د. بن حبتور:الأزمة المالية الحالية لن تنهي النظرية الرأسمالية ولكن قد تطورها

> عدن «الأيام» عبدربه البيضاني

> عقدت أمس بكلية العلوم الإدارية جامعة عدن حلقة النقاش العلمية حول (الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأمريكية وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي) التي نظمتها الجمعية اليمنية لخريجي ومنتسبي كليتي الاقتصاد والعلوم الإدارية بالتعاون مع جامعة عدن.

وقد ألقى د.عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن رئيس الجمعية في مستهل الحلقة النقاشية كلمة توجيهية وورقة علمية حول أسباب وتداعيات الأزمة المالية العالمية، تناول فيها أهمية الموضوع التي تتناوله حلقة النقاش، ومساهمة جامعة عدن بأساتذتها وطلابها مع الجمعية العلمية لخريجي ومنتسبي كليتي الاقتصاد والعلوم الإدارية في إثارة حوار علمي، وتوضيح كثير من الأجزاء غير الواضحة من الأزمة المالية الراهنة.

وأشار إلى أهمية البحث في حقيقة ما حدث في الأسواق المالية الأمريكية، تحديدا في سوق البورصة الأمريكية (وول ستريت).. موضحا أن المضاربات والمراهنات كانت أحد الأسباب الرئيسية التي أوصلت سوق الأوراق النقدية إلى هذه الأزمة الخطيرة على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. وأضاف أن أحد مسببات المشكلة المالية الراهنة يكمن في سياسات الإقراض غير المسئولة مع عدم القدرة على الإيفاء بالالتزامات والسداد لها، مستعرضا في كلمته تاريخ الأزمات والكوارث المالية التي شهدتها أمريكا منذ القرنين الماضيين، وأزمة الكساد المالي العالمي عام 1929، وتجلياتها، وكذا الأزمة الاقتصادية في أمريكا اللاتينية في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي، وغيرها من الأزمات التي عصفت بالعالم وقتذاك، وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي، وبروز دعوات لإقامة نظام مالي عالمي جديد، مشيرا إلى بروز دعوات كثيرة تطالب بالعودة إلى اعتماد نظريات اقتصادية قديمة أو بانتهاج نظريات جديدة بدلا من الاقتصاد الرأسمالي المثخن بالأزمات طوال تاريخه.

وتطرق في سياق كلمته إلى أن الأزمة المالية الحالية لن تنهي النظرية الرأسمالية، ولكن قد تطورها، وربما تتفتق عنها أفكار تطويرية جديدة لها.. مؤكدا أن المشكلات الاقتصادية العالمية لم يعد يقتصر الاهتمام بها على العلماء والباحثين ورجال المال والأعمال، بل أضحت تهم عامة الناس، باعتبارها تمس حياة كل إنسان.

من جهته قدم الشيخ محمد عمر بامشموس رئيس الغرفة التجارية والصناعية في عدن ورقة عمل للحلقة النقاشية، معنونة بـ (انعكاسات الأزمة على اقتصاديات الدول النامية وعلى وجه الخصوص الاقتصاد اليمني) تناول فيها بالعرض التاريخي الكوارث المالية الأمريكية منذ العام 1876، وبحث عن جذور الأزمة الراهنة، وتأثيرها على أسواق المال العربية، وتأثيرها غير المباشر على اليمن.

وخلص الشيخ بامشموس في مداخلته إلى وضع إجراءات جوهرية لتجنب الآثار السيئة للأزمة، منها ترسيخ الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتدعيم العمل المؤسسي، ومبدأ الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، ووضع خطط تنموية بالاستفادة من الموارد المتاحة.

وتحت عنوان (الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على الاقتصاد اليمني) قدم د.جعفر حسين منيعم، من جامعة عدن، في ورقته العلمية عددا من المعالجات التي ينبغي اتخاذها، وتشمل الاستخدام الصحيح للقروض والهبات ومحاربة الفساد وتنويع قاعدة الاقتصاد. وتناول الدكتور صالح عودة سعيد، رئيس قسم إدارة الأعمال بجامعة الحديدة، في ورقته العلمية آثار الأزمة المالية العالمية على المصارف العربية، مستعرضا النتائج المتوقعة للأزمة المالية العالمية، وتداعياتها المحتملة التي ستؤثر سلبا على معدلات التضخم وظهور دعوات لإقامة نظام مالي عالمي جديد.

من جانبه قدم د.محمد المتيوتي، رئيس قسم إدارة الأعمال بجامعة إب، ورقته الموسومة (الأزمة المالية العالمية.. التداعيات، الأسباب، النتائج) حدد فيها بدايات الأزمة في التوسع الهائل بمنحى القروض العقارية في السوق الأمريكية، وصنف أسباب الأزمة الحالية إلى صنفين: مباشرة تتعلق بالوضع الاقتصادي والمالي الأمريكي منذ فترة طويلة وحتى الآن، وأسباب غير مباشرة تمثلت في انشغال الإدارة الأمريكية بالسياسات الخارجية والهيمنة العدوانية وإهمال الوضع الاقتصادي الداخلي.

كما قدم د.محمد حسين حلبوب، من كلية الاقتصاد بجامعة عدن، ورقة بعنوان (الأزمة المالية العالمية وآثارها المتوقعة على الاقتصاد اليمني)، تناول فيها ظهور الأزمة وتطورها إلى أزمة مالية عالمية، وتداعياتها وآثارها المتوقعة على الاقتصاد اليمني، وكيفية الحد منها، مشيرا إلى أن اليمن سيتحمل آثارا سلبية غير مباشرة جراء الأزمة العالمية، مما يستدعي ضرورة تقييم التوجهات الاقتصادية الحالية بالاستفادة من المعالجات التي طرحها خبراء الاقتصاد اليمنيين في هذا الشأن.

عقب ذلك قدمت عدد من المداخلات والإضافات القيمة من قبل أساتذة الاقتصاد والمهتمين وطلاب الدراسات العليا بكليتي الاقتصاد والعلوم الإدارية، تطرقت إلى أهمية الموضوع وضرورة توسيع المشاركة والحوار حوله لبلورة رؤية وطنية شاملة للحد من تداعيات الأزمة وتلافي تأثيراتها على اليمن.

رأس حلقة النقاش وأدارها د.أحمد صالح منصر أمين عام جامعة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى