وقفة مع الزمن

> «الأيام» علي حيدرة /صحافة وإعلام - جامعة عدن

> محروقو الشمس تغزل خيوطها الذهبية، وتجر أذيالها نحو الغروب- وهو الوقت المفضل لدي للتفكير عندما أكون منفردا- جالت بخاطري أفكار، واستعرضت ذاكرتي مقتطفات ولمحات من الماضي الجميل، بحثت في نفسي عن معنى الحرية التي كنا نتمتع بها أيام الطفولة، عندما كنا نتخاصم أحيانا ونتصالح أحيانا أخرى، ولكن كانت البراءة هي سيدة الموقف، وهي من تحكمنا في تصرفاتنا وحتى طريقة لعبنا.

أخذت أستعيد لحظات من ميادين الحياة وفصول الزمن الماضي، فوجدت أنه تغير كل شيء، وأصبحنا في زمن يختلف عن سابقه في كل شيء.. بريق التفاؤل الذي كان يشع من نظراتنا الحالمة قد خفت، وقناديل الأمل التي كانت تضيء لنا الطريق قد تلاشت وانطفأت، حتى الصديق الذي كنت أشكو إليه همومي وأبوح له بأسراري، قد تحول اليوم إلى عدو يضمر لي المكائد ويبوح بأسراري في المجالس العامة.

تذكرت بأسى صروح العلم التي انطلقنا منها في الفضاء الرحب لتحقيق الحلم المنشود، وقد تحولت إلى شبه أطلال خاوية على عروشها.. تذكرت الحافلات التي كانت تقلنا إلى المدرسة ونحن نزغرد كالعصافير البريئة تحلم بمستقبل أصبح اليوم مجرد أضغاث أحلام.. تذكرت أنشودة «دفاتري، دفاتري بها انشراح خاطري..» عندما كان صداها يتردد بين الفصول، وقد تحولت تلك الدفاتر التي كنا نرسم على خطوطها طريق المستقبل إلى صفحات نشاهدها على زمن كان فأصبح الان في دروب الذكريات.

تذكرت الحماس الذي كان يلتهب في نفوسنا عندما كنا شموعا مضيئة وقد حولنا الزمن اليوم إلى اشباح وعقول فارغة المحتوى.

هذه هي وقفة مع الزمن بين فترتين من العمر اختلفت فيما بينهما في كل شيء ولكن يبقى لنا بصيص امل يشع بنوره الخافت ليضيء لنا الطريق لنكمل رحلة العمر على قطار الزمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى