رحمة بنا يا فخامة الرئيس

> عبدالفتاح عبدالله حيدرة:

> كلنا نعرف ماذا يعني الخميس في العاصمة صنعاء أو عند أغلب الموظفين المغلوبين على أمرهم في استجماع طاقاتهم للإعداد لأسبوع عمل مضن قادم، والكل في صنعاء بل في أغلب مناطق اليمن يشحذ كل طاقاته لهذا اليوم والإعداد له بكل ما سخر الله له من سلطان.

وبما أني أسكن صنعاء فإنني أعد لهذا اليوم كباقي خلق الله.. ولكن أن أخرج من منزلي مبتهجا بعطلة نهاية الأسبوع للقاء الأصدقاء والأهل والأعداء (عفوا عزيزي القارئ) على لفظة (الأعداء) السيئة ولكنها جاءت غصبا عني بسبب ما صادفته صباح الخميس الماضي من موقف (خرب مزاجي الخميسي).. فبعد أن وقفت في الشارع مؤشرا بيدي لسائقي الباصات لم يقف لي أي باص (أبو عشرين) وكل الباصات متجهة إلى باب اليمن ... أدركت حينها أنني تأخرت على الدوام ففضلت أن أستوقف سيارة أجرة وفورا مددت يدي وإذا بسيارتي أجرة يتسابق صاحباها للوقوف أمامي، ركبت إحداها (لسوء حظ هذا الخميس) وأبلغت سائقها بوجهتي منتهيا بآخر العنوان (صحيفة «الأيام»).

وفجأة لا أعرف ما الذي أضحك سائق الأجرة.. فالتفت إليه بعد أن (شيكت) لبسي ومظهري ولم أجد ما يضحك فنظرت إليه وقلت له (خير) فرد عليّ بالحرف (أول نشمكم ومدحكم وأمس (الأربعاء) شرشح بكم يا ويلي و الشرشحة) فقلت : من؟ كيف؟ ليش ؟ وبالفصيح الدارج (من تقصد؟) فرد ضاحكا أيضا : الفندم.

لم أستوعب كلام صاحبنا وطلبت التوضيح منه, بعد أن لاحظت (الجاكيت) الميري خلف مقعد السائق، فرد عليّ (تتعيمس) وبيني وبينكم شفت كلمة (تتعيمس) فيها خشونة وحدة على الصباح البارد في صنعاء ففضلت السكوت.

أكمل السائق السير وفجأة وقف فقد كان أمامه باص واقف في وسط الشارع ومغلق الطريق تماما فاستغل صاحبنا الفرصة ليوضح لي ما سألته قائلا: (صدق ما تعرفش وإلا مستحي؟) فقلت له:(يا أخي مالك وضح كلامك) فرد عليّ: (الرئيس أمس قال إنكم انفصاليين وأن صحيفتكم ناطق رسمي للانفصاليين ومن قبل وجه الناس والمتقاعدين أن يقرأوا صحيفة «الأيام») وأكمل حديثه: (كشفوكم وبانت حقيقتكم).

تبسمت بدهشة في وجه صاحبنا وقلت (مش معقول) وأنا أقول في سري (متى قال فخامة الرئيس هذا الكلام؟!).

المهم تحرك الباص من أمامنا وكأن السائق عرف بما يدور في سري فرفع صوت المذياع وإذا بالمذيع يقرأ الإجابة عن سؤالي السري (الذي في صدري) قائلا:«ومن جانب آخر أكد فخامة رئيس الجمهورية أن لا مجال للعودة للوراء أو التشطير وأن على الانفصاليين وصحيفتهم الناطقة باسمهم («الأيام») أن يعوا هذا الأمر» .

بصراحة لم أصدق وساورني شك في نفسي هل هذه هي الإذاعة اليمنية (إذاعة صنعاء) أم هو شريط مسجل لتضليلي!

المهم يا سادتي وكي لا أطيل عليكم الإذاعة اليمنية أعطت الحق لسائق سيارة الأجرة أن يبتزني ابتزازا عاطفيا أولا وثانيا ظل يضحك عليّ طول الطريق ويرمي بالكلام والاتهام (قلي أمانة كم تستلم) (كم تستلموا أمانة قلي) (منوه اللي يمولكم أكثر البيض وإلا أمريكا).. وأخيرا يا سادة لم أصدق أني وصلت إلى مكتب «الأيام» ومن خلال أسئلة السائق كنت متأكدا أني ذاهب للأمن القومي أو للأمن السياسي أو للبحث الجنائي فقلت للسائق: (لو سمحت عندك).. وقف طبعا مثلما وقف صاحب الباص سابقا (أغلق الشارع من بعده) .. أعطيته الألف ريال الذي في جيبي وانتظرت أن يعطيني الباقي ولاحظت تأخره فقلت (اخصم حقك ورجع لي الباقي) فرد عليّ (أيش من باقي قد أنتم تستلموا ثمن الدعوة والترويج للانفصال بالدولار) حينها طفح الكيل زعلا وغضبا على باقي الألف ريال حق (الخميس) وبعد مد وجزر خصم (500) ريال مع أن مشواري في تاكسي (راحة) من بيتي إلى مكتبي بـ(210) ريالات وراح هذا الخميس يا جماعة ولذلك أعتذر لأصدقائي عن عدم حضوري .

والسبب أن (فخامة الرئيس) قال إن صحيفة «الأيام» ناطقة باسم الانفصاليين، الأمر الذي شجع سائق التاكسي على ابتزازي ونهري وقهري وفوق هذا حرمني من رؤيتكم.

(فرحمة بنا يا فخامة الرئيس) إذا كان سائق التاكسي اقتدر على مراسل لا حول له ولا قوة فكيف بباقي المسئولين والمتضايقين والفاسدين (أصحاب الأيادي الطويلة والنفوذ) كيف ستكون تعاملاتهم وتوجيهاتهم مع «الأيام» وناشريها؟ كيف سيكون فهمهم.. هل سيكونون مثل صاحب التاكسي؟ .. (رحمة بـ«الأيام»)!

* مراسل صحيفة «الأيام» - صنعاء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى