إن اي نظام اقتصادي لابد ان يتبع بنظم وخطط مرسومة تواكبا مع متطلبات العصر، وفي ظل النظام الثورة الصناعية ومن بعدها الثورة المعلوماتية ومانتج عنهما من تقلبات هائلة للدول الكبيرة مكنت من زيادة سيطرتها المعلوماتية بزيادة سريعة في افكارها المختلفة الأمر الذي يشير الى تهيئتها لنظام إعلامي جديد تتحكم في مصيره ومقدراته.

وينبغي الاشارة الى ان الماضي قد قدم للفكر الغربي ثقافة راسمالية واستعمارية تصدت لها ثقافة وطنية قومية وحركات تحرر وطنية.

اما اليوم فإن العولمة تقدم ثقافة الانفتاح والاختلاف والديمقراطية، وفي المقابل لانجد في عالمنا العربي سوى ثقافة الانكماش والجمود ولاغير. إن مسالة العولمة في مجال الفكر تسعى نحو اقناع العالم بأن ليس هناك وطن وإنما هناك عالم واحد وهو عالم العولمة، مع ما في ذلك من مخاطر على الهويات الوطنية. هذه المسالة شغلت الكثير من المفكرين العرب والسياسيين العرب والفلاسفة والاجتماعيين واخرين، ووضعت في ملفات كثيرة جدا واثارت قلق كثير من المفكرين السياسيين وحتى القيادات السياسية العربية، والغريب ان الكل يشعر بالقلق والريبة، ولكن الكل ينجرف في هذا الاتجاه، والسؤال هو لماذا لانستطيع ان نتصدى بحزم او نضع تدابير اولية تمكننا من المحافظة على القدر الممكن من كياناتنا الوطنية؟.