تدشين موسم الحصاد بالشمايتين

> الشمايتين «الأيام» محمد العزعزي

>
تدشين موسم الحصاد بالشمايتين
تدشين موسم الحصاد بالشمايتين
تشهد الشمايتين بتعز هذه الأيام بدء تدشين موسم الحصاد السنوي لهذا العام، حيث يتجه عامة الناس إلى الحقول والانكباب على قطف وجني المحاصيل الزراعية كالذرة والغرب والدخن والدجر والكشري.

ويأتي هذا الحصاد في ظل حالة من عدم الارتياح لضعف غلة هذا الموسم نتيجة لضعف المحصول مقارنة بالأعوام السابقة.

الأرض بما رحب تحولت بمن عليها كخلية نحل، واستبدل رونقها المملوء بالخضرة بين عشية وضحاها إلى أرض جرداء ستتغير بالتأكيد بعد أسابيع إلى قاحلة بفعل حراثتها وتهيئتها لانتظار الموسم القادم.

وللمرأة الريفية الدور الريادي البارز في العمل الزراعي المنظم وشحذ الهمم المصاحب لتراتيل المهاجل الشعبية التي تردد أثناء جز سيقان القصب (العجور).. ويشارك الحيوان الإنسان بما تجود به الأرض من غذاء غض وطازج، وتعم الفرحة كافة الناس، فلا تسمع إلا إيقاع ترديد المهاجل تشنف الآذان بالقول: «اليوم يا الله واليوم دائم.. قاصربوا الدخن والدرة قائم» و«الخير ودائم صباح.. انبرا عظيمي راح» و«صبحنا يالله بغادي.. سيل مابو راعدي.. صبحنا يالله بهاتف.. للذي تقلي الوزف».

ويردد أثناء الصراب «يامحل اورد ياورديداني.. ثوري عاطش ماء ثوري غباني».. وتكون بعض مهاجل النساء بمثابة الدعوة للأحبة والخلان بالعودة إلى القرى لمشاركتهن هذا الموسم الزاخر بالخير والعطاء كقول بعض النساء بألم الفراق وانتظار وصول البعداء عن مراتع الصبا والطفولة «أقبل وعاوني أني فدالك.. لف العجور ورصه جنب بابك».. وتعتبر هذه المناجاة والتأوهات دعوة صريحة لعودة الأقرباء إلى قراهم لاحتضان دفء القرية ومناسبة لالتقاء الأحباب والأسر والاستمتاع برؤية مشهد ما جادت به الأرض أيا كان، والاقتناع بما قسمه الله من خيرات هذه الأرض المعطاءة التي لاتنضب رغم قسوتنا عليها وعدم الاكتراث لها أسوة بالرعيل الأول الذي كان يعشق الأرض كونها السخية التي تقدم له كل يوم أروع الوجبات الأساسية، وكل ما يتمناه.

كما تزامن موسم هذا العام مع موجة الغلاء العاتية فيحرص الناس بشدة على لملمة الحبوب وعدم التفريط بحباتها التي تعد كنزا لصاحبها.. وتنقل السبول والمحاجين إلى سقوف المنازل بعناية فائقة كونها تمثل القوت الضروري الذي سيصبح سعر القدح الواحد بـ 15 ألف ريال مجاراة لما تشهده الساحة العالمية من ارتفاع باهظ للغذاء، وتحديدا الحبوب الغذائية.

إجمال القول: تهانينا ومباركاتنا لكل يد حصدت ثمارها بحبات عرقها وأروت أرضها بدمها ودموعها ثمنا للقمة العيش النظيفة لتخطي الأزمة الغذائية والغلاء.. متمنين لمزارعينا الأفاضل عاما جديدا يعج ويتموج بالخيرات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى