> «الأيام» سماح عمر معدان - عدن

كلماتي أكتبها علّها تجد طريقا للقلوب التي تريد إبعاد حبيبين عن بعضهما.. نعم.. كيف لحياتهما أن تستمر وهما يريان أنهما يفترقان؟.. كيف لقلب أن يستمر بالخفقان وهو يرى أن أحدا غير من أحب سيسكنه؟.. كيف لروح أن تستمر بالعطاء إن رأت أنها مليئة بالآهات لفراق أحبتها؟!.

أبي.. وكل من له شأنٌ في هذا، سأطلعكم على آخر رسالة كتبتها لمن أحب، علكم تشفقون علي وعلى من أحببت، وترجعون عن قرار إبعادنا عن بعضنا لتستمر حياتنا في كنف محبتكم وظل رعايتكم.

أتيت إليك طالبة لشيء واحد، ليس إلا، فلم تعطيني ما طلبت.. بل أضفت على ذلك الحب، وهبتني العشق وغرسته في قلبي.. معك ثانويتي- وفي اللغة لاتحذف أداة النداء إلا لقرب المنادى من النفس- أدركت أن أحدا لايستطيع فهم شيء إلا إذا كان جزءا منه.. لطالما سخرت من فتيات سبقنني، كن يبكين لأنهن سيفارقنك.. لطالما تساءلت كيف للحب أن يتولد تجاه جدران صماء؟!.

لكنني لم أدرك أنني من كنت تلك الصماء.. لم أسمعك تصرخين.. تبكين فتياتك اللاتي سيغادرنك.. أما الآن فأنا أسمعك تبكين.. كل صرخة تخرج من جدرانك تحطم قلبي.. تقتلني!.

حبيبتي.. اغفري لي أن تضجرت يوما من وجودي بداخلك!.. اغفري لي أن نفضت يوما حبة رمل من رمالك من على جسدي!.

سيدتي.. أتعلمين أنني لم أعرف الحب إلا بداخلك.

بل عرفت التطرف والتصوف!.. نعم.. تصوفت في حبك!.. وتطرفت في العشق معك!.

ختاما.. حبيبتي.. اسمحي لي أن أصمت.. لأن الصمت في حرم العاشقين.. عشق لاينتهي!!.