أوباما يفوز بسبب رسالة تدعو إلى التغيير

> واشنطن «الأيام» ستيف هولاند:

>
فاز باراك اوباما برئاسة الولايات المتحدة وصنع تاريخا برسالة ثابتة فحواها إحداث تغيير بالبلاد المتعطشة اليه.

وأدار أول رئيس اسود منتخب للولايات المتحدة الأمريكية حملة لاتشوبها شائبة تقريبا وأثبت قدرته على الاحتفاظ بهدوئه عند تعرضه لانتقادات لاذعة على مدار الحملة وخلال ثلاث مناظرات مع المرشح الجمهوري المهزوم جون مكين.

وقال اوباما لحشد من أنصاره المهللين في شيكاجو عقب فوزه «كان هذا متوقعا أن يحدث منذ فترة طويلة لكن الليلة ونتيجة لما فعلناه اليوم في هذه الانتخابات..في هذه اللحظة الفاصلة أتي التغيير الى امريكا».

وخاض الانتخابات الرئاسية في ظل أفضل ظروف ممكن أن يخوض فيها سياسي الانتخابات ضد الحزب المنتهية ولايته فالبلاد موزعة بين حربين وعلى شفا كساد بما في ذلك انهيار بورصة وول ستريت الذي رقى الى مستوى المفاجأة في اكتوبر.

وقال لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا «لقد فاز لأنه المرشح الديمقراطي في عام مثالي للديمقراطيين». ولم يكن الرئيس جورج بوش ضمن المرشحين للانتخابات لكن من المؤكد أنه بدا كذلك.

فقد ربط اوباما بين مكين وبوش في كل مناسبة حتى على الرغم من أن عضوي الحزب الجمهوري لايحبان بعضهما بعضا بشكل خاص فضلا عن الخلافات بين مكين وبوش في عدة قضايا مهمة. ولم يحدث هذا فرقا.كان على اوباما أن يستمر في طرح حقيقة أن سناتور اريزونا صوت مؤيدا لبوش في 90 بالمئة من الوقت.

واستطاع اوباما أن يضع نفسه في منطقة وسطى حيث نجح في الإفلات من هجمات مكين على سجل تصويته الليبرالي كعضو بمجلس الشيوخ من ايلينوي وجمع مبالغ مالية كبيرة للإعلانات التلفزيونية التي حولته بلا شك الى شخصية شهيرة.

وقالت ليز تشادر دون واضعة الاستراتيجيات بالحزب الديمقراطي «أدار حملة شبه خالية من الأخطاء وتمسك برسالة كانت نبرتها ملائمة بكل تأكيد». وأثر انخفاض معدل شعبية بوش الى أقل من 30 في المئة على مكين سلبا.

وعلى الرغم من تحسن الصورة الأمنية في حرب العراق التي يقودها بوش ورد فعل إدارته السريع على الأزمة المالية كان الأمريكيون مستعدين لطي الصفحة.

وقال جيم دافي واضع الاستراتيجيات بالحزب الديمقراطي «اوباما استغل فكرة أننا لا نستطيع تحمل أربع سنوات أخرى.. أعتقد أن بوش كان علامة طريق هائلة». وأبلى مكين (72 عاما) في الانتخابات كما يمكن لجمهوري أن يبلي في مناخ مسمم لحزبه.

وكسب تأييد قطاعات كبيرة من البلاد لكنه لم يستطع الفوز في ولايات ساحة المعركة التي كانت حاسمة.

وقال مكين لأنصاره في فندق في فينكس «قاتلنا بأقصى ما في وسعنا وعلى الرغم من إخفاقنا فإن الفشل فشلي وليس فشلكم..أتمنى لو كانت النتيجة مختلفة يا أصدقائي.الطريق كان صعبا منذ البداية». وكان مكين متقدما في استطلاعات الرأي القومية في سبتمبر الى أن بدأت وول ستريت تتهاوى مما كشف ضعف الاقتصاد.

ولم يكن رد فعله واثق الخطى كرد فعل اوباما، وقد كلفه هذا الكثير.

وقال ويت ايريس مسئول استطلاع الرأي بالحزب الجمهوري «المناخ كان مشحونا ضده وحتى في ظل المناخ المسموم بالنسبة للجمهوريين اقترب جدا (من الفوز) الى أن حدثت الأزمة المالية.

هذا هو ما أحدث الفارق بين المرشحين الذي استمر حتى يوم الانتخابات». ومازال البعض يتساءلون عما اذا كان من الصواب أن يختار مكين حاكمة الاسكا سارة بالين التي تفتقر الى الخبرة لتكون مرشحته لمنصب نائب الرئيس.

وأدى فحص وسائل الإعلام الإخبارية الدقيق لبالين الى ظهور عناوين سلبية في الصحف لأسابيع، وانتقد بعض المحافظين بشدة اختيار مكين لها مفضلا اياها على الكثير من الزعماء الجمهوريين الاكثر خبرة.

وتجاهل مكين منتقديه. وفي خطابه الذي أقر فيه بالهزيمة في فينكس وصف بالين بأنها «احدى افضل نشطاء الحملات الذين رأيتهم وصوت جديد مثير للإعجاب في حزبنا من أجل الإصلاح». وهو تصريح يرجح أن يكون مادة للتكهن بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة في 2012. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى