الفنان المسرحي محمد علي ميسري في حوار مع «الأيام»:في أبين لاتوجد مراكز ثقافية ولا مكتبات والمسئولون لايهتمون بالجوانب الثقافية والإبداعية

> «الأيام» محمد صالح الداحمة:

> بعد التكريم الذي حظي به الفنان القدير محمد علي ميسري من قبل محافظة عدن ممثلة بالدكتور عدنان الجفري محافظ المحافظة بمناسبة الذكرى الـ 45 لثورة 14 أكتوبر بقاعة ابن خلدون بكلية الآداب جامعة عدن، التقاه مندوب «الأيام» في مودية وأجرى معه هذا الحوار:

< كرمت في مناسبة عظيمة.. فماذا يعني لك هذا التكريم؟.

- تكريمنا في هذه المناسبة (الذكرى الـ45 لثورة 14 أكتوبر) له العديد من المعاني والدلالات، وأعتقد أن أهمها هو تحفيز المبدع لمزيد من الإبداع الفني، وجودة وتحسين إنتاجه الفني لتظل علاقته بجمهوره جيدة ومستمرة.

< وهل كان التكريم بالمستوى المطلوب؟.

- في كل الأحوال ما يعتمل في بلادنا من تكريم لايسمو إلى درجة التكريم الحقيقي، وتكريمنا في الحقيقة لم يكن ينسجم وعظمة الحدث الذي كرمنا فيه، وأيضا لايليق بمستوى ما أسهمنا به خلال مسيرتنا الفنية والإبداعية، وقد اعتذر لي الأستاذ عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة عدن على ما صاحب هذا التكريم من قصور.

< وما هي أهم أسس التكريم؟.

- طبعا التكريم في حقيقته هو الاهتمام بمعيشة المبدع وصحته وجمع وتوثيق أعماله، سواء أكانت غنائية أم قصصية أم شعرية، وغيرها، وليس التكريم بحفنة من الريالات لاتسمن ولاتغني من جوع، ولكن ما تم أحسن من لا شيء!، وعلى القائمين على ذلك التنبه لمثل هذه الأخطاء.

< هل شاركت في حفل التكريم؟.

- لم يطلب مني المشاركة لأن الوقت كان ضيقا، إضافة إلى ذلك كان الحفل هزيلا ولايليق بمستوى المناسبة، لأن الحفل قدم بشكل مخدرة، حتى أن الفنانين الذين شاركو هم فنانو حفلات أعراس، فلم نشاهد أنشودة جماعية ولا رقصة ولا أغنية وطنية جديدة تعبر عن المناسبة، ويظهر أن هناك مقاطعة لمثل هذه الاحتفالات من قبل الفنانين البارزين.

< كرمت في عام 2004 في صنعاء، وكرمت في 2008 في عدن، ولم نسمع عن تكريمك في محافظتك أبين التي نشأت فيها وقدمت فيها أبرز نشاطاتك منذ عام 1995.. فما هو السبب؟

- الحقيقة أن هذا السؤال وجه لي من قبل بعض الصحف في ليلة التكريم، ورددت عليه: إن هذا السؤال يوجه إلى المسئولين في محافظة أبين فهم المعنيون بالإجابة.

واسمح لي أن أقول لك إن الأخوة المسئولين في محافظة أبين لايهتمون بالجوانب الثقافية والإبداعية في المحافظة، ولذا تجدهم لايهتمون بالمبدعين والمثقفين، فلو زرت كل المديريات في المحافظة فإنك لاتجد فيها مراكز ثقافية ولا مكتبات مثل تلك التي كانت سابقا، فكلها انتهت بعد 94م، وبعضها نهبت، وأما دُوْر السينما فقد نسفت، وإذا زرت إدارة الثقافة في عاصمة المحافظة واطلعت على أوضاعها لوجدتها أطلالا تبكي حظها.. والموضوع لايحتاج إلى دليل، لأنني أنا كنت أحد المسئولين في المراكز، وبالذات في مديرية مودية، ورأيت بأم عيني إحراق المكتبة ونهب المركز الثقافي ونسف السينما!.

< لكن الآن لديكم محافظ جديد وعنده من الأفكار الجديدة والبرامج والخطط التي تساعد على عملية التغيير على مستوى كل الصعد.. فماذا تقول؟.

- المحافظ الجديد لديه الطموح والمشاريع التي ربما تهدف إلى انتشال المحافظة والنهوض بها إلى المكانة التي تليق بها، إلا أننا نسمع أنه حاليا يواجه الكثير من العوائق والإرباكات التي إذا ظلت كما هي فربما لايستطيع الوفاء بما وعد به أبناء محافظته، ولكن على أبناء المحافظة كافة الوقوف إلى جانبه حتى يتخطى كل الصعاب والعوائق، فبتعاون الجميع سيتحقق ما نصبو إليه.

< وماذا عن حالتك الصحية، وكيف تعايشت مع المرض منذ البداية؟.

- الحمد لله على كل حال، ولا أخفي عليك، في البداية لم أستطع تحمل الواقع، وتعبت صحيا ونفسيا، ولكن عندما رأيت أن هناك أطفالا يعانون من مرض الفشل الكلوي ويغسلون دائما في مركز المستشفى حمدت الله كثيرا، ومثل مايقول المثل «من رأى بلوة غيره هانت عليه بلوته»، وأنا الآن أواصل عملية الغسيل الكلوي، وأنتظر لفتة الدولة لتقديم ما يمكن تقديمه لمواجهة تكاليف العلاج، لكون راتبي التقاعدي هو (30.000 ريال) فقط، ولايفي بهذا الغرض.

< هل من كلمة أخيرة؟

- أشكر صحيفة «الأيام» على هذا الحضور المستمر واهتمامها بالمبدعين، ولولاها لما اطلع أحد على ما نعانيه، ونتمنى لهذا المنبر الحر المزيد من التقدم والنجاح.. كما نقول للأستاذين هشام وتمام باشراحيل كنتما خير خلف لخير سلف، وقلوبنا معكم، ونحن واثقون من أنكم أكبر وأقوى مما يحاك ضدكم!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى