دار الحجر في الحوطة.. حكاية تاريخ وجمال

> «الأيام» عبدالكريم عبدالله غالب /الحوطة - لحج

> بعد الحرب العالمية الأولى شهدت مدينة الحوطة في لحج نهضة عمرانية هائلة في بناء القصور وزخرفة المدينة، بعض هذه القصور تهدمت واختفت والبعض الآخر على وشك الاندثار، والسبب هو عدم الاهتمام والحفاظ على معالمنا التاريخية.

ومن أهم هذه القصور وأبرزها (قصر دار الحجر) الذي لايزال يقف بكل كبرياء وشموخ.

تم بناء قصر دار الحجر عام 1928 في عهد السلطان عبدالكريم فضل بن علي العبدلي، ويسمى القصر باسمه أيضاً.

بني على أيدي مهندسين إنجليز سبق لهم العمل في هذا المجال في لندن.. يعتبر قصر دار الحجر نسخة مماثلة لقصر باكنجهام في لندن.

يحتل القصر مكانة متميزة في نفوس سكان محافظة لحج، بل يعتبر رمزاً من رموز المحافظة ومعلماً تاريخياً بارزاً لاحتضانه الأمسيات والحفلات الثقافية والأدبية من الشعر والغناء والرقصات الشعبية، فقد كان لمحافظة لحج الدور الريادي في هذا المجال.

عندما تنظر الآن وتتأمل القصر تشعر بالأسى والحزن لأنك لم تعاصر تلك الحقبة الذهبية التي عاشتها مدينة الحوطة بالخوف والقلق على ما سوف يحدث للقصر فيما بعد.

لايزال القصر يحتفظ ببعض من جماليته، وهو خير شاهد على الفن المعماري الفريد.

ويظل دار الحجر واحدا من أروع التحف المعمارية التي أبدعتها الحقبة العبدلية وسلاطينها آنذاك، ويعد حديثاً من أعظم الآثار الباقية بما حوته بدائع الصنع الهندسي.

يطل القصر على حديقة يطلق عليها حديقة الأندلس، كانت من أجمل الحدائق وأروعها في لحج، لما تحتويه من خضرة ينشرح القلب لها وتكتحل العين برؤية منظرها الأخاذ، ليس الأمر هكذا فقط بل كانت متميزة بموقعها وهندسة شكلها المتقن بالترف السلطاني كما تشير الدلائل وبقايا الأعمدة المتناثرة في موقع الحديقة.

حيث كان ينبض من قلب الحديقة نافورة يتراقص على خرير مياهها العصافير والبلابل، بينما يبقى الإنسان الآن حائراً شارداً لما يسمعه ويراه لما أبدعه الإنسان وزينه الرحمن، ولكن لله في خلقه شؤون، كما حلت بالمكان كارثة.

لايزال قصر دار الحجر يقف بكل عزة وكبرياء لايبالي بما أصابه من جروح متلاحقة، ينظر من شرفته المتلالئة إلى حديقة كانت في يوم من الأيام خضراء باهية تكسوها الورود والأزهار ورائحة الفل والريحان الزكية.

في نهاية المقال نوجه نداءً عاجلا عبر صحيفة «الأيام» الغراء بنشر كل ما يهم في تاريخها وحرصها الدائم على معالمنا التاريخية إلى الجهات المختصة في هذا المجال (مجال السياحة والآثار) أن يعود قصر دار الحجر أبرز المعالم التاريخية في لحج إلى مكانته التاريخية ورونقه الجذاب.

نأمل أن يتحقق هذا المطلب الذي يتمناه كل أبناء هذه المحافظة، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى