فيما تتفاقم ضراوة الأزمة المالية العالمية.. انهيار مستمر لشركات عالمية وجهود دولية حثيثة لكبح جماح الأزمة

> متابعات «الأيام» وكالات:

> يشهد العالم منذ اكثر من شهر حالة من عدم الاستقرار المالي بعد استفحال ازمة الارتهان العقاري الامريكي، او ما يعرف بألأزمة المالية العالمية التي ضربت الاسواق.

ففي اليابان أصبحت شركة ياماتو لايف للتأمين على الحياة امس أول شركة مالية يابانية تعلن إفلاسها نتيجة للخسائر المرتبطة بالأزمة المالية العالمية.

حيث قدمت الشركة التي يبلغ عمرها 98 عاما، وهي شركة تأمين متوسطة الحجم، طلبا للحماية من الدائنين بعد أن بلغت ديونها 5ر269 مليار ين (68ر2 مليار دولار) بسبب الخسائر التي تكبدتها جراء الاستثمار في سندات متعلقة بالرهن العقاري وغيرها انهارت أسعارها وسط الأزمة المالية الأمريكية.

ويوجد لدى شركة ياماتو، التي أصبحت أول شركة يابانية للتأمين على الحياة تعلن إفلاسها منذ عام 2001 ، 170 ألف عميل لديه عقود تأمين مع الشركة حتى 31 مارس فضلا عن أصول بقيمة 1ر283 مليار ولديها 1011 موظفا.

وقال خبراء إنهم لايستبعدون إفلاس المزيد من الشركات اليابانية، لكن وزير الاقتصاد كاورو يوسانو رفض المخاوف من أن يكون لانهيار ياماتو تأثير سلبي على الاقتصاد الياباني ككل.

وفي امريكا انخفضت أسعار النفط سبعة دولارات للبرميل امس لتدفع الخام الامريكي الخفيف دون 80 دولارا للمرة الاولى منذ عام، تحت وطأة توقعات بأن الطلب العالمي على النفط سينخفض إذا دفعت الازمة المالية الاقتصاد العالمي إلى الكساد.

وبلغ الخام الامريكي أدنى مستوى أمس عند 79،39 دولار للبرميل.

وفي الساعة 13،17 بتوقيت جرينتش انخفض الخام الامريكي لشهر نوفمبر 6.67 دولار أي بنسبة 7.7 في المئة إلى 79.92 دولار للبرميل.

ارتفع الين عموما مدعوما بعزوف عن المخاطرة في تعاملات شديدة الاضطراب أمس، فيما يقلص المستثمرون تعرضهم لأصول أكثر عرضة للمخاطر وسط تزايد المخاوف بشأن النظام المالي العالمي.

وانتشر الذعر بالاسواق المالية بسبب اعتقاد بأن الاجراءات الواسعة التي اتخذتها حكومات لتخفيف الضغوط على أسواق المال المتجمدة ضعيفة للغاية وفات أوانها.

مجموعة السبع تجتمع سعيا لخطوة موحدة في مواجهة الازمة المالية

بدأ وزراء المالية ورؤساء المصارف المركزية في مجموعة السبع أمس في واشنطن اجتماعا يهدف الى تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الازمة المالية العالمية التي تهدد الاسواق والنظام المصرفي برمته.

وقد بدأ الاجتماع حوالى الساعة 15،18 ت.غ على ان يفضي الى اصدار بيان مشترك متوقع حوالى الساعة 00،23 ت.غ يترقبه العالم اجمع بعد يوم جديد حافل بانهيارات البورصات الكبرى.

وقد ضخت المصارف الوطنية مبالغ ضخمة من السيولة في سوق الائتمان سعيا الى تسهيل القروض التي تعتمد عليها المصارف والشركات لتأمين الاموال اللازمة على المدى القصير.

كما قامت المصارف الكبرى بخفض معدلات الفائدة في خطوة موحدة غير مسبوقة في وقت سابق من الاسبوع، لكن اثر ذلك لم يستمر سوى لدقائق معدودة.

وفي حين يواجه الاقتصاد تهديدا متناميا، استبد الذعر باسواق المال التي انخفضت الى مستويات متدنية جدا لم تشهدها منذ سنوات عديدة في الولايات المتحدة وكذلك في باريس وفرانكفورت ولندن وطوكيو وغيرها.

ويلتقي المسئولون الماليون من المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان التي تعتبر القوى الاقتصادية والمالية العظمى في وزارة الخزانة الاميركية، حيث استقبلهم وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون.

وافاد مصدر اوروبي ان المشاركين سيبحثون اعلان مبادىء واليات مشتركة لانقاذ المصارف وتفادي افلاس اهمها.. لكن بقيت ثلاثة مقاعد مخصصة للمشاركين الروس، خصوصا وزير المالية الكسي كودرين شاغرة.

بورصة لندن كما بدت أمس
بورصة لندن كما بدت أمس
وبحسب مصدر في الخزانة فان الروس قد ينضمون الى الاجتماع بعد الظهر كما فعلوا في الماضي.

وقبل الاجتماع، دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الى استبعاد «انعدام الثقة والخوف» اللذين يتسببان بقسط كبير من الازمة المالية، مؤكدا ان السلطات الاميركية لديها كل الادوات للتصدي لهذه الازمة.

وقال بوش في كلمة القاها في البيت الابيض ان المخاوف مبررة لكن «القلق يغذي القلق، ما قد يزيد صعوبة فهم الاجراءات المتخذة» لمعالجة المشكلة، واضاف «نستطيع حل هذه الازمة، وسنفعل ذلك».. لكن كلمة بوش لم تسهم في تهدئة الاسواق.

ومن المقرر ان يستقبل بوش اليوم وزراء المال في مجموعة السبع, وكان وزير الخزانة البريطاني الستير دارلنغ اول من دعا أمس الى وضع خطة مشتركة، كما وجه رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان من واشنطن نداء جديدا لعمل مشترك.

وقال ستروس كان «القطاع الخاص غير قادر وحده على اعادة الثقة.. تدابير السياسات الاقتصادية الكلية لن تعيد وحدها الثقة.. معالجة كل حالة بمفردها في اسواق المال لن تعيد الثقة لوحدها».

واضاف خلال مؤتمر في واشنطن ان «ما يعيد الثقة تدخل واضح وكامل تقوم به الحكومات، وناشىء عن التعاون بين الدول».

وقال المصدر الاوروبي بشأن اجتماع المسئولين الماليين في مجموعة السبع «نحن نعمل على تبني تحرك على المستوى العالمي, ويدرس المسئولون ما فعلته كل دولة لضمان معاملة متساوية للجميع.

واضاف المصدر ان احدى نقاط البحث تتعلق بما اذا كان وزير المالية الاميركي بولسون «مستعدا لان يعلن انه لن يدع اي مجموعة مالية مهمة للنظام المالي بمجمله تنهار، وانه سيقوم ان استدعت الحاجة بضخ اموال جديدة فيها».

ولكن الخطة تعرضت لانتقادات باعتبارها تدعم مصارف وول ستريت المسئولة عن الازمة في الاساس او انها تتصدى للشق الخاطىء من المعضلة، وهي حاجة المصارف لرساميل جديدة.

وكشفت بريطانيا في وقت سابق من الاسبوع عن خطة متكاملة لانقاذ مصارفها.

واعلنت فرنسا انها ستستضيف غدا الأحد قمة للمجموعة الاوروبية لتبني خطة عمل مشتركة لمنطقة اليورو والمصرف المركزي الاوروبي.

وقال وزيرة المالية الفرنسية قبل اجتماع الجمعة انه رغم الحاجة الى العمل المشترك فهناك خلافات بين مختلف الاطراف بسبب اختلاف احجام الاسواق والانظمة المالية.

وقالت كرستين لاغارد «لايمكن ان نرد بالطريقة ذاتها على اوضاع مالية مختلفة.. وما يبدو لي مهما هو ان نتفق على مبادىء مشتركة».

وعلاوة على اجتماع مجموعة السبع واجتماع محتمل لمجموعة الثماني تستقبل الولايات المتحدة اجتماعات مجموعة العشرين التي تضم وزراء مالية ورؤساء البنوك المصرفية لابرز الدول الغنية والناشئة، وايضا اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى