الإنسان أغلى رأس مال!!

> عبدالرحمن خبارة:

> ما أكثر ما نردد هذه المقولة «الإنسان أغلى رأس مال» نظريا، ولكن في الواقع العملي ما أرخص ثمنه، فكل شيء يرتفع سعره في هذه البلاد إلا الإنسان!.

> تعصف الحروب المتكررة في بلادنا بشباب في عمر الزهور، كما يعاني أكثر من %80 من مجموع الشباب البطالة والفاقة، ولا يجري الاهتمام حتى في أبسط الأمور بزهرة الشباب، وكأن وجودهم أو عدم وجودهم سيان!.

> وكيف يمكن لنا الحديث بصفاقة عن التنمية والتقدم والازدهار ونحن لا نبذل قصارى الجهود في الحد الأدنى لمشاكلهم وهمومهم ومعاناتهم وفقرهم المدقع؟!.

> لا يلاقون إلا الجحود والنكران والإهمال، ونقول ذلك وفي السجون والمعتقلات كوكبة من الشباب ذنبهم أنهم يتبنون قضايا أمتهم في الجنوب من أجل رفع الضيم والاستبداد والقهر والحكم الشمولي والدكتاتورية والحكم الفردي.

> لا يمكن ليمننا الحبيب السير في طريق التقدم والخير إلا في ظل تطبيق السياسات الصائبة، وتعزيز الديمقراطية الحقة، وإفساح المجال لحرية التعبير والنشر وبقية الحريات الأخرى.

> علينا الكف عن ترديد الشعارات الجوفاء والابتعاد عن «الرطن والرطانة» باسم الشباب صناع الغد، بينما الأفعال لا تتطابق مع الأقوال ولا يحصد الشباب من هذا (اللغو) الفارغ سوى المزيد من الاحتقان ومزيد من المعاناة والظلم والشوك والصبار.

> ويعكس واقعنا الموضوعي أن كل الطرق موصدة حتى من الخطوات الأولى لحل معضلة شبابنا الذين يجدون أنفسهم في حالة (تسكع) دائم وليس هناك بصيص من الأمل لأية آفاق حقيقية لحل مشاكلهم التي أصبحت مزمنة.

> إن الأحاديث الكثيرة عن توزيع الأراضي للشباب سواء أكانت للسكن أم للزراعة أم حتى للمشاريع الصغيرة الأخرى فكلها لا تجدي في بلد يعاني من الفقر والمسغبة، وشحة المياه، وضعف بل وغياب الإمكانات المادية.

> إن الحل الحقيقي لمعضلة الشباب، بل والشعب كله تتمثل في تبني سياسات صائبة في كل المجالات، في ظل إستراتيجية قصيرة أو بعيدة المدى، وبدون ذلك فما علينا إلا انتظار المزيد من الكوارث، بل والطوفان..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى