دون الحاجة إلى التبرير

> جلال عبده محسن:

> الفاجعة التي منيت بها محافظتي حضرموت والمهرة جراء السيول والأمطار هي أليمة على الشعب اليمني وعلى أسر الضحايا تحديداً، ونسأل الله أن يكتبهم مع الشهداء، ومع أن حجم الكارثة قد فاق كل التوقعات ولكن نقولها بالرضا وبالتسليم لقضاء الله وقدره الحمد لله على كل حال، فالمؤمن إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر، كما جاء في الحديث الصحيح .

إننا ومن لطف المولى عز وجل لسنا مهددين بالكوارث الطبيعية وبالشكل المباشر في المناطق التي تقع فيها بعض البلدان بالصورة التي عليه اليوم كالزلازل والبراكين والأعاصير المدمرة التي تقضي على الإنسان وعلى سنوات من الجهد والشقاء في غمضة عين، ومع ذلك ليست كل دولة خارج تلك المناطق هي في منأى من الكوارث الطبيعية والمدمرة في بعض الأحوال التي تجتاح بعض الدول بين الحين والآخر، وتلك بمثابة درس لنا جميعاً ودون الحاجة إلى التبرير، فالقضاء والقدر لايعني اللامبالاة وعدم أخذ الحيطة لأعمالنا البشرية، وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أنه كان يمشي يوماً بجانب حائط مائل وآيل للسقوط ففر منه إلى حائط آخر فقيل له اتفر من قضاء الله قال أفر من قضاء الله إلى قدر الله .

والهولنديون قبل غيرهم بنوا مجتمعاً مزدهراً وهم يعيشون تحت مستوى البحر بأكثر من 12 قدماً على مدى مئات السنين، وأحدث السدود التي أقامها الهولنديون بالإصرار والعزيمة سد طوله 5,6 ميلا مصنوع من كتل الصلب بارتفاع 131 قدما يظل مفتوحا وقتما تكون الظروف المناخية عادية، ولكن يمكن إغلاقه إذا ما ساءت حالة الجو وبات الطقس ينذر بالخطر .

ونحن في اليمن ومايحز في النفس ماهو من صنع أيدينا الذي نجنيه لأنفسنا نعاني منه ومن تبعاته المتلاحقة في أن نرى بعض مشاريع للبنى التحتية والخدمية بعد الانتهاء من عملها وإن بدت في مظهرها الحسن إلا أن سرعان ماتتكشف عيوبها ويظهر المستور من أبسط الهزات التي تتعرض لها بسبب الغش والنصب والاحتيال وانعدام الضمير في عالم الماديات والربح السريع غير المشروع من بعض المقاولين الجشعين كتلك التي تتعرض له بعض مشاريع المناقصات والمزايدات، ولكن مع ذلك نقولها بأمانة بأن العيب الأساسي ليس فيهم بل في سلطة الدولة وأجهزتها الرقابية والتي علاوة عن كونها لاتحرك ساكناً أمام تلك الفوضى فإنها تساهم وبطريقة غير مباشرة في تلك الجرائم من خلال تبنيها في رصد الميزانيات لتلك المشاريع والتي سبق وإن نبهنا إليها لأغراض الاحتفلات كما ظهر في طرقات محافظة إب، فإذا كنا نشكوا التجاوزات والمخالفات وفساد معظم المشاريع من قبل اللجنة العليا للمناقصات في الأحوال الاعتيادية، فما بالكم بتلك المشاريع التي يغلب عليها الاستعجال والارتجالية في أغلبها والتي لا يراعى فيها إلا زمن المناسبة وحدها والظروف الاستثنائية لإقامتها لأغراض احتفالية قد نهتم بمظرها الجمالي الخارجي أمام الضيوف أكثر من الاهتمام بمواصفاتها الفنية المطلوبة، ولكن سرعان ماتظهر على حقيقتها كأية سلعة مغشوشة بعد أن لمع بريقها والتي ماكان لها أن تقام إلا وفقاً لخطط وأهداف تقرها السياسات الاقتصادية والتنموية للدولة لاعبر لجنة للاحتفالات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى