وللفن أسراره .. الفن بين الذكاء والعبقرية

> «الأيام» فاروق الجفري:

> لقد عرف التاريخ القديم والحديث نساء شاعرات وطبيبات وفنانات ومعلمات ومحاميات ومهندسات وغيرهن، لكن حتى هذه اللحظة لم يعرف المؤلفة الموسيقية من طراز (بيتهوفن)، إننا مهما حاولنا التفتيش في بطون كتب التاريخ فإننا لن نعثر على اسم نسائي يوازي في عبقريته عبقريات رجال موسيقيين أمثال (بيتهوفن) أو غيره ممن دخلوا إلى عالم الموسيقى فأثروه على مدى الزمان.

«إن المرأة ليست أقل ذكاء من الرجل» هكذا بدأ المؤلف (تيولنج) في كتابه (الفرق بين الرجل والمرأة) الذي صدر عام 2004 في بريطانيا، وأفرد في هذا الكتاب موضوعاً طويلاً وعميقاً تحت عنوان (ليس هناك امرأة مثل بيتهوفن).

يقول (تيولنج) في كتابه «إن الذكاء شيء.. والعبقرية شيء آخر. فالعبقرية ليست بالضرورة من نتاج الذكاء، إنها نتيجة الفكر المبدع، فالذكاء يأتي من خارج الإنسان، ويمكن أن يتطور بالمران والتعليم، ولكن الفكر ينبع من داخل الإنسان العبقري. أذاً الذكاء حالة تنتقل من شخص إلى آخر، مثلاً من أستاذ إلى تلميذه، ولكن العبقرية تتسم بأنها نتاج صفات شخصية بحتة، وهذه الصفات لاتسأل عن إعطاء الفرص بل إنها تقتنص هذه الفرص اقتناصاً، وإذا كانت العبقرية يمكن أن تنتعش في ظل الرعاية والتشجيع، فإنه من المؤكد أنها لايمكن أن تكبت مهما كانت الضغوطات، بل إنها في كثير من الأحيان تخرج من براثن العذاب والقمع والتوتر.. ومع أن المرأة لاتقل عبقرية عن الرجل، فإن كل الحضارات والمجتمعات القديمة والحديثة لم تسجل ورود اسم امرأة برعت في مجال الموسيقى».

ويقول المؤلف (تيولنج) أيضاً «التاريخ يحدثنا أنه في مجتمعات عديدة كانت المرأة تتساوى مع الرجل، بل كان لها دور مؤثر في هذه المجتمعات كحاكمة وشاعرة وأديبة ورسامة، بل إن وقتنا الحاضر الذي تساوت فيه المرأة مع الرجل في كل المجالات فإن المرأة مثل (بيتهوفن) لم تظهر بالرغم من وجود أسماء عازفات شهيرات في معظم الدول». المهم يختتم مؤلف الكتاب بقوله «إذا لم يكن هناك امرأة مثل (بيتهوفن)، فهناك توجد الأم منجبة العباقرة في جميع المجالات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى