باشراحيل: الأزمة المالية العالمية ستؤثر على المعونات المقدمة لليمن من الدول والمنظمات

> عدن «الأيام» خاص

> ألقى الأستاذ محمد عبدالله باشراحيل الخبير الاقتصادي اليمني في منظمة الأسكوا سابقا، محاضرة الخميس الماضي في البيت الثقافي للشباب والطلاب المدعوم من قبل الصندوق الوطني للديمقراطية ( NED) بمديرية خورمكسر، كرست للحديث عن (أثر الأزمة المالية والعالمية على اليمن).

استهل المحاضر حديثه حول الأزمة المالية العالمية بقوله : «إن الأزمة المالية العالمية ترتبط بالنظرية الرأسمالية التي كانت مرتبطة بمبدأ أخلاقي وإنساني، لكن الممارسات على الأرض لهذه النظرية خرجت عن هذا الإطار فتسببت بهزة لأركان هذه النظرية، وما وصلت إليه، حتى أن الذين كانوا ينادون بحرية الاقتصاد والتنافس وحرية آلية السوق أصبحوا يطالبون اليوم بضرورة تدخل الدول».

وأعاد الذاكرة إلى مرحلة وجود القطبين العالميين الاشتراكي والرأسمالي، فقال: «في الفترة التي كان فيها قطب النظرية الأولى (ويقصد بها الشيوعية) سقط نظامها، وبالنسبة للرأسمالية لم تسقط حتى الآن، لكن الأزمة المالية الحالية هزت أركانها، وبرزت المطالبة بضرورة إعادة أهم ركن فيها، وهو تدخل الدولة»، مشيرا إلى أنه «من المقرر أن يعقد مؤتمر قمة دولي لمناقشة الأزمة، سيجيب فيه المشاركون عن سؤال جوهري يتعلق بعمل النظام الرأسمالي، وإمكانية استمراره إذا ما تدخلت الدولة في السوق والاقتصاد والمالية، وكيف ستكون صورة هذا التدخل؟».

وقال في محاضرته: «العالم دوما وعبر التاريخ يعيش على قطبين أو أكثر ويختل التوازن عند بقاء قطب واحد ينفرد بالقرارات المتعلقة بكل شيء».

وأضاف: «عندما انفردت أمريكا كقطب واحد اختل التوازن وبرز الغرور لدى صناع القرار في أمريكا، حيث برز الانحراف في المبادئ التي كانوا يعملون عليها (الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان) دون مراعاة لحرية الرأي والتعددية على مستوى الأمم، وهذا هو وضع الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، والتي تشكل في ذات الوقت قوام الرأسمالية والعولمة، التي تهيمن اليوم على الاقتصاد والقوة العسكرية، وبرز العامل الثالث، ألا وهو الهيمنة على النفط». وقال: «إن الحرب على العراق كلفت الخزانة الأمريكية 3 مليون دولار كل ثلاث دقائق وفي الساعة 20 مليون دولار وفي اليوم نصف مليار دولار، وبسبب هذا الإنفاق اضطرت أمريكا أن تضع يدها على أذونات الخزانة، واتخاذ مجموعة من الإجراءات الأخرى، منها تقليص الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي إلى %2، وهو تخفيض لم يحصل في أي بلد في العالم، لأن تخفيض الفائدة يعني تشجيع الناس على مزيد من الاقتراض».

وواصل القول حول أسباب انفجار الأزمة المالية في أمريكا: «إن الإعصارات التي واجهتها مدن وولايات أمريكية بلغت خسائرها ترليونات من الدولارات»، مشيرا إلى أن هذه الخسائر تتحملها شركات التأمين الأمريكية، وهي أول من أعلن إفلاسه. وقال: «إن من آثار ونتائج الأزمة ما يحصل اليوم من استمرار في انخفاض أسعار الأسهم، والسبب يعود إلى غياب الثقة في الأيام الثلاثة الأولى للأزمة التي بلغت خسائرها (4 ترليونات) وثلاثمائة مليار دولار». ثم انتقل إلى أثر هذه الأزمة على اليمن، وقال في مقدمة حديثه: «إن الأزمة المالية العالمية ستؤثر على المعونات المقدمة لليمن من الدول والمنظمات»، مؤكدا أن «هناك أكثر من مليار دولار تتسلمها اليمن كهبات من هذه البلدان»، إضافة إلى آثار انخفاض النفط وتحويلات المغتربين. وقال وهو يستعرض الآثار التي ستواجه اليمن: «إن %90 من إيرادات اليمن تأتي من المحافظات الجنوبية، والإنفاق العسكري يزداد على حساب المشاريع وتحسين مستوى التعليم ومخرجاته وتحسين الخدمات الصحية والحياة المعيشية للناس».

وأكد أن «الفساد في اليمن سيزيد كأثر من آثار الأزمة المالية العالمية، حيث يعاني اليمن أصلا من تعقيدات ومشاكل لا حصر لها». وعلق قائلا: «إن لجنة مكافحة الفساد لها نفقات وميزانية وعلاوات، ومع ذلك لم نسمع بتقديم أي فاسد للمحكمة». وعلق على ما أورده مدير البنك المركزي اليمني الذي كان قد صرح بعدم وجود أية تأثيرات للأزمة المالية العالمية على اليمن والبنوك اليمنية قائلا: «هذه تصريحات سياسية لا علاقة لها بالاقتصاد، الصحيح أن اليمن ستتأثر بهذه الأزمة».

كما أشار في حديثه إلى أن البنوك الإسلامية تأثرت، ولكن بشكل محدود جدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى