> «الأيام» طه ماطر /بئر أحمد - عدن

المدرسة والأسرة مسئولة مسئولية كبيرة عن التعليم الوجداني، فلقد أنشئت المدارس عبر التاريخ وفي الثقافات والمجتمعات المختلفة كمؤسسات للتطبيع الاجتماعي، لكي تنقل إلى الأجيال الصغيرة القيم الثقافية، ولكي يغرس فيها الالتزام بهذا القيم، بالإضافة إلى تدريس التلاميذ المعرفة والمهارات، فإنها تستهدف تدريسهم التوقعات الثقافية.

وينبه إلى أن المدارس بطبيعة الحال ليست المؤسسة الوحيدة التي توفر التعليم الوجداني، فالأسر ودور العبادة والأجيال الأكبر سناً والتقاليد والطقوس ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمطبوعة كلها تشارك في التعليم العاطفي، ولكن التغيرات السريعة والمتلاحقة والمعقدة التي يشهدها عصرنا اليوم، أثرت كثيراً على هذه المؤسسات وأصبحت أدوارها الاجتماعية أقل وضوحاً عما كانت عليه من قبل.

وأهمية التعليم الوجداني باعتباره جزءً من المحتوى الدراسي ولايجوز أن يترك للصدفة، حيث يحتاج الطلاب إلى المساعدة ليفهموا الجوانب الانفعالية والتقويمية من حياتهم وليكونوا قادرين على اتخاذ قرارات جيدة.

ويتم تدريس هذه الجوانب في المدارس بتوفير معلومات وخبرات تشجع على تنمية القيم والحساسيات والمشاعر، وكذلك تشجع على تحقيق الاختيارات المناسبة من بينها، وهذا يساعد التلاميذ على تحليل قيمهم وتنميتها، وعلى فحص مشاعرهم وتقبلها، وعلى تنمية وتعميق حساسيتهم وعلى ممارسة اتخاذ القرارات.