المأساة والأمل في بناء الشباب والرياضة

> «الأيام الرياضي» بدر عبده الشيباني:

> لا يختلف أي وطني مع نفسه بأن مجال الشباب والرياضة يعاني تدهوراً مزمناً واضحاً دون معالجة منذ زمن طويل في ظل الفوضى والعشوائية التي تتمثل في القرارات إلى بناء المنشآت الرياضية والإهدار للمال العام بالمليارات من خزانة الدولة.

ولم تحقق أية مردودات إيجابية يشهد عليها واقع الإخفاقات التي تستمر كنتيجة طبيعية لتركيبة بعض مؤسسات ووزارات الدولة التي لا تعتمد على الاستفادة من التخصص والخبرة في اختيار قياداتها القادرة على انتشال أوضاعها وتحقيق تغييرات نحو الأفضل وإلى عدم إعارة الدولة أي اهتمام بالمعالجات وليس هناك أكثر دلالة على ذلك سوى الآتي :

1- ليس هناك أكثر مرارة مما يذوقه شبابنا في المنتخبات الوطنية لكرة القدم وفي الألعاب الرياضية الأخرى عندما تهدر مواهبهم وقدراتهم وطاقاتهم هباء وينكس علم بلادهم، ليس بسبب الهزائم والخروج المبكر من المنافسات الرياضية ولكن بسبب عشوائية التحضير والإعداد الناتج عن غياب القيادات المؤهلة والمتخصصة في مجال كل لعبة والقادرة على وضع التخطيط للبرامج المؤهلة لإيجاد منتخبات حقيقية تنمي قدراتهم وتحقق طموحاتهم وأحلامنا معهم .

2- ما دار حول مدرب المنتخب الوطني، ولا في نجاح أو فشل المدرب أو منتخبنا الوطني هي القضية فالقضية الجوهرية تكمن في عشوائية التحضير والإعداد المخطط ، بالأمس اختاروا(مدرباً) ومن هي جهة الاختيار سيتحدد لنا مستوى المدرب الذي سلموه (كومة) من اللاعبين والسفر بهم خارجيا يدربهم ويعدهم قبل شهرين من منافسات خليجي (19) ومع ذلك قبل المهمة ..ولنقارن ذلك بالمدربين الأكفاء الحقيقيين الذين حرصوا في التواجد في الملاعب ليختاروا لاعبي المنتخب الوطني، وكيف استبعد راؤول وبيكام من منتخباتهم !!

3- وفي الطريق إلى أولمبياد بكين كانت الفضيحة أشد من فضيحة منتخبنا للناشئين تصوروا قبل عشرة أيام من الأولمبياد اختاروا خمسة لاعبين فقط يمثلون بلدنا في ألعاب محددة خرجوا جميعهم في التصفيات وقهرت نفوسهم وقدراتهم فقد زجوا بهم في معترك منافسات دولية دون إعداد ولا مدربين ودون وازع من ضمير.. وتحول بعض المرافقين إلى مدربين .

4- دولة الصين بكل عظمة إمكانياتها عرضت استادها الرياضي (للمناقصة الدولية) لما يحتاجه من إقامة المنشآت الرياضية من مواصفات ومعايير محددة دولياً لاتمتلكها غير جهات (متخصصة وقادرة) على وضع المخططات والرسوم للمنشأة وتنفذها بشكل متكامل من البناء حتى العشب والمعدات وهكذا تبني الدول أوطانها.

5- على الرغم من تقرير اللجنة البرلمانية حول عدم صلاحية ومواصفات ماتم إنشاؤه من صالات رياضية في ثلاث محافظات من قبل مقاولين غير متخصصين وبالرغم من بلوغ ملعب تعز سبع سنوات تحت الإنشاء وخروج مخطط بنائه عشرة أمتار إلى مجرى «سيل» لازالت وزارة الشباب والرياضة تصر بالسير على نفس النهج في إصدار إعلانات مناقصات لعدد (15) مشروع رياضي خلال أكتوبر الماضي تثير العجب والغضب من إهدار الأموال العامة تتولى فيها جهات غير متخصصة مجدداً تقسيم المنشأة الواحدة إلى عدة (مقاولات) واحد للبناء وواحد للطلاء وآخر للتعشيب وآخر للتسقية وآخر للإضاءة وآخر لجز العشب وآخر للكراسي وآخرللأمياز وآخر لشباك الجول وآخر لأعمدة الجول، ولكل واحد وصلة وقطعة ونصيب!!

6- بعد ست سنوات صمت توصلت اللجان العليا والصغرى ممثلة لجهات لا علاقة لها بالشباب والرياضة وبعد سفريات عدة إلى عدم إمكانية استضافة خليجي عشرين لاستحالة الإيواء وإنشاء استاد رياضي في عدن وفجأة حلت مشكلة الإيواء في أرض أبو حربة وتحول الاستاد الرياضي إلى ملعب أبين وابتعد أربع ساعات ذهاباً وإياباً عن مركز الدورة عدن.

7- حسب ماتشير التقارير المنشورة لوزارة الشباب والرياضة بأن إجمالي المبالغ التي أنفقتها في مجال إنشاء المرافق الرياضية (فقط) بلغت خمسين مليار ريال التي لن تجدي نفعاً من دون أن يوازيها بناء البنى الأساسية لها !!.

إن الهدف الأساسي من كل ما أشير إليه سلفاً التأكيد لدولتنا بأن العشوائية بدلاً من التخطيط،إهدار للمال العام لمرافق غير مؤهلة لإقناعها بأنه آن الأوان لبلادنا لانتشال حال الشباب والرياضة،فالرياضيون والشباب أكثر إلحاحا من الجميع في إجراء ذلك، فالعمل المرتجل لايثمر ولن تحقق أهدافه من دون برامج عمل مخططة وتقييم دوري، ولن يتم بغير هذه الأسس (كاملة) دون تجزئتها ومخرجنا الوحيد فقط مايلي :

أولاً:التحلي بالروح الوطنية لكامل الوطن اليمني.

ثانياً:وضع استراتيجية وطنية تعتمد على البرامج المخططة والتقييم الدوري لها، يشارك في وضعها كافة ممثلي الجهات ذات العلاقة بالشباب والرياضة ويجري ترشيحهم من قبلها (الاتحادات الرياضية، الأندية، الجامعات، المعاهد، المدارس، اتحادات الشباب والطلاب والمرأة، ووزارتي التربية والتعليم والفني، والمختصين والخبرات من ذوي العلاقة).

ثالثاً:تأهيل كافة ملاعب المدارس والجامعات الرسمية وتوفير مستلزماتها وصيانتها دورياً .

رابعاً : تقدم الأندية والاتحادات الرياضية مرشحيها من ذوي الخبرات وقدامى اللاعبين لتبوء وظائف مدرسي رياضة في المرافق التعليمية وإرسالهم وفق برنامج تأهيل وتدريب تخصصي كمدربين في كافة الألعاب الرياضية.

خامساً : إدخال مادة الرياضة إلى المنهج الدراسي والاستفادة من العطلة الصيفية بإقامة المنافسات في كل مجالات الألعاب الرياضية المختلفة.

سادساً : تأسيس الملاعب التخصصية وتوفير المستلزمات الرياضية لكافة الألعاب منها الجمباز والرماية والهوكي والرمح والسباحة ورمي القرص والجلة والمطرقة والقفز بالزانة والوثب بأنواعه وغيرها كثير جداً.

سابعاً : إجراء انتخابات جديدة (دون تدخل) لكافة الأندية التـي ستقدم (مرشحيها) لانتـخابات الاتحادات الرياضية .

من هنا تكون البداية والولوج نحو عهد جديد لبناء مجال الشباب والرياضة الحيوي والهام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى