السيد إدريس حنبله يرد على نادي الهلال الرياضي

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:

> إلى الهيئة الإدارية لنادي الهلال الرياضي..بعد التحية :تسلمت ببالغ السخط والاستنكار وبمزيد من السخرية والرثاء والاستخفاف رسالتكم غير المؤدبة وغيرالمؤرخة التي تزخر بالحقد والضغينة، وتتسم بعدم الشعور بالمسئولية وبطابع اللا مبالاه.

ولا يسعني هنا ألا أن أرثي لتلك العقول ضيقة الأفق التي كشفت النقاب عن مدى العقلية المتعفنة التي تتمتع بها هيئتكم الإدارية الموقرة .. إنني لا أستغرب مطلقا تلك الأسطر الحاقدة التي دلت على النوعية البلهاء المسيرة لدفة نادي الهلال في هذه الآونة بالذات، لأن نظرة واحدة لتلك المفاهيم الخاطئة تعطيك صورة مهزوزة لما يعانيه هذا النادي من نقص في الوعي والإدراك والأذواق السليمة والأخلاق الرياضية الصحيحة، ولقد شرحت لكم بما فيه الكفاية من خلال اتصالاتي الشخصية مع أفراد هيئتكم الإدارية الموقرة من أن موقفي إزاء هذا النادي العظيم (نادي الهلال الرياضي) لا ولم ولن يتغير وهو امتداد لمواقفي المشرفة في جميع الحالات والمجالات ولست بحاجة إلى انتزاع صك غفران أو شهادة منكم، لأنكم لم تبلغوا بعد حدا يؤهلكم لذلك سيما وأن تاريخ حياتكم القومية والنقابية والوطنية والسياسية معروف، فلقد خذلتم بمواقفكم المهزوزة كل حدث وطني ونقابي واجتماعي وسياسي ورياضي، وما موقفكم الرياضي المشين عندما خرجتم عن الإجماع الرياضي مع فريق الاتحاد ببعيد..لقد اقترحت فعلا أسماء مرشحين لاعبين من الفرق الأولى لجميع المناطق ومن ضمنها منطقة الشيخ عثمان، وكان نادي الهلال مشمولا في العرض والمناقشة، ولكن ما ذنبي أنا إذا كنتم على استعداد تام لتهيئة آذانكم لتقبل الشائعات المغرضة والدسائس والمؤامرات لخلق فجوة بيني وبينكم بصورة خاصة، وبيني وبين الفرق الأخرى بصورة عامة، لأن هناك مخططا رسميا يا سادة لإقصائي من الحركة الرياضية ليتيح ذلك للجهات المعادية للشعب تنفيذ مآربهم وخططهم..إنكم بهذا المسلك المعيب انضممتم بقصد أو بدون قصد إلى المعسكر المعادي للحركة الرياضية التقدمية، وبالتالي وبدون شعور إلى صف أعداء الشعب..فهل أنتم واعون؟..وتفنيدا لمزاعمكم الباطلة من أنني منحاز إلى ناد أنا عضو فيه فإنني أدع الحقائق تتحدث عن كذب هذا الإدعاء، لأن محاضر الجمعية الرياضية العدنية ولجانها المتفرعة تشهد لي بالنزاهة والجرأة والصراحة، ولأنني كنت على الدوام مهتما بجميع فرق وأندية جميع المناطق على السواء، وإنني أتحداكم أن تطلعوا ببينة صحيحة تستندون بها إلى زعمكم الكاذب المفضوح.

أما فيما يخص سحب ثقتكم مني نهائيا كممثل رياضي في الجمعية الرياضية العدنية، وإنني لا أصلح ممثلا حتى لمنطقة إلى غير ذلك من التهويشات والخربشات، فيكفيني فخرا من أنني لم أكن في يوم من الأيام ممثلا فقط لفرق منطقة الشيخ عثمان فحسب، بل كنت أعتبر نفسي دائما ممثلا لجميع فرق وأندية المناطق الأخرى كلها، لأنني أتمتع بعقلية متفتحة واعية ولست مثلكم منغلق التفكير قصير النظر انفصالي النزعة، وسجلي الرياضي العام حافل بالأمجاد والانتصارات والمكاسب.. لأنني أحد الرواد الأوائل الذين صححوا الوضع الرياضي المشين، حين كنتم ترزحون تحت أغلال العبودية الرياضية في العهد الرياضي المباد..وكنت أول من نادى بحق مبدأ إدخال الانتخاب العام في الجمعية لممثلي المناطق حتى وصلت نسبة التمثيل إلى خمسة أعضاء من الفرق، وثلاثة أعضاء من الجانب الرسمي، وكنت أول من أدخل مبدأ التعريب في الجمعية، ولو أنني كنت من دعاة المتكلمين عن أنفسهم وإحاطتهم بهالة من الدعاية والتطبيل والتزمير لاستطعت إبراز جدول للأعمال المشرفة والجهود الجبارة التي تحصلت عليها حركتنا الرياضية منذ انخراطي فيها عام 1952م وحتى الآن، ولكنني لست من النوع الذي يريد التحدث عن نفسه بمزيد من الدعاية والتهريج، لأنني أعتبر كل ما عملته للحركة الرياضية وللأندية جمعاء واجبا وطنيا قبل أن يكون واجبا رياضيا.

إن المنطق الأعوج الذي استند إلى تحرير رسالتكم الهوجاء يعطيني دلالة كافية من أنكم كنتم متوترين إلى حد الهوس في مصادقتكم على ذلك القرار الجائر في جلسة إدارية كما تدعون..فهل كنتم تتمتعون بذرة بسيطة من التعقل أو قسط ضئيل من الضمير؟..لا أظنكم كذلك لأنني أربأ بطفل صغير أو شاب في الابتدائية أن تصدر منه تلك الإساءات والتخريفات إلا إذا كان مشكوكا في قواه العقلية أو مريضا اجتماعيا في أعصابه وأخلاقه، وفي هذه الحالة ما عليه إلا أن يستدعي عالما نفسانيا لمعالجته أو أن يدخل فورا مستشفى المجانين.. إن السخافة والتطفل يطلان من نافذة فكركم الضيق، وإلا لماذا حشرتم أنفسكم في أمور خاصة بي، لا لكم أي دخل فيها، وأنا والحمد لله معروف في الأوساط المحلية بنشاطاتي المتعددة التي تخدم القضية الوطنية، وفي الشيخ عثمان بالذات منذ 1935م يوم أن كنتم أطفالا تمرحون في الشوارع والحارات لا تفقهون شيئا، أو ربما كنتم - آنذاك - في عالم النطف التي لم تخلق بعد..ومن السفه والحماقة أن تتطفلوا على مواطن شريف مثلي عصر نفسه وأذاب روحه وأنهك جسمه لتقدم أشرف الخدمات وأجلها لهذا الشعب العربي الكريم، ونظرة واحدة إلى الماضي والحاضر بعين العدالة والإنصاف تجعلكم في موقف مخجل من رسالتكم الزائفة التي لا تخدم سوى أعداء الله وأعداء الشعب وأعداء الوطن والعروبة.

أما النكتة الأخيرة من قراركم التاريخي (المجيد) بعدم دخولي نادي الهلال فإن هذا القرار يشكل في حد ذاته سخفا آخر مضافا إلى السخافات السابقة، ونكتة بايخة سوف تتندر بها الأوساط الرياضية والمحلية على مر الأزمان، لأنه لا يليق بهيئة إدارية موقرة أن تعرض نادي الهلال إلى هذه السمعة المشينة، لأنكم ستوافقوني أن ذلك النوع من العقلية الصبيانية قد اندثرت في سالف الأزمان وأصبحت في خبر كان..أ ما تخجلون من هذا القرار؟..وهل كانت وجوهكم متصببة بالعرق كميزة للحياء.. ياسادة؟!..ومتى كانت لهذه الهيئة الإدارية الحاضرة شرف التعاون والخدمة العامة مع الأندية الرياضية والمنظمات الوطنية..وأخيرا أدعو الله من كل قلبي أن يهديكم إلى سواء السبيل..والله الموفق.

المخلص إلى الأبد إدريس أحمد حنبلة

ممثل أندية الشيخ عثمان

«الأيام» العدد 227 في 23 يونيو 1965م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى