حضرموت والتراث

> «الأيام» محمد سعيد الكثيري:

> منذ قرابة أربعة عقود ومسلسل التدمير والإهمال واللامبالاة لتراث وتاريخ حضرموت مازال مستمراً، الأمر الذي شكل ويشكل تهديداً خطيراً لهوية وثقافة حضرموت ساحلها وواديها. ومن أجل المساهمة الفاعلة في الحفاظ على تراث وتاريخ حضرموت من الضياع والاندثار قام العديد من أبناء حضرموت في الساحل والوادي بتأسيس العديد من الجمعيات والمؤسسات التراثية والتاريخية الأهلية والخاصة.

ومن بين أبرز المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية الحضرمية التي هدمت واندثرت منذ الاستقلال الوطني في الجنوب 30 نوفمبر 1967م دار سكرتارية حكومة الدولة القعيطية الحضرمية في حي البلاد بالمكلا ، حصن النقيب الكسادي في حي البلاد (سدة المكلا)، طمس معالم ساحات القصر السلطاني وهي ساحة التنس الأرضي في الجهة الغربية للقصر وساحة الحديقة السلطانية والمسبح السلطاني من جهة البحر والساحة الأمامية للقصر التي تحولت إلى حديقة بائسة وميتة، وهي الساحة التي حدثت فيها أحداث تاريخية مهمة، والتي كانت تقام فيها المهرجانات والاستعراضات السلطانية والحفلات الموسيقية والغنائية والأدبية والمسرحية، وكان يفترض أن تبقى الساحة كما هي وتقام فيها الاستعراضات العسكرية والشبابية والحفلات الموسيقية والغنائية والأدبية والمسرحية، التي كنا نشاهدها ونستمتع بها في أيام حكم الدولة القعيطية، وما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

كما تم طمس وتشويه الساحل الحضرمي الجميل الذي يمتد من منطقة خلف مروراً بمدينة المكلا العاصمة والقصر السلطاني وانتهاء بمنطقة فوه، إذ تم ردم هذا الساحل بالتراب وما زال الردم مستمرا، وتم مؤخراً تهديم أول مدرسة ثانوية في حضرموت قاطبة، وهي مدرسة ثانوية المكلا للبنين سابقاً (ثانوية بن شهاب حالياً)، وقد أسست هذه المدرسة في عام 1962م، وتم أيضاً تهديم مدرسة أبناء البادية بديس المكلا، وكانت هاتان المدرستان من المدارس العريقة في ساحل حضرموت، بل وحتى واديها. وكانت المدرستان لاتحتاجان سوى إلى الترميم فقط كونهما قويتين ومتينتين، ولكن يبدو أن هناك من هو مستفيد من هذا التهديم ولو على حساب تراثنا وتاريخنا.

ويتعرض القصر السلطاني لمدينة المكلا لخطر الاندثار والانهيار، إذا لم تتم المسارعة لترميمه وصيانته من قبل الجهات المسؤولة، كما يتعرض أيضاً حصن بن عياش في الشحر وحصن الرناد (قصر الحكم) في تريم وحصن خازوق بالمكلا لخطر الانهيار إذا لم يتم ترميمها بصورة عاجلة.

وما ذكرناه من المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في حضرموت وغيرها التي في طريقها للاندثار والطمس ماهو إلا غيض من فيض، فهناك الكثير من هذه المعالم التي لا يتسع المجال لذكرها هنا.

إن حضرموت اليوم الساحل والوادي تواجه خطر اندثار وضياع الكثير من تراثها وتاريخها بعد أن ضاع جزء ثمين وغال منه بسبب الإهمال والتجاهل والجهل وادعاء التطور والتجديد. وبناءً على ما تقدم ندعو أبناء حضوموت في الداخل والخارج إلى دعم الجهود الرسمية والشعبية الجادة والمخلصة التي تهدف إلى الحفاظ على تراث وتاريخ حضرموت من الضياع والاندثار.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى