دعوة لأبناء البلاد لمحاربة الفساد

> «الأيام» محمد علي الجنيدي /المعلا - عدن

> إن الأيادي إذا تكاتفت والصفوف ارتصت وتضافرت الجهود والتم الشمل في صوت وكلمة ومبادئ وقيم واهداف واحدة فلا بد ما تحصد ثمار ذلك التوحد والالتمام كما أشار إلى ذلك الخالق عز وجل في كتابه الكريم وإلى الفائدة والمنفعة من ذلك حين قال «واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا»، وبذلك نكون قد سلكنا طريقا معبدا للنهوض والارتقاء إلى كل مانتطلع إليه.

ومن هذا المنطلق ها أنا اوجه دعوة عامة عبر هذا المنبر النزية لأبناء البلاد كافة في جميع أرجاء الوطن للتكاتف والتآلف والتضامن والتعاون والالتمام بعضنا بعضا لمحاربة الفساد الذي استشرى في البلاد فلم يجد أحدا يردعه ويقمعه ويوقفه عند حده، والذي ألقى بظلاله على الشعب المغلوب على أمره والذي لم يحرك ساكنا في مكافحة هذه الظاهرة المستفحلة في وطننا الغالي، وذلك بكسر شوكته وقصم ظهره.

علينا نحن معشر الشباب المساهمة والمشاركة وبالطرق العلمية والسلمية في مكافحة الفساد ومحاربته بشتى الوسائل وبجميع الطرق، أكان ممن يحملون الأقلام أو حتى من عامة الناس، وذلك بالتشهير والإشارة إلى مواضع الخلل وتوصيلها إلى وسائل الإعلام أو عبر إيصالها إلى الكتاب والصحفيين الشرفاء لفضحها أمام الرأي العام.

إن البلاد اليوم لاتحتمل مزيدا من الفساد، فقد بلغ الفساد ذروته ووصل إلى أعلى مستوياته في شتى المجالات أكان فسادا إداريا أم فسادا ماليا أم فسادا مؤسسيا أم أخلاقيا، واستغلال النفوذ والسلطة في تحقيق مطامع ومآرب شخصية متخذين من السلطة القضائية غطاءً وساترا لحجب أعمالهم اللا إنسانية والخالية من الانتماء الوطني، فيلعبون ويسرحون كيفما يشاؤون بدون رقابة أو محاسبة أو عقوبة، وكل ذلك ما هو إلا سبب أساسي في تدهور الأوضاع المعيشية والاجتماعية والحقوقية التي تجعل الوطن يقبع في الدرك الأسفل للدول النامية والدول الأكثر فقرا.

إن وطننا الغالي يعج بالثروات الطائلة والموارد الهائلة، تفي بالغرض لإعالة شعوب برمتها، والارتقاء والنهوض بسكانها، وتجعلهم يواكبون التطور التكنولوجي الحديث مع مستوى معيشة راقٍ، وذلك بما يمتلكه الوطن من موارد نفطية وثروات سمكية وزراعية وسياحية ومواقع إستراتيجية تهيئ المناخ الملائم والجو المناسب للاستثمار والتنمية في ربوع وطننا الغالي.

إن الوطن وأبناءه اليوم أصبحوا في حالة يرثى لها وبات المواطنون مهمشين لا حول لهم ولا قوة، تعصف بهم رياح غلاء الأسعار، وتتلاطمهم أمواج ظلم الفسدة الفجار، فلم يجدوا برا يرسون عليه، كل ذلك جعلهم يفقدون الثقة وينتابهم اليأس والأحباط والبؤس من أولياء الأمر في انتشالهم من النفق المظلم والخروج بهم لبر الأمان ليعيشوا حياة هانئة مليئة بالمساواة والعدل والرحمة.

إن كل شخص غيور على وطنه وينتمي إليه ومتعصب له لابد أن يعمل فعليا في ساحة الوطن سعيا منه في توطيد العلاقة الروحانية التي تجمع المواطن بوطنه، فبالتآلف والتكاتف والتوحد والعمل الجاد الدؤوب والعزيمة العالية لابد أن يكلل ذلك بنتائج إيجابية تقتلع الفساد من أقصى جذوره ويحل محله النهوض والنمو والازدهار، وكما قيل: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لاتفرج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى