سجل بطريقة خالفت الأعراف والتقاليد .. هدف نور في النصر يفجر أزمة أخلاقية

> جدة «الأيام الرياضي» الوطن السعودية :

>
أحدث الهدف الذي سجله لاعب الاتحاد محمد نور في مرمى محمد خوجلي حارس النصر دويا هائلا في الساحة الرياضية. وفيما اعتبر كثيرون ومن بينهم رئيس النصر الأمير فيصل بن عبدالرحمن أن الهدف «غير أخلاقي» رأى آخرون أنه «أخلاقي».

وكان نور قد استثمر كرة أخرجها حارس النصر لمعالجة أحد زملائه على العكس من العرف الكروي في هذه الحالة وهو تسليم الكرة لأحد لاعبي النصر أو القذف بها من جديد خارج الملعب..والذي حدث أن نور أرسل الكرة باتجاه مرمى خوجلي المتقدم فتجاوزته وهزت شباكه معلنة عن الهدف الثاني للاتحاد.

الذاهبون إلى عدم أخلاقية الهدف أعادوا التذكير بموقف المدير الفني لآرسنال الإنجليزي الذي طلب بعد انتهاء مباراة فريقه مع شيفيلد بالفوز بهدف مماثل من اتحاد الكرة الإنجليزي إعادة المباراة مؤكدا أن هدف الفوز لفريقه أحرز بطريقة «غير أخلاقية» والذاهبون إلى صحة وسلامة الهدف فنيا وأخلاقيا أشاروا إلى موقف رئيس ريال مايوركا الإسباني الذي طلب من لاعبيه عدم إخراج الكرة في حالة إصابة لاعب سواء أكان زميلا أم منافسا.

إلى ذلك أعلنت إدارة نادي الاتحاد أمس الأول رفضها للهجوم النصراوي على نور محذرة من احتقان الشارع الرياضي.

لم يكن الهدف الذي سجله لاعب نادي الاتحاد محمد نور في مرمى النصر في اللقاء الذي جمع الفريقين الأربعاء الماضي الأول من نوعه على المستطيل الأخضر، بل حفلت ملاعب الكرة بعدد من الحالات المشابهة مع اختلاف ردة الفعل حيالها في حينها،وكان نور قد استثمر كرة أخرجها حارس النصر محمد خوجلي لمعالجة أحد زملائه، وحينما نفذت من رمية تماس لنور أرسلها هذا الأخير باتجاه مرمى خوجلي المتقدم فتجاوزت الحارس وهزت شباكه معلنة عن الهدف الثاني للاتحاد.

وأثار هدف نور ردود أفعال تباينت بين الغضب النصراوي والتبرير ورد التهم من الجانب الاتحادي، فشدد رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن عبدالرحمن على أن الهدف الذي وصفه بغير الأخلاقي سرق الفوز من النصر.

وقال رئيس اللجنة الرباعية في النصر الأمير فيصل بن تركي:«هدف نور جاء بطريقة تخالف أخلاقيات الرياضيين، وبالتالي على إدارة الاتحاد أن تستعين بطبيب نفساني لتأديب نور، أو أن تعيده إلى المدرسة ليتعلم الأدب ويغير أخلاقياته غير المقبولة رياضياً”.

من جانبه أكد نور أنه لم يكن يقصد تسجيل الهدف في مرمى النصر، وقال:«لو أعدت الكرة مرات ومرات لما سجلت في المرمى، كنت أنوي إعادة الكرة للخوجلي لكنه كان متقدماً وفاقداً للتركيز في تلك اللحظة فجاء الهدف»..بدورهم شدد الاتحاديون على أن المشكلة ليست في هدف نور بقدر ما هي في الألفاظ غير اللائقة التي طالتهم في المنصة الرئيسة للملعب، وكذلك في الهجوم الذي تعرض له اللاعب والذي رأوا أنه غير منطقي وغير منصف.

حالات مماثلة

ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن اللقاء الذي جمع فريقي الآرسنال وشيفيلد يونايتد في دور الـ16 لكأس إنجلترا عام 1999، عندما قام لاعبو فريق شيفيلد بإخراج الكرة إثر تعرض لاعب من الآرسنال للإصابة ولكن بعد استئناف اللعب لم يقم النيجيري كانو بإعادة الكرة للفريق الخصم، بل فضّل تمريرها إلى زميله الهولندي أوفر مارس الذي أعادها له مرة أخرى ليسجل منها هدف الفوز لفريقه في المباراة التي انتهت لمصلحة الآرسنال 1/2، لكن الأمور لم تنته عند هذا الحد، فقد قدم المدير الفني للآرسنال، الفرنسي أرسين فينجر التماساً إلى الاتحاد الإنجليزي للعبة يطلب فيه إعادة المباراة لأن الهدف الذي سجله فريقه «غير أخلاقي ولا يدعو للفخر» على حد تعبيره، فرضخ الاتحاد المحلي لرغبة المدرب الفرنسي وتمت إعادة المباراة وفاز بها الآرسنال 2/صفر.

ولكن ما فعله فينجر لم يكترث له لاعبو ميلان الإيطالي قبل ذلك، وتحديداً عام 1990 في مباراة الفريق في الدوري الإيطالي أمام أتلانتا عندما أخرج لاعبو الأخير الكرة لعلاج أحد لاعبيهم، ولكن لاعبي ميلان لم يقوموا عند استئناف اللعب بإعادة الكرة لخصمهم بل شنوا هجمة أثمرت عن هدف التعادل وهي النتيجة التي آلت إليها المباراة، لتخرج صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت» في اليوم التالي بعنوان «ميلان استحوا».

وشهد الدوري الفرنسي حالة يمكن القول عنها إنها تمثل المفهوم المثالي للرياضة، وذلك عام 1983 في لقاء فريقي نانت ونانسي عندما اصطدم حارس مرمى نانت مع أحد زملائه المدافعين فوقع الاثنان على الأرض لتستقر الكرة عند أقدام مهاجم نانسي بول كورتان الذي فضّل ركل الكرة بعيداً عن تسجيلها في المرمى الخالي من حارسه.

ليتم على إثرها تكريم اللاعب على تصرفه الأخلاقي.

وكان رئيس ريال مايوركا الإسباني طالب لاعبيه في العام الماضي بعدم إخراج الكرة في حالة إصابة لاعب سواء زميل أو منافس، وذلك في ردة فعل على تضرر فريقه في أحد لقاءات الدوري من إخراج الكرة التي ارتدت نحو مرماه وسجل منها هدف ضده.

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قد أعلن في رأي صريح تناول مثل هذه الحالات.

حيث طالب اللاعبين من خلال قرار رسمي بعدم إخراج الكرة خارج الميدان من تلقاء أنفسهم، وترك تلك المهمة لحكم اللقاء المخول حصرياً بإيقاف اللعب في حال تعرض أحد اللاعبين للإصابة، حسب الفقرة الخامسة من قانون اللعبة التي تنص على أن «حكم اللقاء هو المخول فقط بإيقاف اللعب في حال إصابة أحد اللاعبين إصابة بليغة تستوجب خروجه لتلقي العلاج».

وبيّن اليويفا أن الفريق المستحوذ على الكرة غير ملزم بإعادة الكرة إلى الفريق الخصم بعد استئناف اللعب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى