرع)هي نفس عدد الجهات المسئولة عن (خليجي 20) بزيادة المدير العام لـ(خليجي 20) الذي نعفيه مؤقتا لحالته الصحية التي لازمته مباشرة بعد إعلان أو إصدار قرار تعيينه مديرا عاما لـ(خليجي 20)!، وإذا كانت الحالات الصحية تسبب تعطيل عمل المسئول الأول عن اتحاد الكرة فهي نفسها الحالة الصحية التي أدخلت الاتحاد نفسه في دوامة المدرب الذي تقاريره الصحية تقول إنه لم يعد قادرا على النزول إلى الملعب لينفذ ويطبق أفكاره ميدانيا..ورغم هذا العارض الصحي الكبير إلا أن (الكوتش) مصر على عقده مع اتحادنا المبجل!، ومثل هذا الحال نرى ما أصاب دور الاتحاد إجمالا ومدير عام (خليجي 20) من أن الأمر وقوفا (محلك سر) في دور الاتحاد والمدير العام لـ(خليجي 20)!، ولكي لا يتهمونا -هروبا من المسئولية- بأننا متشائمون ومعطلون كحجج يظهرونها في مواجهة آرائنا المخلصة! .. قلت لكي لا نتهم بما ليس فينا، فإننا نقدم مقترحا كان له مردوده في زمن سابق ومماثل وتحديدا في الفترة من عام 1980م حتى 1985م عندما كان الاتحاد (التشطيري) يعتمد على ترفيع اللاعب من الناشئين إلى الشباب ثم الفريق الأول (الوطني)، وذلك بعد أن يكون اللاعب الموهوب والمتمكن قد كسب خبرة لعب ما لا يقل عن 8 مباريات دولية مع الناشئين ومثلها يكون قد لعبها مع الشباب، وعندما يصعد إلى الفريق الأول (الوطني) يكون قد كسب خبرة لعب دولي 16 مباراة دولية، وهذا العدد من المباريات تجعله في مكانة الثقة في نفسه ومعرفة ودراية بالمدارس الكروية التي لعب ضدها في مسيرة الناشئين ثم الشباب..حاليا أرى أن الحال هو نفس حال (الاتحاد التشطيري) قبل الوحدة المظفرة .. لدينا فريق جيد للناشئين ومثله للشباب، وأمامنا فترة لا بأس بها لاختيار فريق مطعم بالمواهب من الشباب ليدخلوا تجربة اللعب الدولي -الخليجي- العربي القادمة في عمان الشقيقة، ولتكن هذه الخطوة بداية الألف ميل نحو الفريق الوطني الأول الذي نأمل أن يشرفنا في (خليجي 20).

لا أتصور وضع فريقنا الوطني الأول لكرة القدم الذي يعيش حالة التوهان بسبب عدم التخطيط السليم لتجهيزه ليكون خير سفير لليمن..الدول تتباهى بأساليب إعداد الفرق الوطنية، وتهتم أكثر في الوسائل الكفيلة بجعل روافد الفريق من الفرق الأدنى هي قاعدة استمرار ضخ الدماء الشابة للفريق الأول، بينما نحن لانرى شيئا من هذا على الإطلاق، ومع أن اللاعبين الحاليين للفريق هم في حالة عدم الجاهزية لأسباب إهمال الاتحاد لهذا الفريق، واتباع أسلوب التعليب الجاهز والوجبات السريعة، وهو الأسلوب عند الاتحاد، وهذا ما جعل حالة الفريق غير مستقرة حتى أن معظم المتابعين للحالة التي يعيشها فريقنا الوطني لا يعرفون لاعبا مكتملا وقادرا على الاستمرار بوتيرة عالية، حتى أن بعضهم للأسف هو على مشارف الاعتزال ومع ذلك وتحت حاجته (لأكل عيش) يضغط على نفسه ليعود إلى صفوف المنتخب، وقد عفى عنه زمن الاستحقاق!، ومثلما ننعي وضع الفريق الأول نضع أيدينا على قلوبنا للضياع المتوقع للفرق المبدعة هذه الأيام (الناشئين والشباب) حتى لا يتعرضوا لما تعرض له (فريق الأمل) الذي وصل إلى كأس آسيا والعالم ثم (فص ملح وذاب!)، ولم نعد نسمع من نجومه ما يوحي لنا أن فيهم الأمل للفريق الأول.

آخر الكلام..وفين المدرب!؟

مثلما قلناه على لسان الكابتن سعيد دعالة..(فين الفريق؟!).. نقول برضه (فين المدرب؟!)..ولا أريد أن أخوض في قصة تصلح لمسلسل مكسيكي لأكثر من مائتي حلقة وزيادة، وهي قصة (الكوتش محسن صالح) والبرتقالي أو البرتغالي الذي يناقش معه الاتحاد فكرة تحمله مسئولية التدريب للفريق الأول (الوطني) لن أخوض في هذه المتاهة التي هي سمة من سمات توهان اتحادنا (الكسيح)، فرغم استغرابنا لما حدث ويحدث مع (الكوتش المصري) الذي مازالت قضيته معلقة مع تعليق تقريره الطبي الذي (حوش معه) الاتحاد، ولم يعد يعرف هل هذا المدرب صالح أم طالح!؟، وحضوره في نفس فترة حضور المدرب البرتغالي يعطي للمطلع على حال اتحادنا أن هناك ضياعا واضحا، فقبل الحديث عن المدرب الجديد يجب أن نعرف رأسنا من رجلينا مع المدرب السابق،ولا زلت أذكر قصة المدرب الشهير (لوسيانو) الذي كان يروح ويجي على كيفه، وكيف أهل الحل والعقد في الاتحاد رغم إثبات عدم كفاءته وقدرته على تدريب فريق من فئة (third team) (للعلم الثرد تيم يعني الفريق الثالث في تصنيف الفرق أيام سيء الذكر الإنجليز)، ومع ذلك كنا نفاجأ أن (لوسيانو) كاتم على نفسنا،وهذا ما سيحدث مع (الكوتش المصري محسن صالح) الذي حتما ومن كل بد سيفرض نفسه على الاتحاد، والله العالم بأسرار مثل هذه العلاقات!.

سمعت أن هناك مبادرة وطنية راقية صدرت عن المدربين اليمنيين سامي نعاش وعبدالله فضيل وأمين السنيني عرضوا أنفسهم بدافع وطنيتهم لتحمل مسئولية تدريب الفريق الوطني، وبعدين يحاسبوهم إذا لا سمح الله أخفقوا، لكن يظهر أن كل معروض باير، لكنني آسف إذا كررت زمان وأحداث زمان، فقد دخلنا في جدل واسع في مطلع الثمانينات من القرن الماضي حول المدرب الأجنبي والمدرب المحلي، وكان رأينا والحمد لله مع المدرب المحلي لأسباب شرحناها ولا داعي لذكرها، المهم أن نتيجة فرقنا الوطنية حققت نجاحات عظيمة بقيادة الكباتن عزام خليفة، عباس غلام، عبدالله خوباني، عبدالله عبده علي، أحمد صالح قيراط، باشامي، عوضين (عوض سالم عوض)، غازي عوض ومحمود عبيد وغيرهم من المدربين الذين سطروا أعظم الإنجازات للفرق الوطنية والمحلية والشواهد مازالت وستظل ماثلة للعيان رغم الطمس والمسح والمحو الذي يتعرض له تاريخ العمالقة في سجلات الرياضة اليمنية!..والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى