كيف غرقت الأندية الكبرى في الديون؟

> عواصم «الأيام الرياضي» وكالات :

>
تنحصر أحلام المحامي يوخينيو برافو في جمع مليار توقيع من جماهير ريال مدريد حول العالم للتخلص من الرئيس الحالي للفريق رامون كالديرون بعدما وصلت ديون النادي إلى 300 مليون يورو (نحو 408 مليون دولار) بحسب تقديراته.

برافو يرى أن كالديرون لم يعد قادرا على قيادة سفينة الفريق الملكي ومساعدته على التخلص من الديون بل أغرق النادي في ديون أخرى.

محاولة برافو جاءت مع تدهور الأحوال الإقتصادية في العالم، ولا يعد الفريق الملكي هو الوحيد الذي يعاني من الديون بل على العكس فإن حالته أفضل كثيرا من رباعي انجلترا مانشستر يونايتد وآرسنال وتشيلسي وليفربول وجاره اللدود أتلتيكو مدريد المطالب بدفع 120 مليون يورو (نحو 163.1 مليون دولار) كديون قبل نهاية عام 2009.

ريال مدريد

الديون على الفريق الملكي وصلت إلى 300 مليون يورو منها الجزء الأكبر لصالح التأمينات الإجتماعية الإسبانية إذ يعتبر كل لاعب بمثابة موظف ويتوجب حصوله على تأمينات، ويقوم النادي بدفع هذه التكاليف بداية من عامل النظافة وحتى مدير النادي.

بقية الديون بدأت عندما حاول فلورنتينو بيريث بناء ما يعرف بإسم «الجالاكتيكوس» فأنفق مئات الملايين لبناء فريق فشل في الفوز بأي بطولة.

حقق النادي مكاسب مادية من عوائد بيع منتجات تحمل أسماء نجوم بحجم الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والانجليزي ديفيد بيكام والإسباني راؤول جونزاليس، غير أن الفوائد لدى البنوك كانت في ارتفاع مستمر.

وعلى الرغم من أن الفريق في عهد كالديرون عادت إليه ذاكرة الفوز بالبطولات عندما اقتنص بطولة الدوري للموسمين الماضيين غير أن الديون زادت بسبب تراجع بيع منتجات الفريق مقارنة بأيام بيريث وكوكبة نجومه.

وبالنظر إلى باقي الأندية الإسبانية نجد أن الصغار يتألمون للأوضاع المالية في إسبانيا التي تعاني من تراجع اقتصادي كبير على مدار الأعوام الماضية.

فنادي ليفانتي فكر في الانسحاب خلال الموسم الماضي إذ كاد النادي يشهر إفلاسه بعد فشله في دفع رواتب اللاعبين، وننتظر حتى نهاية الموسم لنرى كيف سيتصرف أتلتيكو وهو مطالب بدفع ديونه كاملة.

تشيلسي

عندما قام الروسي رومان أبراموفيتش تساءل العديد لماذا قام بشراء النادي وتكبد الخسائر المادية.

ولكن في حقيقة الأمر أن أبراموفيتش قدم قرضا إلى تشيلسي قدره 578 مليون جنيه إسترليني (نحو مليار وستة ملايين دولار) بدون فائدة، وهو ما يعني أنه في الوقت الذي يفقد فيه الروسي اهتمامه بالكرة سيجبر النادي على استرجاع جميع أمواله خلال 18 شهرا.

الفريق اللندني مازالت الديون تتراكم عليه بسبب عملية شراء اللاعبين الذي قام بها النادي خلال الأعوام الخمسة الماضية.

فعلى سبيل المثال فإن أبراموفيتش دفع 24 مليون جنيه إسترليني مقابل شراء الإيفواري ديدييه دروجبا، وفي حالة رحيل اللاعب عن النادي بعد انتهاء عقده فإن النادي سترتفع مديونيته بمقدار 24 مليون جنيه لرجل الأعمال الروسي.

ومنذ أن قام أبراموفيتش بشراء النادي وعقد الفريق العديد من الصفقات التي خسر فيها أموالا طائلة بعد ذلك، ووصلت ديون النادي حاليا إلى 736 مليون جنيه (نحو مليار و281 مليون دولار).

المكاسب التي يحققها الزرق من المشاركة في دوري أبطال أوروبا أو عوائد بيع مباريات الفريق تكاد تكفي رواتب اللاعبين والديون التي تم جدولتها ويقوم النادي بدفعها بانتظام إلى أبراموفيتش.

ويأمل بيتر كينيون المدير التنفيذي للزرق أن يستطيع النادي بحلول موسم 2009-2010 دفع جميع ديونه.

مانشستر يونايتد

كانت جماهير مانشستر محقة في المظاهرات الذي قامت بها من أجل منع يبع النادي لمالكوم جليزر عام 2005.

فعندما اشترى الأمريكي النادي اقترض 152 مليون جنيه إسترليني من البنوك وحولها بعد ذلك على حساب مانشستر، فأصبح النادي يدفع أقساط الديون بالإضافة إلى الفائدة الكبيرة، لتصل الفائدة إلى 81 مليون جنيه عام 2007.

ذلك بالإضافة إلى 660 مليون جنيه نتيجة القروض التي قام بها رجل الأعمال الأمريكي من أجل تمويل شرائه للنادي.

وربما ساعد الشياطين الحمر قليلا فوزهم بدوري أبطال أوروبا والدوري في الموسم الماضي، ولكن ديون النادي وصلت إلى 764 مليون جنيه (نحو مليار و331 مليون دولار).

ليفربول وآرسنال

الوضع في ليفربول أشبه إلى حد ما بنظيره في مانشستر، فعندما قام الثنائي الأمريكي توم هيكس وجورج جيليت بشراء النادي اقترضا 298 مليون جنيه إسترليني (نحو 519.1 مليون دولار) من بنك اسكتلندا بفائدة سنوية 21.5 مليون جنيه وهي فائدة تفوق 1.5% عن الفائدة الطبيعية.

ولكن الثنائي الأمريكي حمل الحمر الفائدة السنوية، وعندما أرسل الثنائي إلى حاملي الأسهم قبل شراء النادي أكد أنه سيقوم باقتراض 298 مليون منها 185 مليون لشراء الجزء الأكبر من الأسهم مقابل 174 مليون بالإضافة إلى المصاريف الإدارية الأخرى، و113 مليون أخرى لسداد ديون النادي ووضع حجر الأساس لبناء ملعب للفريق..وأكد هيكس وجيليت أنهما سيقترضان 200 مليون أخرى لاستكمال عملية بناء الملعب الذي يتسع لـ60 ألف متفرج.

ويعتبر وضع المدفعجية أفضل بكل المقاييس، فديون الفريق تتلخص في قروض بناء استاد الإمارات إذ ارتفعت ديون النادي بنسبة 100 مليون جنيه بانتهاء جميع أعمال البناء الخاصة بالملعب.

بالنظر إلى ألمانيا وفرنسا على وجه الدقة نرى أن الأوضاع أكثر صرامة وهو ما قد يجعلهما في نظر العديد من محبي الكرة في المستوى الثاني خلف إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا.

ألمانيا

تبلغ ديون أندية الدرجة الأولى والثانية للدوري الألماني 662.5 مليون يورو (900.8 مليون دولار) – الديون كانت 921 مليون دولار بنهاية موسم 2005-2006، وهو لا يقارن نهائيا بديون الأندية الإنجليزية.

أندية الدوري الألماني تكون بنهاية كل موسم ملزمة بتقديم إقرارات مالية من البنوك التي تتعامل معها للاتحاد الألماني توضح موقفها المالي قبل المشاركة في الموسم التالي..ويعد دين نادي هيرتا برلين هو الأكبر بين أندية القسم الأول إذ يبلغ 24.7 مليون جنيه إسترليني (نحو 43 مليون دولار)، ولم يستطع النادي المشاركة هذا الموسم إلا بعد تقديم تقرير مفصل عن ديونه لدى البنوك وكيفية تسديدها وهو ما يختلف عن إسبانيا على سبيل المثال فالاتحاد الألماني يعرف كل كبيرة وصغيرة عن ديون أنديته.

ولعل ما حدث مع ميونيخ 1860 وكايزرسلاوترن هو توضيح لمعاملات الاتحاد، فالأول اضطر إلى بيع نصيبه في ملعب أليانتس أرينا من أجل تأمين مشاركته في الدوري، والثاني اضطر إلى بيع الملعب للسبب نفسه.

النقطة الثانية في تعاملات الأندية وإدارتها أن الاتحاد يمنع أي فرد الحصول على أكثر من 49% من الأسهم وهو ما يلغي فكرة ملكية الأندية إلى أفراد.

النقطة الثالثة هي المنطقة الحمراء، أي ناد في أندية الدرجة الأولى والثانية إذا وصلت ديونه إلى المنطقة الحمراء والتي يقوم بتحديدها الاتحاد الألماني يتم منعه من شراء اللاعبين، ويقوم بالشراء في حالة بيعه لأحد لاعبيه بمبلغ أكبر أو على الأقل يساوي المبلغ سيتم دفعه من أجل التعاقد مع لاعب جديد.

فرنسا

الأمور في فرنسا تتشابه مع ألمانيا، فعلى الرغم من السطوة الإعلامية لأندية مثل موناكو ومرسيليا، فكانا في طريقهما للهبوط إلى الدرجة الثانية بسبب مشاكلهما المادية.

موناكو تعرض لأزمة كبيرة عام 2003 في أعقاب رحيل رئيس النادي جان-لويس كامبورا وفشل الفريق في إيجاد مستثمرين جدد.

وبحلول نهاية كل موسم تخرج الأندية لتعلن مكاسبها التي حققتها عن طريق الفوز بالبطولات أو عن طريق أرباح البث التليفزيوني أو الإعلانات، ولكن هذه المكاسب في الحقيقة قبل دفع الديون ورواتب اللاعبين.

وجاء إعلان ديفيد تريسمان رئيس الاتحاد الإنجليزي بوجود ديون 3 مليارات جنيه إسترليني

فهل يفتح إعلان تريسمان الباب لعملية انتقال رأس المال من جانب الخليجيين والذين أبدوا رغبتهم في إنقاذ العديد من الأندية الإنجليزية وتحويلها إلى مؤسسات مالية تحقق مكاسب مالية وترضي غرور جماهيرها بالمنافسة على البطولات.. ومن سيكون الضحية القادمة للاتحاد الأوروبي هل تكون الأندية أم أنها نهاية ملكية الفرد الواحد للأندية، وهل تنظر الأندية الإنجليزية والإسبانية إلى التجربة الألمانية والفرنسية أم تكون شهوة الفوز بالبطولات واجتذاب أنظار العالم أهم من الأوضاع المالية المستقرة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى