مركز الزهرة الطبي بدارسعد.. أنموذج للعمل الإنساني الخيّر لخدمة الفقراء

> عدن «الأيام» خاص

>
ساقتني المصادفات إلى مركز الزهرة الطبي بدارسعد، فوجدت خلية نحل من الأطباء والممرضين والعاملين يقدمون خدمات طبية إنسانية مجانية، في زمن أصبحت فيه كلمة (مجانا) من مفردات الماضي البعيد والجميل.

عندما ولجت إلى المركز شدَّني التنظيم في الأداء.. الاستقبال والمعاينة والتشخيص والعلاج، ولم تغب عن عيني نظافة المركز، وفوق ذلك- وهو المهم- أن هذا المركز وهو يقدم هذه الخدمات الطبية العلاجية مجانا (لوجه الله) للمواطنين من ذوي الدخل المحدود من أحياء دارسعد الفقيرة، يستقبل القائمون عليه المرضى من بسطاء الناس دون تبرم وضيق صدر، أو كما يقول إخوتنا اللبنانيون (فش خلق).

ولايقتصر الأمر على معاينة الحالات المرضية التي يستقبلها المركز على (نوبتين) صباحية ومسائية- تبلغ حسب ما هو مدون في سجلات المركز أكثر من (60) حالة- وإنما يقدم المركز لهؤلاء المرضى العلاج اللازم من الأدوية التي تتوفر للمركز بجهود القائمين عليه، ومن دعم الخيرين من أصحاب الأيدي البيضاء، بينما يستقبل قسم الولادة ما بين (3 - 4) حالات ولادة على مدار الساعة.

سوف نكتشف- الآن- أن ليس وراء هذا العمل الإنساني النبيل- ويا للعزم!!- منظمة حكومية أو أهلية، ولا بيت من بيوت التجارة ولا حزب سياسي أو تنظيم، وإنما وراءه امرأة هي أنموذج للمراة اليمنية المثقفة والمتعلمة والعاملة.. إنها القاضية زهرة خليل، وهي قد عقدت العزم على تخصيص الطابق الأرضي من الفيلا الخاصة بها لإقامة المركز الطبي الذي بدأ العمل فيه تزامنا مع بداية شهر رمضان الفضيل، وتقتطع من وقت راحتها الساعات الطويلة للإشراف على ديمومة وعمل المركز، بينما تسخر راتب زوجها- رحمه الله- لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى، في حين يبذل العاملون- الذين يشكلون فريق عمل لاتنقصه الفدائية والمبادرة- كل طاقاتهم لهذا العمل الكبير والنبيل، ويتقاسمون السراء والضراء مع صاحبة المشروع القاضية زهرة في سبيل تأدية خدمة طبية لأكثر الناس حاجة ولأكثر الناس فقرا في هذه المحافظة، حيث تنتشر كثير من الأمراض كالملاريا والإسهال وفقر الدم وغيرها.. نظرا للأوضاع البيئية القائمة.

وقد أعجبني قول القاضية زهرة إنها «تشعر بالسعادة حين ترى طفلا شاحبا ضامرا يسعف إلى المركز، ثم تتغير حالته وهيئته إلى الأحسن بعد أن يتلقى العلاج اللازم من المغذيات والأدوية».

إن ألق العمل الخيري الإنساني المجرد، إلا من وجه الله ولصالح الناس، يكاد يكون عنوان الرسالة التي يضطلع بها مركز الزهرة الطبي الذي يعمل في ظروف صعبة تتطلب من الجميع- هيئات الحكم المحلي وإدارة الصحة بالمحافظة والمنظمات الأهلية والجمعيات الخيرية والشخصيات الاعتبارية ذات المقدرة- تقديم الدعم والإسناد والعون لتجربة إنسانية في مجال حيوي من مجالات الخدمة الاجتماعية، خدمة لشريحة مهمة من شرائح مجتمعنا تجد المواساة والرعاية والخدمة الطبية المجانية في هذا المركز، حتى نحقق نوعا من التكافل والتضامن الاجتماعي.

ونشد على أيدي القائمين على مركز الزهرة، وفي المقدمة صاحبة المبادرة والفضل في إنجاح هذا العمل الخيري القاضية زهرة خليل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى