> «الأيام» إيضاح قاسم عسكر جبران /مدينة الشعب - عدن
بدايتي كانت كلمة ونهايتي كان حدثا، هكذا تواترت الأيام بسرد قصة طالما أردت أن أخفيها وأمحوها من ذاكرتي، لكنها سرعان ما أعلنت ظهورها على الملا، وسرعان ما انهار ذلك الكتمان وانفتحت الصفحات المطوية.
عندما أجلت كل أحلامي، وخبأت كل أقلامي وأوراقي.. عندما توقفت كل حواسي وكتمت صراخ قلبي.. عندما حبست دموعي بين أسوار الصمت لا أدري ولكنه غلبني وأدركت أنه منسي، ذات مساء أتعبه الأرق، مزقته الآهات في ليلة حاول ضوء البدر اشتقاق سواد مسائه والخروج إلى عالمه الفسيح، كان يجلس وحيداً يرتشف رشفات من كأس الندم، كل شيء ظن أنه وهم أو سراب قد أصبح يحتجزه في الصميم بل متصلاً به وبثوان قليلة يصبح شيئا حقيقيا بل يكاد يلمسه، يقف أمام هذا الواقع، يسرد فيه أحلامه، أيامه وصورا حاول دفنها مرة، بعدها أقام الجرح ثورته ليضعه في زنزانة الألم، استرسل بعينيه نحو الأفق حيث يلوح شبح الرحيل، في تلك الليلة توحدت السماء لتسقط بقطراتها على العالم ذلك الجسر الماسي الذي بناه في الصغر، ذلك الجسر الذي وضع على أطرافه أشرطة ملونة، وارتقب مراسيم تدشينه، سرعان ما انهارت ركائزه ليصبح في لحظة مقبرة لأمنياته، لم تكن سوى لحظات حتى أعلنت أيامه النهاية، حاول إمساك دخان أفكاره ولكن سرعان ما انزلقت من بين يديه، زادت كف الحياة انقباضا إلى حد الاختناق، كان وميض نور متقطع يتراءى له صوتاً أيقظه لحظة غفا عن العالم، قطرة أمل أعادت ذلك القلب للحياة.. انظروا إنه يتنفس، لقد نجا.. لقد نجا!! استدعوا سيارة الإسعاف. هكذا كانت الأصوات من حوله تصرخ، حاول فتح عينيه بتثاقل، وما أن لمح السماء وضوء الشمس حتى ذرفت عيناه الدموع بصمت.
عندما أجلت كل أحلامي، وخبأت كل أقلامي وأوراقي.. عندما توقفت كل حواسي وكتمت صراخ قلبي.. عندما حبست دموعي بين أسوار الصمت لا أدري ولكنه غلبني وأدركت أنه منسي، ذات مساء أتعبه الأرق، مزقته الآهات في ليلة حاول ضوء البدر اشتقاق سواد مسائه والخروج إلى عالمه الفسيح، كان يجلس وحيداً يرتشف رشفات من كأس الندم، كل شيء ظن أنه وهم أو سراب قد أصبح يحتجزه في الصميم بل متصلاً به وبثوان قليلة يصبح شيئا حقيقيا بل يكاد يلمسه، يقف أمام هذا الواقع، يسرد فيه أحلامه، أيامه وصورا حاول دفنها مرة، بعدها أقام الجرح ثورته ليضعه في زنزانة الألم، استرسل بعينيه نحو الأفق حيث يلوح شبح الرحيل، في تلك الليلة توحدت السماء لتسقط بقطراتها على العالم ذلك الجسر الماسي الذي بناه في الصغر، ذلك الجسر الذي وضع على أطرافه أشرطة ملونة، وارتقب مراسيم تدشينه، سرعان ما انهارت ركائزه ليصبح في لحظة مقبرة لأمنياته، لم تكن سوى لحظات حتى أعلنت أيامه النهاية، حاول إمساك دخان أفكاره ولكن سرعان ما انزلقت من بين يديه، زادت كف الحياة انقباضا إلى حد الاختناق، كان وميض نور متقطع يتراءى له صوتاً أيقظه لحظة غفا عن العالم، قطرة أمل أعادت ذلك القلب للحياة.. انظروا إنه يتنفس، لقد نجا.. لقد نجا!! استدعوا سيارة الإسعاف. هكذا كانت الأصوات من حوله تصرخ، حاول فتح عينيه بتثاقل، وما أن لمح السماء وضوء الشمس حتى ذرفت عيناه الدموع بصمت.